صفحة جزء
[ ص: 108 ] ( كتاب الجمعة ) :



621 - ( 1 ) - حديث { من ترك الجمعة تهاونا بها طبع الله على قلبه }. أحمد ، والبزار ، وأصحاب السنن ، وابن حبان ، والحاكم من حديث أبي الجعد الضمري ، وصححه ابن السكن من هذا الوجه ، ولفظ ابن حبان : { من ترك الجمعة ثلاثا من غير عذر فهو منافق }. وأبو الجعد ; قال الترمذي عن البخاري : لا أعرف اسمه ، وكذا قال أبو حاتم ، وذكره الطبراني في الكنى من معجمه ، وقيل اسمه : أذرع ، وقيل : جنادة ، وقيل : عمرو ، وبه جزم أبو أحمد ، ونقله عن خليفة وغيره . وقال البخاري : لا أعرف له إلا هذا ، وذكر له البزار حديثا آخر ، وقال : لا نعلم له إلا هذين الحديثين ، وأورده بقي بن مخلد أيضا .

وفي الباب عن جابر بلفظ : { من ترك الجمعة ثلاثا من غير ضرورة ، طبع على قلبه }. رواه النسائي ، وابن ماجه [ ص: 109 ] وابن خزيمة ، والحاكم ، وقال الدارقطني : إنه أصح من حديث أبي الجعد ، واختلف في حديث أبي الجعد على أبي سلمة ، فقيل عنه هكذا ، وهو الصحيح ، وقيل : عن أبي هريرة ، وهو وهم قاله الدارقطني في العلل ، وهو في الأوسط من طريق أبي معشر ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، وقال : تفرد به حسان بن إبراهيم ، عن أبي معشر ، ورواه أحمد والحاكم من حديث أبي قتادة .

وإسناده حسن ; إلا أنه اختلف فيه على أسيد بن أبي أسيد راويه عن عبد الله بن أبي قتادة ، فقيل : عنه ، عن عبد الله ، عن أبيه ، وقيل : عنه ، عن عبد الله ، عن جابر ، والدارقطني طريق جابر ، وعكس ابن عبد البر ، وأبو نعيم في المعرفة من حديث أبي عبس بن جبر ، والطبراني من حديث أسامة ، وفيه جابر الجعفي ، ومن حديث ابن أبي أوفى ، ورواه أبو بكر بن علي المروزي في كتاب الجمعة له من طريق محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة ، عن عمه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { من ترك الجمعة ثلاثا طبع الله على قلبه ، وجعل قلبه قلب منافق }. وأخرجه أبو يعلى أيضا ورواته ثقات ، وصححه ابن المنذر . وفي الموطأ عن صفوان بن سليم قال مالك : لا أدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أم لا ; قال : { من ترك الجمعة ثلاث مرار من غير عذر ولا علة ، طبع الله على قلبه }.

واستشهد له الحاكم بما رواه من حديث أبي هريرة بلفظ : { ألا هل عسى أن يتخذ أحدكم الصبة من الغنم على رأس ميل أو ميلين ، فيرتفع ، حتى تجيء الجمعة فلا يشهدها ، ثم يطبع على قلبه }. وفي إسناده [ ص: 110 ] معدي بن سليمان ، وفيه مقال ، وعند أحمد والطبراني من حديث حارثة بن النعمان نحوه ، وعند الطبراني في الأوسط من حديث ابن عمر نحوه أيضا .

وروى أبو يعلى عن ابن عباس : { من ترك الجمعة ثلاث جمع متواليات ، فقد نبذ الإسلام وراء ظهره }. رجاله ثقات .

وفي الباب حديث سعيد بن المسيب عن جابر مرفوعا ، { إن الله افترض عليكم الجمعة في شهركم هذا ، فمن تركها استخفافا بها وتهاونا ، ألا فلا جمع الله شمله ، ألا ولا بارك الله له ، ألا ولا صلاة له }. أخرجه ابن ماجه وفيه عبد البلوي وهو واهي الحديث ، وأخرجه البزار من وجه آخر ، وفيه علي بن زيد بن جدعان ، قال الدارقطني : إن الطريقين كلاهما غير ثابت ، وقال ابن عبد البر : هذا الحديث واهي الإسناد .

التالي السابق


الخدمات العلمية