صفحة جزء
حديث المسيء صلاته : أنه قال له : { ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا }وفي بعض الروايات { ثم ارفع حتى تطمئن جالسا : }تقدم في أوائل الباب ، وفيه الأمران ، ونقل الرافعي عن إمام الحرمين في النهاية : أنه قال : { في قلبي من الطمأنينة في الاعتدال شيء } ، فإنه صلى الله عليه وسلم ذكرها في حديث المسيء صلاته في الركوع ، والسجود ، ولم يذكرها في الاعتدال والرفع بين السجدتين . فقال : { اركع حتى تطمئن راكعا ، ثم ارفع رأسك حتى تعتدل قائما ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ، ثم ارفع رأسك حتى تعتدل جالسا }ولم يتعقبه الرافعي ، وهو من المواضع العجيبة التي تقضي على هذا الإمام بأنه كان قليل المراجعة لكتب الحديث المشهورة ، فضلا عن غيرها ; فإن ذكر الطمأنينة في الجلوس بين السجدتين ثابت في الصحيحين ففي الاستئذان من البخاري من حديث يحيى بن سعيد القطان { ثم ارفع حتى تطمئن جالسا }وهو أيضا في بعض كتب السنن ، وأما الطمأنينة في الاعتدال فثابت في صحيح ابن حبان ومسند أحمد من حديث رفاعة بن رافع ولفظه { : فإذا رفعت رأسك فأقم صلبك حتى ترجع العظام إلى مفاصلها }ورواه أبو علي بن السكن في صحيحه ، وأبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه من حديث رفاعة بلفظ : { ثم ارفع حتى تطمئن قائما }قلت : ثم أفادني شيخ الإسلام جلال الدين أدام الله بقاءه - أن هذا اللفظ في حديث [ ص: 463 ] أبي هريرة في سنن ابن ماجه ، وهو كما أفاد ، زاده الله عزا ، قلت : وإسناد ابن ماجه قد أخرجه مسلم في صحيحه ولم يسق لفظه فإن ابن ماجه رواه عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن عبد الله بن نمير عن عبيد الله بن عمر عن سعيد عن أبي هريرة ، وهذا الإسناد قد أخرجه مسلم وأحال به على حديث يحيى بن سعيد القطان عن عبيد الله ، ولفظ يحيى بن سعيد : { حتى تعتدل قائما }وثبت في الصحيحين وغيرهما : { أن النبي صلى الله عليه وسلم طول الاعتدال ، والجلوس بين السجدتين }في عدة أحاديث . وأعجب من ذلك أن ذكر الطمأنينة في الاعتدال مخرج في الأربعين التي خرجوها لإمام الحرمين وحدث بها ، قلت : وليس في الأربعين إلا قوله : { حتى تعتدل قائما }كما في الصحيحين فاعلم ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية