صفحة جزء
( قوله ) : والأخبار فيه كثيرة ( فمنها : حديث أبي أيوب : { أربع من سنن المرسلين : الختان ، والسواك ، والتعطر ، والنكاح }رواه أحمد والترمذي ورواه ابن أبي خيثمة رضي الله عنه وغيره من حديث مليح بن عبد الله ، عن أبيه ، عن جده نحوه ، ورواه الطبراني من حديث ابن عباس .

ومنها : حديث عائشة : { عشر من الفطرة . فذكر فيها السواك } ، رواه . مسلم ورواه أبو داود من حديث عمار .

ومنها : حديث أبي هريرة : { الطهارات أربع : قص الشارب ، وحلق العانة ، وتقليم الأظفار ، والسواك }رواه البزار ، ورواه الطبراني من حديث أبي الدرداء .

ومنها : حديث أم سلمة مرفوعا : { ما زال جبريل يوصيني بالسواك ، حتى خشيت أن يدردني }رواه الطبراني ، والبيهقي ، ورواه ابن ماجه من حديث أبي أمامة ، ورواه الطبراني من حديث سهل بن سعد ، ورواه أبو نعيم من حديث جبير بن مطعم ، وأبي الطفيل ، وأنس ، والمطلب بن عبد الله ، ورواه [ ص: 111 ] أحمد من حديث ابن عباس ، ورواه ابن السكن من حديث عائشة .

ومنها : حديث عائشة : { كان إذا سافر حمل السواك ، والمشط ، والمكحلة ، والقارورة ، والمرآة }. رواه العقيلي ، وأبو نعيم . وأعله ابن الجوزي من طرق .

وعن عائشة : { كنت أضع له ثلاثة آنية مخمرة : إناء لطهوره ، وإناء لسواكه ، وإناء لشرابه }. رواه ابن ماجه وإسناده ضعيف . وروى ابن طاهر في صفوة التصوف ، عن أبي سعيد نحو حديث عائشة الأول .

ومنها : حديث عائشة : { فضل الصلاة التي يستاك لها على الصلاة التي لا يستاك لها ، سبعين ضعفا }رواه أحمد وابن خزيمة والحاكم ، والدارقطني ، وابن عدي ، والبيهقي في الشعب ، وأبو نعيم ، ومداره عندهم على ابن إسحاق ، ومعاوية بن يحيى الصدفي ، كلاهما عن الزهري ، عن [ ص: 112 ] عروة ، لكن رواه أبو نعيم من طريق ابن عيينة ، عن منصور ، عن الزهري ، ولكن إسناده إلى ابن عيينة فيه نظر ، فإنه قال : ثنا أبو بكر الطلحي ، ثنا سهل بن المرزبان ، عن محمد التميمي الفارسي ، عن الحميدي ، عن ابن عيينة ، فينظر في إسناده . ورواه الخطيب في المتفق والمفترق من حديث سعيد بن عفير ، عن ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة . ورواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده من وجه آخر ، عن أبي الأسود ، إلا أن فيه الواقدي ، وله طريق أخرى ; رواها أبو نعيم من طريق فرج بن فضالة ، عن عروة بن رويم ، عن عائشة ، وفرج ضعيف ، ورواه ابن حبان في الضعفاء ، من طريق مسلمة بن علي ، عن الأوزاعي ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، عن عائشة ، ومسلمة ضعيف ، وقال : وإنما يروى هذا عن الأوزاعي ، عن حسان بن عطية مرسلا . قلت : بل معضلا ، وقال يحيى بن معين : هذا الحديث لا يصح له إسناد ، وهو باطل . قلت رواه أبو نعيم من حديث ابن عمر ، ومن حديث ابن عباس ، ومن حديث جابر ، وأسانيده معلولة .

ومنها : حديث جابر : { إذا قام أحدكم من الليل يصلي فليستاك ، فإنه إذا قام يصلي ، أتاه ملك ، فيضع فاه على فيه ، فلا يخرج شيء من فيه ، إلا وقع في في الملك }رواه أبو نعيم ورواته ثقات ، قاله ابن دقيق العيد . وفي الباب عن علي رواه البزار .

ومنها : حديث عائشة : { هن لكم سنة ، وعلي فريضة : السواك ، والوتر ، وقيام الليل }رواه البيهقي ، في إسناده موسى بن عبد الرحمن الصنعاني ، وهو متروك . قال البيهقي : لم يثبت في هذا شيء .

وروى ابن خزيمة وابن حبان [ ص: 113 ] وأبو داود ، والحاكم والبيهقي من حديث عبد الله بن حنظلة : { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤمر بالوضوء لكل صلاة ، طاهرا كان أو غير طاهر ، فلما شق ذلك عليه ، أمر بالسواك عند كل صلاة ، ووضع عنه الوضوء ; إلا من حدث }. وروى أحمد والطبراني من حديث واثلة بن الأسقع : { أمرت بالسواك حتى خشيت أن يكتب علي }وفيه ليث بن أبي سليم ، وهو ضعيف .

ومنها : حديث رافع بن خديج وغيره : { والسواك واجب . }الحديث ، رواه أبو نعيم ، وإسناده واه .

وروى ابن ماجه من طريق أبي أمامة : { لولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك }وإسناده ضعيف ، وقد تقدم من طرق صحيحة .

ومنها : حديث عامر بن ربيعة : { رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا أحصي ، يتسوك وهو صائم }. رواه أصحاب السنن وابن خزيمة وعلقه البخاري ، وفيه عاصم بن عبيد الله ، وهو ضعيف . فقال ابن خزيمة : أنا أبرأ من [ ص: 114 ] عهدته . لكن حسن الحديث غيره كما تقدم .

ومنها حديث عائشة : { من خير خصال الصائم السواك }رواه ابن ماجه ، وهو ضعيف ، ورواه أبو نعيم ، من طريقين آخرين عنها ، وروى النسائي في الكنى ، والعقيلي وابن حبان في الضعفاء ، والبيهقي من طريق عاصم ، عن أنس : { يستاك الصائم أول النهار وآخره ، برطب السواك ويابسه }ورفعه ، وفيه إبراهيم بن بيطار الخوارزمي ، قال البيهقي : انفرد به إبراهيم بن بيطار ، ويقال : إبراهيم بن عبد الرحمن قاضي خوارزم . وهو منكر الحديث ، وقال ابن حبان : لا يصح ، ولا أصل له من حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا من حديث أنس وذكره ابن الجوزي في الموضوعات .

قلت : له شاهد من حديث معاذ ، رواه الطبراني في الكبير ، وقال أحمد بن منيع في مسنده : حدثنا الهيثم بن خارجة ، ثنا يحيى بن حمزة ، عن النعمان بن المنذر ، عن عطاء ، وطاوس ، ومجاهد ، عن ابن عباس : { أن النبي صلى الله عليه وسلم تسوك وهو صائم }.

وروى البيهقي عن عطاء ، عن { أبي هريرة ، قال : لك السواك إلى العصر ، فإذا صليت العصر فألقه . فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك }وقد تقدم ، وفي إسناده عمر بن قيس - سندل - وهو متروك . وروى ابن أبي شيبة وعبد الرزاق ، من حديث قتادة ، عن أبي هريرة نحوه ، وفيه انقطاع . [ ص: 115 ]

ومنها حديث محرز : { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نام ليلة حتى استن }. رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة .

وروي في كتاب السواك من حديث أبي عتيق ، عن { جابر : أنه كان يستاك إذا أخذ مضجعه ، وإذا قام من الليل ، وإذا خرج إلى الصلاة . فقلت له : قد شققت على نفسك ، فقال : إن أسامة أخبرني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستاك هذا السواك }. وفيه حرام بن عثمان ، وهو متروك .

ومنها حديث عبد الله بن عمرو : { لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يستاكوا بالأسحار }رواه أبو نعيم ، وفي إسناده ابن لهيعة .

ومنها حديث العباس : { كانوا يدخلون على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : تدخلون علي قلحا ، استاكوا . }الحديث ، رواه البزار والبغوي ، والطبراني ، وابن أبي خيثمة ، قال أبو علي بن السكن : فيه اضطراب . ورواه أحمد من حديث تمام بن العباس ، ورواه الطبراني من حديث جعفر بن تميم - أو تمام - عن أبيه ، وقيل : عن تمام بن قثم ، أو ابن تمام ، في مسند أحمد .

وروى الطبراني والبيهقي من حديث ابن عباس قال : { أتى رجلان النبي صلى الله عليه وسلم حاجتهما واحدة ، فوجد من فيه إخلافا ، فقال : أما تستاك ؟ قال : بلى . }الحديث . ومنها : حديث أبي موسى في { السواك على طرف اللسان }. متفق عليه .

ومنها : حديث عائشة : { كان النبي صلى الله عليه وسلم يستاك ، فيعطيني [ ص: 116 ] السواك لأغسله ، فأبدأ به فأستاك ، ثم أغسله ، فأدفعه إليه }. رواه أبو داود وفي الصحيحين عنها في قصة سواك عبد الرحمن بن أبي بكر ، { قالت : فأخذته فقضمته ، ثم أعطيته له }.

ومنها : حديث ابن عمر رفعه : { أراني أتسوك بسواك ، فجاءني رجلان ، أحدهما أكبر من الآخر ، فناولت السواك الأصغر منهما ، فقيل لي : كبر }متفق عليه ، ورواه أبو داود بسند حسن عن عائشة نحوه .

ومنها : حديث أبي سعيد : { الغسل يوم الجمعة واجب ، وأن يستن ، وأن يمس طيبا إن قدر عليه }متفق عليه . وفي الباب عن أبي هريرة ، وابن عباس .

ومنها : حديث علي : إن أفواهكم طرق للقرآن فطهروها بالسواك " رواه أبو نعيم ، ووقفه ابن ماجه ورواه أبو مسلم الكجي في السنن ، وأبو نعيم من [ ص: 117 ] حديث الوضين ، وفي إسناده مندل ، وهو ضعيف .

ومنها : حديث عائشة : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا دخل بيته ، يبدأ بالسواك }. رواه ابن حبان في صحيحه ، وأصله في مسلم .

ومنها : حديث أنس : { أكثرت عليكم في السواك }رواه البخاري ، وذكره ابن أبي حاتم في العلل ، من حديث أبي أيوب بلفظ : { عليكم بالسواك }وأعله أبو زرعة بالإرسال ، ورواه مالك في الموطإ من حديث عبيد بن السباق مرسلا .

ومنها : حديث أنس : { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستاك بفضل وضوئه }. رواه الدارقطني ، وفي إسناده يوسف بن خالد السمتي وهو متروك ، ورواه من طريق أخرى ، عن الأعمش ، عن أنس ، وهو منقطع . وفي البخاري تعليقا : أن جريرا أمر أهله بذلك ، ووصله ابن أبي شيبة .

ومنها : حديث : { يجزي من السواك الأصابع }رواه ابن عدي [ ص: 118 ] والدارقطني ، والبيهقي ، من حديث عبد الله بن المثنى ، عن النضر بن أنس ، عن أنس وفي إسناده نظر . وقال الضياء المقدسي : لا أرى بسنده بأسا ، وقال البيهقي : المحفوظ عن ابن المثنى ، عن بعض أهل بيته ، عن أنس نحوه ، ورواه أيضا من طريق ابن المثنى ، عن ثمامة ، عن أنس ، ورواه أبو نعيم ، والطبراني ، وابن عدي ، من حديث عائشة ، وفيه المثنى بن الصباح ، ورواه أبو نعيم ، من حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف ، عن أبيه ، عن جده ، وكثير ضعفوه ، وأصح من ذلك ما رواه أحمد في مسنده ، من حديث { علي بن أبي طالب : أنه دعا بكوز من ماء فغسل وجهه وكفيه ثلاثا وتمضمض ، فأدخل بعض أصابعه في فيه . الحديث ، وفي آخره : هذا وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم }.

وروى أبو عبيد في كتاب الطهور عن عثمان : أنه كان إذا توضأ يسوك فاه بإصبعه . وروى الطبراني في الأوسط من حديث عائشة ، { قلت : يا رسول الله ; الرجل يذهب فوه أيستاك ؟ قال : نعم . قلت : كيف يصنع ؟ قال : يدخل أصبعه في فيه }. رواه من طريق الوليد بن مسلم ، ثنا عيسى بن عبد الله الأنصاري ، عن عطاء ، عنها ، وقال : لا يروى إلا بهذا الإسناد . قلت : عيسى ضعفه ابن حبان ، وذكر له ابن عدي هذا الحديث من مناكيره .

ومنها : حديث جابر : { كان السواك من أذن النبي صلى الله عليه وسلم ، موضع القلم من أذن الكاتب }. رواه الطبراني من حديث يحيى بن اليمان ، عن سفيان ، عن محمد بن إسحاق ، عن أبي جعفر ، عنه ، وقال : تفرد به يحيى بن اليمان ، وسئل أبو زرعة عنه في العلل ؟ فقال وهم فيه يحيى بن يمان ، إنما هو عند ابن إسحاق ، عن أبي سلمة ، عن زيد بن خالد من فعله . [ ص: 119 ] قلت : كذا أخرجه أبو داود والترمذي ، ورواه الخطيب في كتاب الرواة عن مالك ، في ترجمة يحيى بن ثابت عنه ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوكتهم خلف آذانهم ، يستنون بها لكل صلاة .

ومنها : حديث ابن عباس مرفوعا : { السواك يذهب البلغم ، ويفرح الملائكة ، ويوافق السنة }رواه أبو نعيم .

( فائدة ) ذكر القشيري بلا إسناد عن أبي الدرداء قال : عليكم بالسواك فلا تغفلوه ، فإن في السواك أربعا وعشرين خصلة ، أفضلها أن يرضي الرحمن ، ويصيب السنة ، ويضاعف صلاته سبعا وسبعين ضعفا ، ويورثه السعة والغنى ، ويطيب النكهة ، ويشد اللثة ، ويسكن الصداع ، ويذهب وجع الضرس ، وتصافحه الملائكة لنور وجهه وبرق أسنانه . وذكر بقيتها . ولا أصل له ، لا من طريق صحيح ، ولا ضعيف .

التالي السابق


الخدمات العلمية