صفحة جزء
431 - ( 2 ) - حديث : روي { أنه صلى الله عليه وسلم قال : من قاء أو رعف ، أو أمذى في صلاته فلينصرف وليتوضأ وليبن على صلاته ما لم يتكلم } ابن ماجه [ ص: 496 ] والدارقطني من حديث ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت : { قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أصابه قيء أو رعاف أو قلس أو مذي فلينصرف فيتوضأ وليبن على صلاته وهو في ذلك لا يتكلم }لفظ ابن ماجه وأعله غير واحد بأنه من رواية إسماعيل بن عياش ، عن ابن جريج ، ورواية إسماعيل عن الحجازيين ضعيفة ، وقد خالفه الحفاظ من أصحاب ابن جريج فرووه عنه عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا ، وصحح هذه الطريق المرسلة محمد بن يحيى الذهلي والدارقطني في العلل وأبو حاتم ، وقال : رواية إسماعيل خطأ . وقال ابن معين : حديث ضعيف . وقال ابن عدي : هكذا رواه إسماعيل مرة ، وقال مرة ، عن ابن جريج عن أبي عن عائشة وكلاهما ضعيف . وقال أحمد : الصواب عن ابن جريج عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا ، ورواه الدارقطني من حديث إسماعيل بن عياش أيضا عن عطاء بن عجلان ، وعباد بن كثير عن ابن أبي مليكة عن عائشة .

وقال بعده : عطاء وعباد ضعيفان . وقال البيهقي : الصواب إرساله ، وقد رفعه أيضا سليمان بن أرقم عن ابن أبي مليكة ، وهو متروك .

( تنبيه ) : وقع لإمام الحرمين في النهاية ، وتبعه الغزالي في الوسيط ، وهم عجيب فإنه قال : هذا الحديث مروي في الصحاح ، وإنما لم يقل به الشافعي لأنه مرسل ، ابن أبي مليكة لم يلق عائشة ، ورواه إسماعيل بن عياش عن أبي مليكة عن عروة عن عائشة ، وإسماعيل سيئ الحفظ كثير الغلط فيما يرويه عن غير الشاميين ، وابن أبي مليكة ليس من الشاميين . فاشتمل على أوهام عجيبة ، أحدها : قوله : إن ابن أبي مليكة لم يلق عائشة . وقد لقيها بلا خلاف . ثانيها : أن إسماعيل رواه عن ابن أبي مليكة . وإسماعيل إنما رواه عن ابن جريج عنه . ثالثها : إدخاله عروة بينه وبين عائشة .

ولم يدخله أحد بينهما في هذا الحديث . [ ص: 497 ] رابعها : دعواه أنه مخرج في الصحاح . وليس هو فيها فليته سكت . وفي الباب عن ابن عباس رواه الدارقطني ، وابن عدي والطبراني ولفظه : { إذا رعف أحدكم في صلاته فلينصرف فليغسل عنه الدم ثم ليعد وضوءه وليستقبل صلاته }وفيه سليمان بن أرقم ، وهو متروك . وعن أبي سعيد الخدري ولفظه : { إذا قاء أحدكم أو رعف وهو في الصلاة أو أحدث ، فلينصرف فليتوضأ ثم ليجئ فليبن على ما مضى }رواه الدارقطني وإسناده ضعيف أيضا وفيه : أبو بكر الداهري ، وهو متروك ورواه عبد الرزاق في مصنفه ، موقوفا على علي ، وإسناده حسن ، وعن سلمان نحوه ، وروي في الموطإ عن ابن عمر : أنه كان إذا رعف رجع فتوضأ ولم يتكلم ، ثم رجع وبنى وللشافعي من وجه آخر عنه قال { : من أصابه رعاف أو مذي أو قيء انصرف وتوضأ ثم رجع فبنى }قوله : ويشترط ألا يتكلم على ما ورد في الخبر يشير إلى ما تقدم في بعض طرقه . حديث : { أنه صلى الله عليه وسلم قال لأسماء : حتيه ، ثم اقرصيه ، ثم اغسليه بالماء وصلي فيه }تقدم في باب النجاسات .

التالي السابق


الخدمات العلمية