صفحة جزء
594 - ( 41 ) - حديث : { من أدرك الركوع من الركعة الأخيرة يوم الجمعة ، فليضف إليها أخرى ، ومن لم يدرك الركوع من الركعة الأخيرة ، فليصل الظهر أربعا }. الدارقطني من حديث ياسين بن معاذ ، عن ابن شهاب ، عن سعيد ، وفي رواية له عن سعيد وأبي سلمة ، عن أبي هريرة بلفظ : { إذا أدرك أحدكم الركعتين يوم الجمعة فقد أدرك ، وإذا أدرك ركعة فليركع إليها أخرى ، [ ص: 85 ] وإن لم يدرك ركعة فليصل أربع ركعات }. وياسين : ضعيف متروك . ورواه الدارقطني أيضا من حديث سليمان بن أبي داود الحراني ، عن الزهري ، عن سعيد وحده بلفظ المصنف سواء ، وسليمان : متروك أيضا ، ومن طريق صالح بن أبي الأخضر ، عن الزهري ، عن أبي سلمة وحده نحو الأول ، وصالح ضعيف ، ورواه الحاكم من حديث الأوزاعي ، وأسامة بن زيد ، ومالك بن أنس ، وصالح بن أبي الأخضر ، ورواه ابن ماجه من حديث عمر بن حبيب ، وهو متروك ، عن ابن أبي ذئب كلهم عن الزهري ، عن أبي سلمة ، زاد ابن أبي ذئب وسعيد ، عن أبي هريرة بلفظ : { من أدرك من صلاة الجمعة ركعة فقد أدرك الصلاة }ورواه الدارقطني من رواية الحجاج بن أرطاة ، وعبد الرزاق بن عمر ، عن الزهري ، عن سعيد ، عن أبي هريرة كذلك ولم يذكروا كلهم الزيادة التي فيه من قوله : { ومن لم يدرك الركعة الأخيرة فليصل الظهر أربعا }ولا قيدوه بإدراك الركوع وأحسن طرق هذا الحديث رواية الأوزاعي على ما فيها من تدليس الوليد ، وقد قال ابن حبان في صحيحه : إنها كلها معلولة ، وقال ابن أبي حاتم في العلل عن أبيه : لا أصل لهذا الحديث ، إنما المتن : { من أدرك من الصلاة ركعة فقد أدركها }. وذكر الدارقطني الاختلاف فيه في علله ، وقال : الصحيح { من أدرك من الصلاة ركعة }. وكذا قال العقيلي ، والله أعلم . وله طريق أخرى من غير طريق الزهري ، رواه الدارقطني من حديث داود ابن أبي هند ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، وفيه يحيى بن راشد البراء ، وهو ضعيف . [ ص: 86 ] وقال الدارقطني في العلل : حديثه غير محفوظ ، وقد روي عن يحيى بن سعيد الأنصاري أنه بلغه عن سعيد بن المسيب قوله : وهو أشبه بالصواب ، ورواه الدارقطني أيضا من طريق عمر بن قيس ، وهو متروك ، عن أبي سلمة وسعيد جميعا ، عن أبي هريرة .

وفي الباب عن ابن عمر رواه النسائي وابن ماجه والدارقطني ، من حديث بقية حدثني يونس بن يزيد ، عن الزهري ، عن سالم ، عن أبيه رفعه : { من أدرك ركعة من صلاة الجمعة أو غيرها ، فليضف إليها أخرى ، وقد تمت صلاته }. وفي لفظ : { فقد أدرك الصلاة }قال ابن أبي داود ، والدارقطني : تفرد به بقية عن يونس . وقال ابن أبي حاتم في العلل عن أبيه : هذا خطأ في المتن والإسناد ، وإنما هو عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة مرفوعا : { من أدرك من صلاة ركعة فقد أدركها }وأما قوله : { من صلاة الجمعة }فوهم ، قلت : إن سلم من وهم بقية ، ففيه تدليس التسوية ; لأنه عنعن لشيخه ، وله طريق أخرى أخرجها ابن حبان في الضعفاء من حديث إبراهيم بن عطية الثقفي ، عن يحيى بن سعيد ، عن الزهري به ، قال : وإبراهيم منكر الحديث جدا ، وكان هشيم يدلس عنه أخبارا لا أصل لها ، وهو حديث خطأ ، ورواه يعيش بن الجهم ، عن عبد الله بن نمير ، عن يحيى بن سعيد ، عن نافع ، عن ابن عمر . أخرجه . [ ص: 87 ] الدارقطني ، وأخرجه أيضا من حديث عيسى بن إبراهيم ، عن عبد العزيز بن مسلم ، والطبراني في الأوسط من حديث إبراهيم بن سليمان الدباس ، عن عبد العزيز بن مسلم ، عن يحيى بن سعيد ، وادعى أن عبد العزيز تفرد به عن يحيى بن سعيد ، وأن إبراهيم تفرد به عن عبد العزيز ، ووهم في الأمرين معا كما تراه ، وذكر الدارقطني في العلل الاختلاف فيه ، وصوب وقفه .

595 - ( 42 ) - حديث أبي بكرة : { أنه دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم راكع ، فركع ، ثم دخل الصف ، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ، ووقعت ركعة معتد بها }. متفق عليه ، وقد تقدم دون قوله : ووقعت . . . إلى آخره ، فهو من كلام المصنف قاله تفقها .

596 - ( 43 ) - حديث أبي هريرة : { من أدرك في الركوع فليركع معه ، وليعد الركعة }. البخاري في القراءة خلف الإمام من حديث أبي هريرة أنه قال : { إذا أدركت القوم ركوعا لم يعتد بتلك الركعة }. وهذا هو المعروف موقوف ، وأما المرفوع فلا أصل له ، وعزاه الرافعي تبعا للإمام أن أبا عاصم العبادي حكى عن ابن خزيمة أنه احتج بذلك ، قلت : وراجعت صحيح ابن خزيمة فوجدته أخرج عن أبي هريرة : { من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدركها قبل أن يقيم الإمام صلبه }. وترجم له ذكر الوقت الذي يكون فيه المأموم مدركا للركعة إذ ركع إمامه قبل ، وهذا مغاير لما نقلوه عنه ، ويؤيد ذلك أنه ترجم بعد ذلك : باب إدراك الإمام ساجدا والأمر بالاقتداء به في السجود ، وألا يعتد به ، إذ المدرك للسجدة إنما يكون بإدراك الركوع قبلها . وأخرج فيه من حديث أبي هريرة أيضا مرفوعا : { إذا جئتم ونحن سجود فاسجدوا ، ولا تعدوها شيئا ، ومن أدرك الركعة فقد أدرك الصلاة }. [ ص: 88 ] وذكر الدارقطني في العلل نحوه عن معاذ وهو مرسل .

597 - ( 44 ) - حديث : روي أنه صلى الله عليه وسلم قال : { إذا أتى أحدكم الصلاة والإمام على حال ، فليصنع كما يصنع الإمام } الترمذي من حديث علي ومعاذ بن جبل ، وفيه ضعف وانقطاع ، وقال : لا نعلم أحدا أسنده إلا من هذا الوجه ، واختاره عبد الله بن المبارك ، وذكر عن بعضهم أنه قال : لعله لا يرفع رأسه من تلك السجدة حتى يغفر له ، انتهى .

وروى أحمد وأبو داود من حديث ابن أبي ليلى ، عن معاذ قال : أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال - فذكر الحديث - وفيه : { فجاء معاذ فقال : لا أجده على حال أبدا إلا كنت عليها ، ثم قضيت ما سبقني قال : فجاء وقد سبقه النبي صلى الله عليه وسلم ببعضها ، قال : فقمت معه ، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته ، قام يقضي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد سن لكم معاذ فهكذا فاصنعوا }. وعبد الرحمن لم يسمع من معاذ ، لكن رواه أبو داود من وجه آخر عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : ثنا أصحابنا أن رسول الله عليه الصلاة والسلام - فذكر الحديث - وفيه : فقال معاذ : لا أراه على حال إلا كنت عليها - الحديث .

التالي السابق


الخدمات العلمية