صفحة جزء
917 - ( 44 ) - حديث جابر : { كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم زمان غزوة تبوك ، فمر برجل في ظل شجرة ، يرش الماء عليه ، فقال : ما بال هذا ؟ فقالوا : صائم فقال : ليس من البر الصيام في السفر }. متفق على أصله من حديث جابر بلفظ : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ، فرأى زحاما ورجلا قد ظلل عليه ، فقال : ما هذا ؟ قالوا : صائم ، فقال : { ليس من البر الصوم في السفر }.

زاد مسلم : قال شعبة : وكان يبلغني عن يحيى بن أبي كثير ، أنه كان يزيد في هذا الحديث أنه قال : { عليكم برخصة الله التي رخص لكم }. فلما سألته لم يحفظه ، ورواه النسائي من حديث الأوزاعي ، حدثني يحيى بن أبي كثير [ ص: 393 ] أخبرني محمد بن عبد الرحمن ، أخبرني { جابر بن عبد الله : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل في ظل شجرة يرش عليه الماء ، فقال : ما بال صاحبكم ؟ قالوا : يا رسول الله صائم قال : إنه ليس من البر أن تصوموا في السفر ، وعليكم برخصة الله التي رخص لكم فاقبلوا }. قال ابن القطان : إسنادها حسن متصل ، ورواه الشافعي عن عبد العزيز ، عن عمار بن غزية ، عن محمد بن عبد الرحمن قال : قال جابر فذكره باللفظ الذي ذكره الرافعي .

( تنبيه ) :

قال ابن القطان : هذا الحديث يرويه عن جابر رجلان : كل منهما اسمه محمد بن عبد الرحمن ، ورواه عن كل منهما يحيى بن أبي كثير : أحدهما ابن ثوبان ، والآخر ابن سعد بن زرارة ، فابن ثوبان سمعه من جابر ، وابن سعد بن زرارة رواه بواسطة محمد بن عمرو بن حسن ، وهي رواية الصحيحين .

( فائدة ) :

رواه أحمد من حديث كعب بن عاصم الأشعري بلفظ : " ليس من امبر امصيام امسفر " . وهذه لغة لبعض أهل اليمن ، يجعلون لام التعريف ميما ، ويحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم خاطب بها بهذا الأشعري كذلك لأنها لغته ، ويحتمل أن يكون الأشعري هذا نطق بها على ما ألف من لغته ، فحملها عنه الراوي عنه ، وأداها باللفظ الذي سمعها به ، وهذا الثاني أوجه عندي ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية