صفحة جزء
541 - ( 40 ) - حديث : { أنه صلى الله عليه وسلم صلى بالناس عشرين ركعة ليلتين ، فلما كان في الليلة الثالثة اجتمع الناس فلم يخرج إليهم ، ثم قال من الغد : خشيت أن تفرض عليكم فلا تطيقوها }. متفق على صحته من حديث عائشة دون عدد الركعات ، وفي رواية لهما : { خشيت أن تفترض عليكم صلاة الليل فتعجزوا عنها }. زاد البخاري في رواية : { فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك }.

وأما العدد فروى ابن حبان في صحيحه من حديث جابر : { أنه صلى بهم ثماني ركعات ، ثم أوتر }. فهذا مباين لما ذكر المصنف ، نعم ذكر العشرين ورد في حديث آخر . ورواه البيهقي من حديث ابن عباس { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في شهر رمضان في غير جماعة عشرين ركعة ، والوتر }زاد سليم الرازي في كتاب الترغيب له : { ويوتر بثلاث }. [ ص: 46 ] قال البيهقي : تفرد به أبو شيبة إبراهيم بن عثمان وهو ضعيف ، وفي الموطأ وابن أبي شيبة والبيهقي ، عن عمر أنه جمع الناس على أبي بن كعب ، فكان يصلي بهم في شهر رمضان عشرين ركعة الحديث .

542 - ( 41 ) - حديث : { أنه صلى الله عليه وسلم خرج ليالي من رمضان وصلى في المسجد ، ولم يخرج باقي الشهر ، وقال : صلوا في بيوتكم ، فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة }متفق عليه من حديث زيد بن ثابت ، بأتم من هذا السياق . ولأبي داود من حديثه : { صلاة المرء في بيته ، أفضل من صلاته في مسجدي هذا إلا المكتوبة }

543 - ( 42 ) - حديث : { الصلاة خير موضوع ، فمن شاء استقل ، ومن شاء استكثر }. وهو خبر مشهور . أحمد والبزار ، من حديث عبيد بن الحسحاس ، عن أبي ذر . ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث أبي إدريس الخولاني ، عن أبي ذر في حديث طويل جدا وأورده الطبراني في الأوسط ، ورواه في الطوالات أيضا من طريق أخرى ، عن ابن عائذ ، عن أبي ذر ، [ ص: 47 ] ومن طريق يحيى بن سعيد السعيدي ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن عبيد بن عمير ، عن أبي ذر . وأعله ابن حبان في الضعفاء بيحيى بن سعيد وخالف الحاكم فأخرجه في المستدرك من حديثه ، وله شاهد من حديث أبي أمامة ، ورواه أحمد بسند ضعيف .

544 - ( 43 ) - حديث ابن عمر : { صلاة الليل والنهار مثنى مثنى }. أحمد وأصحاب السنن وابن خزيمة وابن حبان ، من حديث علي بن عبد الله البارقي الأزدي ، عن ابن عمر بهذا ; وأصله في الصحيحين بدون ذكر النهار . قال ابن عبد البر : لم يقله أحد عن ابن عمر غير علي ، وأنكروه [ ص: 48 ] عليه ، وكان يحيى بن معين يضعف حديثه هذا ، ولا يحتج به ، ويقول : إن نافعا وعبد الله بن دينار وجماعة رووه عن ابن عمر بدون ذكر النهار .

وروى بسنده عن يحيى بن معين أنه قال : صلاة النهار أربع لا يفصل بينهن . فقيل له : فإن أحمد بن حنبل يقول : صلاة الليل والنهار مثنى مثنى . فقال : بأي حديث ؟ فقيل له : بحديث الأزدي . فقال : ومن الأزدي حتى أقبل منه وأدع يحيى بن سعيد الأنصاري : عن نافع ، عن ابن عمر : أنه كان يتطوع بالنهار أربعا لا يفصل بينهن . لو كان حديث الأزدي صحيحا لم يخالفه ابن عمر . وقال الترمذي : اختلف أصحاب شعبة فيه ، فوقفه بعضهم ، ورفعه بعضهم ، والصحيح ما رواه الثقات عن ابن عمر فلم يذكروا فيه صلاة النهار ، وقال النسائي : هذا الحديث عندي خطأ ، وكذا قال الحاكم في علوم الحديث . وقال النسائي في الكبرى : إسناده جيد ; إلا أن جماعة من أصحاب ابن عمر خالفوا الأزدي فلم يذكروا في النهار ، وصححه ابن خزيمة ، وابن حبان ، والحاكم في المستدرك وقال : رواته ثقات . وقال الدارقطني في العلل : ذكر النهار فيه وهم ، وقال الخطابي : روى هذا الحديث طاوس ونافع وغيرهما ، عن ابن عمر فلم يذكر أحد فيه النهار ، وإنما هو صلاة الليل مثنى مثنى ، إلا أن سبيل الزيادة من الثقة أن تقبل . وقال البيهقي : هذا حديث صحيح ، وعلي البارقي احتج به مسلم ، والزيادة من الثقة مقبولة ، وقد صححه البخاري لما سئل عنه . ثم روى ذلك بسنده إليه ، قال : وروي عن محمد بن سيرين ، عن ابن عمر مرفوعا بإسناد كلهم ثقات ، انتهى . وقد ساقه الحاكم في علوم الحديث من طريق نصر بن علي ، عن أبيه ، عن ابن عون ، عن محمد بن سيرين به وقال : له علة يطول ذكرها . وله طرق أخر ، فمنها : ما أخرجه الطبراني في الأوسط من طريق نافع ، عن ابن عمر . وقال : لم يروه عن العمري إلا إسحاق الحنيني ، وكذا قال الدارقطني في غرائب مالك : تفرد به الحنيني ، عن مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر . ومنها ما أخرجه الدارقطني من رواية محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان [ ص: 49 ] عن ابن عمر ، وفي إسناده نظر . وله شاهد من حديث علي ، وآخر من حديث الفضل بن عباس مرفوعا أخرجه أبو داود والنسائي مرفوعا { الصلاة مثنى مثنى }. الحديث .

( * * * ) حديث : روي أنه صلى الله عليه وسلم قال في الوتر : { صلوها ما بين العشاء إلى صلاة الصبح }. أحمد والحاكم من حديث أبي بصرة وقد تقدم .

( * * * ) حديث : { من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها }. تقدم في التيمم .

التالي السابق


الخدمات العلمية