صفحة جزء
[ ص: 178 - 179 ] باب الاستنجاء :

122 - ( 1 ) - حديث : أنه صلى الله عليه وسلم قال : { وليستنج أحدكم بثلاثة أحجار } الشافعي من حديث أبي هريرة به ، في حديث أوله { إنما أنا لكم مثل الوالد ، فإذا ذهب أحدكم إلى الغائط ، فلا يستقبل القبلة ، ولا يستدبرها ، بغائط ولا بول ، وليستنج بثلاثة أحجار }ورواه ابن خزيمة وابن حبان والدارمي وأبو داود والنسائي وأبو عوانة في صحيحه .

123 - ( 2 ) - حديث أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { من أتى الغائط فليستتر ، فإن لم يجد إلا أن يجمع كثيبا من رمل فليفعل } أحمد وأبو داود وابن ماجه ابن حبان والحاكم والبيهقي في [ ص: 180 ] حديث ، وفي آخره : { من فعل فقد أحسن ، ومن لا فلا حرج }ومداره على أبي سعد الحبراني الحمصي ، وفيه اختلاف ، وقيل : إنه صحابي ، ولا يصح ، والراوي عنه حصين الحبراني . وهو مجهول ، وقال أبو زرعة : شيخ ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وذكر الدارقطني الاختلاف فيه في العلل .

124 - ( 3 ) - قوله : ورد النهي عن استقبال الشمس والقمر بالفرج ، قال النووي في شرح المهذب : هذا حديث باطل لا يعرف ، وقال ابن الصلاح : لا يعرف وهو ضعيف ، وروي في كتاب المناهي مرفوعا : { نهى أن يبول الرجل وفرجه باد للشمس ، ونهى أن يبول الرجل وفرجه باد للقمر }قلت وكتاب المناهي رواه محمد بن علي الحكيم الترمذي في جزء مفرد ، ومداره على عباد بن كثير ، عن عثمان الأعرج ، عن الحسن ، حدثني سبعة رهط من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم أبو هريرة ، وجابر ، وعبد الله بن عمرو ، وعمران بن حصين ، ومعقل بن يسار ، وعبد الله بن عمر ، وأنس بن مالك ، يزيد بعضهم على بعض في الحديث : { أن النبي صلى الله عليه وسلم : نهى أن يبال في المغتسل ، ونهى عن البول في الماء الراكد ، ونهى عن البول في المشارع ، ونهى أن يبول الرجل وفرجه باد إلى الشمس والقمر }. فذكر حديثا طويلا في نحو خمسة أوراق ، على هذا الأسلوب ، في غالب الأحكام ، وهو حديث باطل لا أصل له ، بل هو من اختلاق عباد .

قوله : في الخبر ما يدل على أن النهي عام في الاستقبال والاستدبار .

قلت : هو كما قال : فإنه أطلق ذلك ، ولابن دقيق العيد في ذلك بحث في شرح العمدة فليراجع منه .

125 - ( 4 ) - حديث : { لا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ، ولكن شرقوا أو غربوا }الحديث ، متفق عليه ، من حديث أبي أيوب ، من طريق الزهري ، [ ص: 181 ] عن عطاء بن يزيد ، عنه ، ورواه مالك والنسائي من طريق أخرى ، عن أبي أيوب ، وفيه مصر ، بدل الشام . وفي الباب عن سلمان في مسلم ، وعن عبد الله بن الحارث بن جزء في ابن ماجه ، وابن حبان . ومعقل بن أبي معقل ، في أبي داود . وسهل بن حنيف عند الدارمي .

126 - ( 5 ) - حديث : { إذا ذهب أحدكم الغائط }الحديث ، رواه أبو داود ، والنسائي ، وغيرهما من حديث أبي هريرة .

127 - ( 6 ) - حديث ابن عمر : { رقيت السطح مرة فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم جالسا على لبنتين ، مستقبلا بيت المقدس }متفق عليه ، وله طرق ، [ ص: 182 ] ووقع في رواية لابن حبان : { مستقبل القبلة ، مستدبر الشام }وهي خطأ ، تعد من قسم المقلوب في المتن . 128 - ( 7 ) - حديث جابر : { نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستقبل القبلة بفروجنا ، ثم رأيته قبل موته بعام ، مستقبل القبلة }. أحمد والبزار وأبو داود ، والترمذي وابن ماجه وابن الجارود وابن خزيمة ، وابن حبان ، والحاكم ، والدارقطني واللفظ لابن حبان وزاد : ونستدبرها " وصححه البخاري فيما نقله عنه الترمذي ، وحسنه هو والبزار ، وصححه أيضا ابن السكن ، وتوقف فيه النووي لعنعنة ابن إسحاق ، وقد صرح بالتحديث في رواية أحمد وغيره ، وضعفه ابن عبد البر ، بأبان بن صالح ، ووهم في ذلك ، فإنه ثقة باتفاق ، وادعى ابن حزم أنه مجهول ، فغلط .

( تنبيه ) : في الاحتجاج به نظر لأنها حكاية فعل لا عموم لها ، فيحتمل أن يكون لعذر ، ويحتمل أن يكون في بنيان ونحوه . [ ص: 183 ]

129 - ( 8 ) - قوله : ذكر أن سبب المنع في الصحراء ، أنها لا تخلو من مصل ، ملك أو إنسي أو جني ، فربما وقع بصره على عورته ، ثم قال : وقد نقل ذلك عن ابن عمر ، والشعبي ، انتهى .

أما ابن عمر ، فروى أبو داود من طريق مروان الأصفر ، قال : رأيت ابن عمر أناخ راحلته مستقبل القبلة ، ثم جلس يبول إليها ، فقلت : يا أبا عبد الرحمن ، أليس قد نهي عن هذا ؟ قال : إنما نهي عن ذلك في الفضاء ، فإذا كان بينك وبين القبلة شيء يسترك فلا بأس ، وليس في هذا السياق مقصود التعليل ،

وأما الشعبي فروى البيهقي من طريق عيسى الحناط قال : قلت للشعبي : إني لأعجب لاختلاف أبي هريرة ، وابن عمر ، قال نافع ، عن { ابن عمر : دخلت بيت حفصة ، فحانت مني التفاتة ، فرأيت كنيف رسول الله صلى الله عليه وسلم مستقبل القبلة }. وقال أبو هريرة : إذا أتى أحدكم الغائط ، فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها . قال الشعبي ، صدقا جميعا ، أما قول أبي هريرة ، فهو في الصحراء ، فإن لله عبادا ملائكة وجنا يصلون ، فلا يستقبلهم أحد ببول ولا غائط ، ولا يستدبرهم ، وأما كنفكم هذه ، فإنما هي بيوت بنيت ، لا قبلة فيها ، وأخرجه ابن ماجه مختصرا .

130 - ( 9 ) - : وأما في الأبنية ، فالحشوش لا يحضرها إلا الشياطين ، كأنه يشير إلى حديث زيد بن أرقم ، مرفوعا { إن هذه الحشوش محتضرة ، فإذا أتى [ ص: 184 ] أحدكم الخلاء ، فليقل : أعوذ بالله من الخبث والخبائث }أخرجه أبو داود والنسائي وغيرهما .

131 - ( 10 ) - قوله : وليس السبب مجرد احترام الكعبة ، كأنه يشير إلى حديث سراقة مرفوعا { إذا أتى أحدكم الغائط ، فليكرم قبلة الله ولا يستقبلها }أخرجه الدارمي وغيره ، وإسناده ضعيف .

التالي السابق


الخدمات العلمية