صفحة جزء
81 - ( 12 ) - قوله : روي { أنه صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثا ثلاثا ثم قال : هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي ، ووضوء خليلي إبراهيم } ابن ماجه من حديث معاوية بن قرة ، عن ابن عمر أتم منه ، وقال فيه : { ثم قال عند فراغه أشهد أن لا إله إلا الله } - الحديث ، ورواه الطبراني في الأوسط من طريق معاوية بن قرة ، عن أبيه ، عن جده كذا قال ومداره على عبد الرحيم بن زيد العمي ، عن أبيه . وقد اختلف عليه فيه وهو متروك ، وأبوه ضعيف ، وقال الدارقطني في العلل رواه أبو إسرائيل الملائي ، عن زيد العمي ، عن نافع ، عن ابن عمر فوهم ، والصواب قول من قال : عن معاوية بن قرة ، عن عبيد بن عمير ، عن أبي بن كعب ، وهذه [ ص: 141 ] رواية عبد الله بن عرادة الشيباني ، وهي عند ابن ماجه أيضا ، ومعاوية بن قرة لم يدرك ابن عمر ، وعبد الله بن عرادة وإن كانت روايته متصلة ، فهو متروك ، وقال أبو حاتم : لا يصح هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وقال ابن أبي حاتم : قلت لأبي زرعة : حدثنا الربيع بن سليمان ، ثنا أسد بن موسى ، عن سلام بن سليم ، عن زيد بن أسلم ، عن معاوية بن قرة ، عن ابن عمر ، فقال : هو سلام الطويل ، وهو متروك ، وزيد هو العمي ، وهو متروك أيضا ، ولحديث ابن عمر طريق أخرى ، رواها الدارقطني من طريق المسيب بن واضح ، عن حفص بن ميسرة ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر بنحوه ، وليس في آخره : { وضوء خليل الله إبراهيم }وقال : تفرد به المسيب ، وهو ضعيف .

وقال عبد الحق : هذا أحسن طرق الحديث . قلت : هو كما قال لو كان المسيب حفظه ، ولكن انقلب عليه إسناده ، وقال ابن أبي حاتم : المسيب صدوق إلا أنه يخطئ كثيرا . وقال البيهقي . غير محتج به ، والمحفوظ رواية معاوية بن قرة . عن ابن عمر ، وهي منقطعة قال وتفرد بها عنه زيد العمي ، وله طريق أخرى ذكرها ابن أبي حاتم في العلل ، قال : سألت أبا زرعة عن حديث يحيى بن ميمون ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن عائشة نحوه ، ولفظه في صفة الوضوء مرة مرة ، فقال : { هذا الذي افترض الله عليكم ثم توضأ مرتين مرتين ، فقال : من ضعف ضعف الله له ثم أعادها الثالثة ، فقال : هذا وضوءنا معاشر الأنبياء } ، فقال : هذا ضعيف واه منكر . وقال مرة : لا أصل له ، وامتنع من قراءته .

ورواه الدارقطني في غرائب مالك من طريق علي بن الحسن الشامي ، عن مالك ، عن ربيعة ، عن ابن المسيب ، عن زيد بن ثابت ، عن أبي هريرة ، وهو مقلوب ولم يروه مالك قط . ورواه أبو علي بن السكن في صحيحه من حديث أنس ، ولفظه : { دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء ، فغسل وجهه ، ويديه مرة ، ورجليه مرة ، وقال : هذا وضوء من لا يقبل الله منه غيره ثم مكث ساعة ، ودعا بوضوء ، فغسل وجهه ويديه ، مرتين مرتين ، ثم قال : هذا وضوء من يضاعف الله له الأجر ثم مكث ساعة ثم دعا بوضوء فغسل وجهه ثلاثا [ ص: 142 ] ويديه ثلاثا ، ثم قال : هذا وضوء نبيكم ، ووضوء النبيين قبله أو قال قبلي }وفي رواية الدارقطني نحو هذا السياق ، وهو يدل على أن ذلك كان في مجلس واحد ، وقد حكى فيه القاضي حسين خلافا عن الأصحاب ، ورجح الروياني أنه كان في مجلس ، قال النووي : الظاهر أن الخلاف لم ينشأ عن رواية ، بل قالوه بالاجتهاد ، وظاهر رواية ابن ماجه وغيره أنه كان في مجلس ، قال : وهذا كالمتعين ، لأن التعليم لا يكاد يحصل إلا في مجلس .

82 - ( 13 ) - حديث : { أنه صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثا ثلاثا ، فقال : من زاد على هذا ، فقد أساء وظلم } أبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن ماجه من طرق صحيحة ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، مطولا ومختصرا ، ولفظ أبي داود : { أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، كيف الطهور ؟ . فدعا بماء في إناء ، فغسل كفيه ثلاثا ، ثم غسل وجهه ثلاثا ، ثم غسل ذراعيه ثلاثا ، ثم مسح برأسه ثم أدخل إصبعيه من أذنيه ، ومسح بإبهاميه على ظاهر أذنيه ، وبالسبابتين باطن أذنيه ، ثم غسل رجليه ثلاثا ثلاثا ، ثم قال : هكذا الوضوء ، من زاد على هذا أو نقص فقد أساء وظلم }وفي رواية النسائي : { فقد أساء وتعدى وظلم }.

( تنبيه ) يجوز أن يكون الإساءة والظلم وغيرهما مما ذكر ، مجموعا لمن نقص ، ولمن زاد ، ويجوز أن يكون على التوزيع ، فالإساءة في النقص والظلم في الزيادة ، وهذا أشبه بالقواعد ، والأول أشبه بظاهر السياق ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية