صفحة جزء
324 - ( 3 ) - حديث : { مفتاح الصلاة الطهور ، وتحريمها التكبير ، وتحليلها التسليم } الشافعي وأحمد والبزار وأصحاب السنن إلا النسائي ، وصححه الحاكم وابن السكن من حديث عبد الله بن محمد بن عقيل عن ابن الحنفية عن علي ، قال البزار : لا نعلمه عن علي إلا من هذا الوجه ، وقال أبو نعيم : [ ص: 390 ] تفرد به ابن عقيل عن ابن الحنفية عن علي ، وقال العقيلي : في إسناده لين ، وهو أصلح من حديث جابر ، وحديث جابر الذي أشار إليه رواه أحمد والبزار والترمذي والطبراني من حديث سليمان بن قرم عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عنه ، وأبو يحيى القتات ضعيف ، وقال ابن عدي : أحاديثه عندي حسان ، وقال ابن العربي : حديث جابر أصح شيء في هذا الباب . كذا قال ، وقد عكس ذلك العقيلي ، وهو أقعد منه بهذا الفن ، ورواه الترمذي وابن ماجه من حديث أبي سعيد ، وفي إسناده أبو سفيان طريف ، وهو ضعيف . قال الترمذي : حديث علي أجود إسنادا من هذا .

ورواه الحاكم في المستدرك من طريق سعيد بن مسروق الثوري عن أبي نضرة عن أبي سعيد ، وهو معلول ، قال ابن حبان في كتاب الصلاة المفرد له : هذا الحديث لا يصح ، لأن له طريقين إحداهما : عن علي وفيه ابن عقيل وهو ضعيف ، والثانية : عن أبي نضرة عن أبي سعيد ، تفرد به أبو سفيان عنه ، ووهم حسان بن إبراهيم فرواه عن سعيد بن مسروق عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد ، وذلك أنه توهم أن أبا سفيان هو والد سفيان الثوري ، [ ص: 391 ] ولم يعلم أن أبا سفيان آخر ، هو طريف بن شهاب ، وكان واهيا ، ورواه الدارقطني من حديث عبد الله بن زيد ، وفي سنده الواقدي ، ورواه الطبراني من حديث ابن عباس ، وفي سنده نافع أبو هرمز وهو متروك ، وقد رواه ابن عدي من طريقه فقال : عن أنس ، وقال أبو نعيم في كتاب الصلاة : ثنا زهير ، ثنا أبو إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله ، فذكره بلفظ { مفتاح الصلاة التكبير ، وانقضاؤها التسليم }وإسناده صحيح ، وهو موقوف . ورواه الطبراني من حديث أبي إسحاق ، ورواه البيهقي من حديث شعبة عن أبي إسحاق وقال : ورواه الشافعي في القديم .

325 - ( 4 ) - قوله : { إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبتدئ الصلاة يقول : الله أكبر }هكذا روته عائشة ، كذا قال : وليس هذا اللفظ في حديث عائشة ، بل الذي في مسلم عن عائشة ، { كان يستفتح الصلاة بالتكبير }. وهو عنده من رواية أبي الجوزاء عنها ، وقال ابن عبد البر : هو مرسل لم يسمع أبو الجوزاء منها . ورواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة أبي الجوزاء ، ولفظه : { إذا دخل في الصلاة ، قال : الله أكبر } ، لكن في إسناده أبان بن أبي عياش ، وهو متروك . نعم روى البخاري من حديث ابن عمر مرفوعا : { كان إذا دخل في الصلاة كبر }ومثله للترمذي عن علي ، ولأحمد والنسائي عن [ ص: 392 ] واسع بن حبان : أنه { سأل ابن عمر عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : الله أكبر ، كلما وضع ، وكلما رفع }.

وأما لفظ الباب فرواه ابن ماجه من حديث أبي حميد الساعدي ، قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة استقبل القبلة ، ورفع يديه وقال : الله أكبر }ومن هذا الوجه أخرجه ابن حبان في كتاب الصلاة ، وأخرجه هو وابن خزيمة في صحيحيهما ، وفي كتاب الصلاة لأبي نعيم : ثنا زهير عن العلاء بن المسيب عن طلحة بن يزيد عن حذيفة : { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الليل فكبر ، فقال : الله أكبر }رجاله ثقات ; لكن فيه إرسال ، ورواه البزار من حديث علي بسند صححه ابن القطان : { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة قال : الله أكبر ، وجهت وجهي }إلى آخره . قال ابن القطان : وهذا يعني تعيين لفظ : الله أكبر ، عزيز الوجود ، غريب في الحديث لا يكاد يوجد ، حتى لقد أنكره ابن حزم وقال : ما عرف قط ، وهو في مسند البزار وإسناده من الصحة بمكان ، قلت هو على شرط مسلم .

326 - ( 5 ) - حديث : أنه صلى الله عليه وسلم قال : { صلوا كما رأيتموني أصلي }رواه البخاري كما تقدم .

التالي السابق


الخدمات العلمية