صفحة جزء
[ ص: 413 ] حديث علي في دعاء الاستفتاح : رواه مسلم بطوله ، وزاد ابن حبان { إذا قام إلى الصلاة المكتوبة } ، وفي رواية النسائي من حديث جابر : { كان إذا استفتح الصلاة قال : إن صلاتي }قال الشافعي : أستحب أن يأتي به المصلي بتمامه ، ويجعل مكان : { وأنا أول المسلمين } ، " وأنا من المسلمين " ، قلت : وهذه اللفظة في رواية لمسلم أيضا ، وذكرها أبو داود موقوفة على بعض التابعين .

( تنبيه ) زاد الرافعي في سياقه بعد { حنيفا }: { مسلما }وهو عند ابن حبان أيضا من حديث علي وزاد بعد قوله : { لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك } ، وهو في رواية الشافعي عن مسلم بن خالد ، وعبد المجيد عن ابن جريج عن موسى بن عقبة بسنده ، وزاد بعد { فالخير كله بيدك }: { والمهدي من هديت }وهو في رواية الشافعي أيضا . قوله : إن بعض الأصحاب قال : إن السنة في دعاء الاستفتاح أن يقول : { سبحانك اللهم وبحمدك }. . . الحديث ، وهو في الباب عن أبي الجوزاء عن عائشة ، قالت : { كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة قال : سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ولا إله غيرك }رواه أبو داود [ ص: 414 ] والحاكم ورجال إسناده ثقات ، لكن فيه انقطاع ، وأعله أبو داود بأنه ليس بالمشهور عن عبد السلام بن حرب ، وبأن جماعة رووا قصة الصلاة عن بديل بن ميسرة ولم يذكروا ذلك فيه . وقال الدارقطني : ليس بالقوي . انتهى . وله طريق أخرى رواها الترمذي وابن ماجه من طريق حارثة بن أبي الرجال عن عمرة عن عائشة نحوه ، وحارثة ضعيف ، قال ابن خزيمة : حارثة مدني نزل الكوفة وليس ممن يحتج أهل العلم بحديثه ، وهذا صحيح عن عمر لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأما قول الترمذي : لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، فمعترض بطريق أبي الجوزاء السابقة ، وبما رواه الطبراني عن عطاء عن عائشة نحوه . وفي الباب عن ابن مسعود ، وعثمان ، وابن سعيد ، وأنس ، والحكم بن عمير ، وأبي أمامة ، وعمرو بن العاص ، وجابر ، قال الحاكم : وقد صح ذلك عن عمر ، ثم ساقه وهو في صحيح ابن خزيمة كما مضى ، وفي صحيح مسلم أيضا ذكره في موضع غير مظنته استطرادا ، وفي إسناده انقطاع .

342 - ( 13 ) - حديث جبير بن مطعم : { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ قبل القراءة }رواه أحمد وأبو داود ، [ ص: 415 ] وابن ماجه وابن حبان والحاكم من حديثه بلفظ : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل في الصلاة قال : الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا ، ثلاثا ، سبحان الله بكرة وأصيلا ، ثلاثا ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، من نفخه ونفثه وهمزه }لفظ ابن حبان ، ولفظ الحاكم نحوه ، وحكى ابن خزيمة الاختلاف فيه وقد أوضحت طرقه في المدرج . قوله : وروي عن غير جبير بن مطعم : { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ قبل القراءة }. رواه أحمد وأصحاب السنن والحاكم من حديث أبي سعيد الخدري ، قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام [ ص: 416 ] إلى الصلاة بالليل كبر ، ثم يقول : سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ، ولا إله غيرك ، ثم يقول : لا إله إلا الله ، ثلاثا ، ثم يقول : الله أكبر ، ثلاثا ، ثم يقول : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه }قال الترمذي : حديث أبي سعيد أشهر حديث في الباب ، وقد تكلم في إسناده ، وقال أحمد : لا يصح هذا الحديث ، وقال ابن خزيمة : لا نعلم في الافتتاح : سبحانك اللهم خبرا ثابتا عند أهل المعرفة بالحديث ، وأحسن أسانيده حديث أبي سعيد ، ثم قال : لا نعلم أحدا ولا سمعنا به استعمل هذا الحديث على وجهه ، ورواه أحمد من حديث أبي أمامة نحوه وفيه : { أعوذ بالله من الشيطان الرجيم } ، وفي إسناده من لم يسم .

وروى ابن ماجه وابن خزيمة من حديث ابن مسعود : { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه ، ونفخه ، ونفثه }ورواه الحاكم والبيهقي بلفظ : { كان إذا دخل في الصلاة } ، وعن أنس نحوه رواه الدارقطني وفيه الحسين بن علي بن الأسود فيه مقال ، وله طريق أخرى ذكرها ابن أبي حاتم في العلل عن أبيه وضعفها .

( فائدة ) كلام الرافعي يقتضي أنه لم يرد الجمع بين { وجهت وجهي } ، وبين { سبحانك اللهم } ، وليس كذلك ، فقد جاء في حديث ابن عمر رواه الطبراني في الكبير ، وفيه عبد الله بن عامر الأسلمي رواية عن محمد بن المنكدر عنه ، وهو ضعيف ، وفيه عن جابر أخرجه البيهقي بسند جيد لكنه من رواية ابن المنكدر عنه ، وقد اختلف عليه فيه ، وفيه عن علي رواه إسحاق بن راهويه في مسنده ، وأعله [ ص: 417 ] أبو حاتم . قوله : ورد الخبر بأن صيغة التعوذ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم هو كما قال كما تقدم ، وقد ورد بزيادة كما تقدم ، وفي مراسيل أبي داود عن الحسن : { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم }.

قوله : وعن بعض أصحابنا أن الأحسن أن يقول : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم انتهى . هو في حديث أبي سعيد الخدري الذي سبق .

قوله : { اشتهر من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم التعوذ في الركعة الأولى ، ولم يشتهر في سائر الركعات }. أما اشتهاره في الأولى فمستفاد من الأحاديث المتقدمة ، وأما عدم شهرة تعوذه في باقي الركعات فإنما لم يذكر في الأحاديث المذكورة ، لأنها سيقت في دعاء الاستفتاح ، وعموم قوله : { فإذا قرأت القرآن فاستعذ }يقتضي الاستعاذة في أول ركعة في ابتداء القراءة ، وقد استحب التعوذ في كل ركعة الحسن ، وعطاء ، وإبراهيم ، وكان ابن سيرين يستفتح في أول كل ركعة .

التالي السابق


الخدمات العلمية