صفحة جزء
[ ص: 49 ] حديث { ابن عمر : أن رجلا كان يخدع في البيوع ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا بايعت فقل لا خلابة }. متفق عليه ، ولأحمد وأصحاب السنن والحاكم من حديث أنس أن رجلا من الأنصار كان يبايع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان في عقدته ضعف - الحديث .

( تنبيه ) :

العقدة الرأي ، والخلابة كالخداع ومنه برق خالب لا مطر فيه .

1188 - ( 5 ) - قوله : وذكر أن ذلك الرجل كان حبان بن منقذ ; أصابته آفة في رأسه ، فكان يخدع في البيع - الحديث - كذلك صرح به الشافعي ، ووقع التصريح به في رواية ابن الجارود ، والحاكم ، والدارقطني ، وغيرهم ، وكذلك أخرجه الدارقطني والطبراني في الأوسط من حديث عمر بن الخطاب ، وقيل : إن القصة لمنقذ والد حبان ، قال النووي : وهو الصحيح ، قلت : وهو في ابن ماجه وتاريخ البخاري ، وبه جزم عبد الحق ، وجزم ابن الطلاع في الأحكام بالأول ، [ ص: 50 ] وتردد في ذلك الخطيب في المبهمات ، وابن الجوزي في التلقيح .

1189 - ( 6 ) - قوله : { وجعل لك ذلك ثلاثة أيام }. وفي رواية : { ولك الخيار ثلاثا } ، وفي رواية : { قل : لا خلابة ، واشترط الخيار ثلاثا }. قال الرافعي : وهذه الروايات كلها في كتب الفقه ، وليس في كتب الحديث المشهورة سوى قوله : { لا خلابة }. انتهى . وأما قوله : { ولك الخيار ثلاثا }فرواه الحميدي في مسنده ، والبخاري في تاريخه ، والحاكم في مستدركه من حديث محمد بن إسحاق ، عن نافع ، عن ابن عمر ، ولفظ البخاري : { إذا بعت فقل : لا خلابة ، وأنت في كل سلعة ابتعتها بالخيار ثلاث ليال }. وصرح بسماع ابن إسحاق ، وأما قوله : { ولك الخيار ثلاثة أيام }. فروى الدارقطني من حديث { طلحة بن يزيد بن ركانة أنه كلمه عمر في البيوع ، فقال : لا أجد لكم شيئا أوسع مما جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لحبان بن منقذ ، إنه كان ضرير البصر ، فجعل له رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة ثلاثة أيام } ، وفيه ابن لهيعة ، وكذا هو رواية ابن ماجه والبخاري في تاريخه ، من طريق محمد بن يحيى بن حبان قال : كان جدي منقذ بن عمرو - فذكر الحديث - وفيه : { ثم أنت في كل سلعة ابتعتها بالخيار ثلاث ليال } ، وأما رواية الاشتراط : فقال ابن الصلاح : منكرة لا أصل لها ، انتهى . وفي مصنف عبد الرزاق عن أنس { أن رجلا اشترى من رجل بعيرا واشترط الخيار أربعة أيام ، فأبطل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيع ، وقال : الخيار ثلاثة أيام }.

التالي السابق


الخدمات العلمية