صفحة جزء
1126 - ( 4 ) حديث : أنه { سئل عن الفأرة تقع في السمن فقال : إن كان جامدا فألقوها وما حولها ، وإن كان ذائبا فأريقوه }. ابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة بلفظ : { وكلوه ، وإن كان ذائبا فلا تقربوه }. وأما قوله : { فأريقوه }. فذكر الخطابي أنها جاءت في بعض الأخبار ولم يسندها ، وأصله في صحيح البخاري ولفظه { : خذوها وما حولها وكلوا سمنكم }. وفي لفظ { ألقوها }. ورواه أحمد وأبو داود ، والترمذي وابن حبان في صحيحه ، من حديث معمر ، عن الزهري ، عن سعيد ، عن أبي هريرة مفصلا ، لكن قال الترمذي : سمعت البخاري يقول : هو خطأ ، والصواب : الزهري ، عن عبيد الله ، عن ابن عباس ، عن ميمونة ، انتهى . وممن خطأ رواية معمر أيضا الرازيان والدارقطني : وأما الذهلي فقال : طريق معمر محفوظة ، لكن طريق مالك أشهر ، ويؤيد ذلك أن أحمد وأبا داود ذكرا في روايتهما عن معمر الوجهين ، فدل على أنه حفظه من الوجهين ولم يهم فيه ، وكذلك أخرجه ابن حبان في صحيحه ، وفيه اختلاف آخر رواه يحيى بن أيوب ، عن ابن جريج ، عن الزهري ، عن سالم ، عن أبيه ، وتابعه عبد الجبار الأيلي ، عن الزهري . قال الدارقطني : وخالفهما أصحاب الزهري فرووه عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله [ ص: 9 ] عن ابن عباس ، وهو الصحيح ، وقد أنكر جماعة فيه التفصيل اعتمادا على عدم وروده في طريق مالك ومن تبعه ، لكن ذكر الدارقطني في العلل : أن يحيى القطان رواه عن مالك ، وكذلك النسائي رواه من طريق عبد الرحمن ، عن مالك مقيدا بالجامد ، وأنه أمر أن تقور وما حولها فيرمى به . وكذا ذكره البيهقي من طريق حجاج بن منهال ، عن ابن عيينة مقيدا بالجامد ، وكذلك أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده ، عن ابن عيينة ، ووهم من غلطه فيه ونسبه إلى التغير في آخر عمره ، فقد تابعه أبو داود الطيالسي فيما رواه في مسنده عن ابن عيينة ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية