صفحة جزء
[ ص: 148 ] قوله : ويكثر من الدعاء يوم الجمعة رجاء أن يصادف ساعة الإجابة ، وهذا مقتضاه عدم تعيينها ، وهو ما في الصحيحين من حديث أبي هريرة مرفوعا : { فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو يصلي ، يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه }. وفي رواية : { وهي ساعة خفيفة }. وفي تعيينها عشرة أقوال ، وفي مسلم من حديث أبي موسى : { هي ما بين أن يخرج الإمام إلى أن تقضى الصلاة }. وفي النسائي وغيره من حديث جابر : { التمسوها آخر ساعة بعد العصر }. ومثله عن عبد الله بن سلام ، والله أعلم . قال البيهقي : { كان عليه السلاميعلم هذه الساعة بعينها ثم أنسيها كما نسي ليلة القدر } ، وقد روى ذلك ابن خزيمة في صحيحه من طريق سعيد بن الحارث ، عن أبي سلمة ، { عن أبي سعيد قال : سألنا عنها النبي ، فقال : إني كنت علمتها ثم أنسيتها كما أنسيت ليلة القدر }. وقال الأثرم : لا تخلوا هذه الأحاديث من أحد وجهين : إما أن يكون بعضها أصح من بعض ، وإما أن تكون هذه الساعة تنتقل في الأوقات المذكورة ، كما تنتقل ليلة القدر في ليالي العشر الأخير ، قلت : بلغتها في فتح الباري إلى بضعة وأربعين قولا ، ونحوها في ليلة القدر .

التالي السابق


الخدمات العلمية