صفحة جزء
959 - ( 7 ) - حديث : قال ابن عباس : { إن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول : لبيك عن شبرمة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : من شبرمة ؟ قال أخ لي أو قريب لي قال : أحججت عن نفسك ؟ قال لا : قال حج عن نفسك ، ثم عن شبرمة } ، وفي رواية : { هذه عنك ، ثم حج عن شبرمة } أبو داود وابن ماجه من حديث عبدة بن سليمان ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة عن عزرة بن ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عنه باللفظ الأول : والدارقطني وابن حبان والبيهقي من هذا الوجه باللفظ الثاني . قال البيهقي : إسناده صحيح وليس في هذا الباب أصح منه ، وروي موقوفا [ ص: 427 ] رواه غندر ، عن سعيد كذلك ، وعبدة نفسه محتج به في الصحيحين ، وقد تابعه على رفعه : محمد بن بشر ، ومحمد بن عبد الله الأنصاري ، وقال ابن معين : أثبت الناس في سعيد : عبدة ، وكذا رجح عبد الحق بن القطان رفعه ، وأما الطحاوي فقال : الصحيح أنه موقوف ، وقال أحمد بن حنبل : رفعه خطأ ، وقال ابن المنذر : لا يثبت رفعه ، ورواه سعيد بن منصور ، عن سفيان بن عيينة ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو كما قال ، وخالفه ابن أبي ليلى ، ورواه عن عطاء ، عن عائشة ، وخالفه الحسن بن ذكوان فرواه عن عمرو بن دينار ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، وقال الدارقطني : إنه أصح ، قلت : وهو كما قال : لكنه يقوي المرفوع ; لأنه عن غير رجاله ، وقد رواه الإسماعيلي في معجمه من طريق أخرى عن أبي الزبير ، عن جابر ، وفي إسنادها من يحتاج إلى النظر في حاله ، فيجتمع من هذا صحة الحديث ، وتوقف بعضهم على تصحيحه بأن قتادة لم يصرح بسماعه من عزرة فينظر في ذلك . وقال ابن عبد البر : روي عن قتادة ، عن سعيد بإسقاط عزرة ، وأعله ابن الجوزي بعزرة فقال : قال يحيى بن معين : عزرة لا شيء ، ووهم في ذلك إنما قال ذلك في عزرة بن قيس ، وأما هذا فهو ابن عبد الرحمن ويقال فيه : ابن يحيى وثقه يحيى بن معين ، وعلي بن المديني وغيرهما .

وروى له مسلم ، وقال الشافعي نا سفيان ، عن أيوب ، عن أبي قلابة قال : سمع ابن عباس رجلا يلبي عن شبرمة - الحديث - قال ابن المغلس : أبو قلابة لم يسمع عن ابن عباس ، قلت : واستبعد صاحب الإلمام تعدد القصة بأن تكون وقعت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي زمن ابن عباس على مسافة واحدة .

( تنبيه ) :

زعم ابن باطيس أن اسم الملبي نبيشة وهو وهم منه ، فإنه اسم الملبى عنه فيما زعمه الحسن بن عمارة ، وخالفه الناس فيه فقالوا : إنه شبرمة ، وقد قيل : إن الحسن بن عمارة رجع عن ذلك ، وقد بينه الدارقطني في السنن .

التالي السابق


الخدمات العلمية