صفحة جزء
[ ص: 1037 ] سياق

ما ذكر من كتاب الله ، وما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والصحابة والتابعين من بعدهم والعلماء الخالفين لهم في وجوب الاستثناء في الإيمان

[ ص: 1038 ] فأما الكتاب ، فقوله تعالى : لتدخلن المسجد الحرام إن شاء [ ص: 1039 ] الله آمنين محلقين رءوسكم ، وقال تعالى : ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله ، وقال تعالى : فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى والمؤمنون يكونون في الجنة ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين دخل المقبرة : " إنا إن شاء الله بكم لاحقون " ، وروي عنه : " من تمام إيمان المرء استثناؤه في كل كلام " .

وروي عن عمر بن الخطاب : " من قال : أنا مؤمن حقا فهو كافر حقا " .

وعن علي ، وابن مسعود : " الاستثناء " .

وعن عائشة مثله . وعن ابن أبي مليكة : " أدركت كذا وكذا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما مات رجل منهم إلا وهو يخشى النفاق على نفسه " .

* ومن التابعين : طاوس ، والحسن ، ومحمد بن سيرين ، وإبراهيم النخعي ، وأبو البختري سعيد بن فيروز ، والضحاك المشرقي ، والأعمش ، ومنصور ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وعطاء بن السائب ، وحمزة الزيات المغربي ، وعمارة بن القعقاع ، ومغيرة بن مقسم ، ويزيد بن أبي زياد ، وليث بن أبي سليم ، ومحل بن خليفة .

[ ص: 1040 ] * ومن الفقهاء : عبد الله بن شبرمة ، ومعمر ، وسفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ، وجرير بن عبد الحميد ، وعبد الله بن المبارك ، ويحيى بن سعيد القطان ، وقال : وما أدركت أحدا من أصحابنا وما بلغني إلا على الاستثناء ، وعن أحمد ، وأبي عبيد ، وأبي ثور : " الاستثناء في الإيمان " .

1755 - أنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب ، قال : نا محمد بن هارون الروياني ، قال : نا محمد بن بشار ، قال : نا أبو أحمد ، قال : نا سفيان : \ح\

1756 - وأنا أحمد بن عبيد ، قال : أنا علي بن عبد الله ، قال : نا أحمد بن سنان ، قال : نا أبو أحمد الزبيري ، قال : نا سليمان ، عن علقمة بن مرثد ، عن سليمان بن بريدة ، عن أبيه : \ح\

1757 - وأنا جعفر بن عبد الله ، أنا محمد بن هارون ، قال : نا محمد بن بشار ، قال : نا حرمي بن عمارة ، قال : نا شعبة ، عن : \ح\

1758 - وأنا أحمد بن عبيد الله بن عبد الرحمن ، أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، قال : نا عمر بن شبة ، قال : نا حرمي بن عمارة ، قال : نا شعبة ، عن علقمة بن مرثد ، عن سليمان بن بريدة ، عن أبيه : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أتى على المقابر ، وفي حديث سفيان : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا خرجنا إلى المقابر يقول : " السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين - زاد ابن سنان في حديث جرير " أنتم لنا سلف " - ثم اتفقوا - وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، نسأل الله لنا ولكم العافية " . وفي حديث ابن بشار " أسأل الله " .

[ ص: 1041 ] أخرجه مسلم من حديث سفيان .

1759 - أنا علي بن محمد بن أحمد بن يعقوب ، قال : أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، قال : قرأ علي بن يونس بن عبد الأعلى قال : أنا ابن وهب ، أن مالكا ، حدثه : \ح\

1760 - وأنا علي بن أحمد بن يعقوب ، قال : أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، قال : نا الحسن بن عرفة ، قال : نا إسماعيل بن علية ، عن روح بن القاسم ، عن العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المقبرة ، فسلم على أهلها ، فقال : " سلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون " . واللفظ لحديث ابن علية ، أخرجه مسلم من حديث مالك .

1761 - أنا محمد بن عبد الرحمن بن جعفر البزار ، قال : نا سعيد بن محمد الحناط ، قال : نا إسحاق بن أبي إسرائيل ، قال : نا عبد العزيز بن محمد الدراوردي ، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر ، عن عطاء بن يسار ، عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يخرج إلى البقيع ، فيقول : " السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وإنا وإياكم غدا مؤجلون ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد " .

[ ص: 1042 ] أخرجه مسلم من حديث شريك .

1762 - أنا أحمد بن عمر بن محمد ، أنا الحسين بن إسماعيل ، قال : نا محمد بن إسحاق الصاغاني ، قال : نا أبو أحمد الزبيري ، قال : نا كثير بن زيد ، عن أنس : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتى البقيع ، فقال : " سلام عليكم ، وإنا بكم لاحقون إن شاء الله ، أسأل الله أن لا يحرمنا أجركم ، ولا يفتنا بعدكم " .

1763 - أنا محمد بن عبد الله الجعفي ، قال : أنا عبد الله بن علي القطيعي ، قال : نا محمد بن الحسين الحنيني ، قال : نا معلى بن راشد ، قال : نا وهيب ، عن أيوب ، عن محمد ، عن أبي هريرة ، أن نبي الله سليمان - صلى الله عليه وسلم - كان له ستون امرأة ، فقال : " لأطوفن الليلة على نسائي ، فتحمل كل امرأة ، ولتلدن فارسا يقاتل في سبيل الله ، قال : فطاف على نسائه ، فما ولدت منهن إلا امرأة ولدت شق إنسان " فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - : " لو كان سليمان استثنى لحملت كل امرأة منهن ، فولدت فارسا يقاتل في سبيل الله " . أخرجه البخاري عن معلى ، ومسلم عن أبي الربيع ، وأبي كامل ، عن حماد بن زيد كذلك .

[ ص: 1043 ] 1764 - أنا أحمد بن محمد بن يوسف ، قال : أنا إسماعيل بن محمد ، قال : نا عبد الكريم بن الهيثم ، قال : نا أبو اليمان ، قال : أنا شعيب ، قال : نا أبو الزناد أن عبد الرحمن الأعرج ، حدثه أنه سمع أبا هريرة يحدث أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " قال سليمان : لأطوفن الليلة على تسعين امرأة ، كلهن يأتي بفارس يجاهد في سبيل الله ، فقال له صاحبه : قل : إن شاء الله ، فلم يقل : إن شاء الله ، فطاف عليهن جميعا ، فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة ، جاءت بشق رجل ، والذي نفس محمد بيده لو قال : إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون " أخرجه البخاري عن أبي اليمان .

1765 - أنا أحمد بن عبيد ، أنا علي بن عبد الله بن مبشر ، قال : نا محمد بن المثنى ، قال : نا مرحوم بن عبد العزيز القطان ، عن إسحاق بن إبراهيم ، قال أبو موسى وهو من ولد نسطاس ، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة ، عن أبيه ، عن جده ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأصحابه : " ما تقولون في رجل قتل في سبيل الله ؟ " قالوا : الجنة ، قال : " الجنة إن شاء الله " ، قال : " ما تقولون في رجل مات في سبيل الله ؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : " الجنة إن شاء الله " .

قال : " فما تقولون في رجل مات ، فقام رجلان ذوا عدل ، فقالا : لا نعلم إلا خيرا ؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : " الجنة إن شاء الله " .

قال : " فما تقولون في رجل مات ، فقام رجلان فقالا : لا نعلم إلا [ ص: 1044 ] شرا ؟ " فقالوا : النار ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " عبد مذنب ، والله غفور رحيم "
.

1766 - أنا أحمد بن محمود بن إدريس ، قال : نا محمد بن يعقوب ، قال : نا الربيع بن سليمان ، قال : أنا الشافعي ، قال : أنا مالك ، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر ، عن أبي يونس مولى عائشة ، عن عائشة ، أن رجلا قال : يا رسول الله - وهي تسمع - : إني أصبح جنبا ، وإني أريد الصيام ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " وإني أصبح جنبا ، وإني أريد الصيام ، فأغتسل ، ثم أصبح من ذلك صائما " ، فقال الرجل : إنك لست مثلنا ، قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله وأعلمكم بما أتقي " .

أخرجه مسلم من حديث إسماعيل بن جعفر .

1767 - أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمد البغوي ، قال : نا محمد بن إبراهيم ، قال : نا أبو داود ، قال : نا شعبة : \ح\

1768 - وأنا أحمد بن عمر ، قال : أنا عمر بن أحمد بن علي القطان ، قال : نا محمد بن الوليد ، قال : نا محمد بن جعفر ، قال : نا شعبة ، عن محمد بن زياد ، قال : سمعت أبا هريرة يحدث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : [ ص: 1045 ] " لكل نبي دعوة دعا بها في أمته فاستجيب له ، وإني أريد إن شاء الله أن أدخر دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة " . واللفظ لحديث محمد بن جعفر ، أخرجه مسلم .

1769 - أنا علي بن محمد بن أحمد بن يعقوب ، أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، قال : نا الحسن بن عرفة ، قال : نا جرير بن عبد الحميد ، عن عبد الملك بن عمير ، عن جابر بن سمرة ، قال : خطب عمر الناس بالجابية ، فقال : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام في مثل مقامي هذا ، فقال : " من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن " .

1770 - وأنا عبد الله بن مسلم ، أنا الحسين بن إسماعيل ، نا أبو هشام ، قال : نا أبو بكر بن عياش ، عن عاصم ، عن زر بن حبيش ، قال : خطب عمر بالشام ، فقال : قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن " .

1771 - أنا جعفر بن عبد الله ، أنا محمد بن هارون ، قال : نا أبو الربيع ، قال : نا أبو عوانة : \ح\

1772 - وأنا كوهي بن الحسن ، نا محمد بن هارون الحضرمي ، قال : نا أبو الربيع ، قال : نا أبو عوانة ، عن مغيرة : \ح\

[ ص: 1046 ] 1773 - وأنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : أنا الحسين بن إسماعيل ، قال : نا يوسف بن موسى ، قال : نا جرير ، عن مغيرة ، عن الشعبي ، عن عبد الله بن عمرو : \ح\

1774 - وأنا عبد الله بن أحمد بن علي المقرئ ، قال : نا الحسين بن إسماعيل ، قال : نا يوسف بن موسى ، قال : نا أبو أسامة ، ويعلى بن عبيد ، - واللفظ لأبي أسامة - قالا : نا إسماعيل بن أبي خالد ، قال : نا عامر ، قال : جاء رجل إلى عبد الله بن عمرو ، فقال له : أخبرني ما حفظت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال عبد الله : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه " هذا لفظ إسماعيل ، أخرجه البخاري . ولفظ مغيرة : " والمهاجر من هجر السوء " .

1775 - أنا عبيد الله بن أحمد ، أنا الحسين بن إسماعيل ، قال : نا يوسف بن موسى ، قال : نا أبو النضر ، وأبو الوليد ، - واللفظ لأبي النضر - قال : نا عكرمة بن عمار ، قال : حدثني سماك أبو زميل ، قال : حدثني عبد الله بن عباس ، قال : حدثني عمر بن الخطاب ، قال : لما كان يوم خيبر ، قتل نفر من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : فلان شهيد ، حتى مروا على رجل ، فقالوا : فلان شهيد ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " كلا إني رأيته في النار في بردة غلها أو عباءة " ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : [ ص: 1047 ] " يا ابن الخطاب ، اذهب فناد في الناس أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون " أخرجه مسلم .

1776 - أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله ، نا علي بن الجعد ، أنا أبو الأشهب ، عن الحسن ، قال : قال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - : " من قال : أنا في الجنة فهو في النار " .

* قول عمر - رضي الله عنه - :

1777 - أنا محمد بن أحمد البصير ، قال : أنا عثمان بن أحمد ، قال : نا حنبل ، قال : حدثني أبو عبد الله يعني أحمد بن حنبل ، قال : نا معتمر ، عن أبيه ، عن نعيم بن أبي هند ، قال عمر : " من قال : أنا مؤمن فهو كافر ، ومن قال : هو عالم - فهو جاهل ، ومن قال : هو في الجنة - فهو في النار " .

* علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - :

1778 - أنا محمد بن أحمد ، أنا عثمان بن أحمد ، قال : نا حنبل ، [ ص: 1048 ] قال : نا أبو عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - قال : نا الحسن بن موسى ، قال : أنا شريك ، عن ابن أبي ليلى ، عن الحكم ، عن أبي البختري ، قيل لشريك عن علي ، قال : فذكره ، قال : " الإرجاء بدعة ، والشهادة بدعة ، والبراءة بدعة " .

* عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - :

1779 - أنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب ، أنا محمد بن هارون الروياني ، قال : نا أبو الربيع ، قال : نا أبو عوانة ، عن مغيرة ، عن أبي وائل ، قال : سمعت ابن مسعود ، يقول : " من شهد على نفسه أنه مؤمن ، فليشهد أنه في الجنة " .

1780 - أنا محمد بن أحمد ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل ، قال : نا أبو عبد الله أحمد بن حنبل ، قال : نا يحيى بن سعيد ، قال : نا شعبة ، قال : حدثني سلمة بن كهيل ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، قال :

قال رجل عند ابن مسعود : أنا مؤمن ، قال : " قل : إني في [ ص: 1049 ] الجنة ، ولكنا نؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله " .

1781 - أنا محمد ، أنا عثمان ، نا حنبل ، قال : نا أبو عبد الله ، قال : نا وكيع ، قال : نا الأعمش ، عن أبي وائل ، قال : جاء رجل إلى عبد الله ، فقال : يا أبا عبد الرحمن ، لقيت ركبا ، قلنا : من أنتم ؟ قالوا : نحن المؤمنون ، قال عبد الله : " أولا قالوا : نحن أهل الجنة ؟ " .

1782 - أنا عبد الله بن محمد بن علي بن زياد النيسابوري ، قال : نا أبو بكر محمد بن عمر الزاهد . قال : نا إسحاق بن عبد الله بن رزين ، قال : نا حفص بن عبد الرحمن ، قال : نا مسعر بن كدام ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي عبيدة ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : إياكم وهذه الشهادات ، فإن كنتم لا محالة فاعلين ، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث بسرية فأصيبوا ، فقالوا : ربنا بلغ عنا قومنا أنا قد رضينا ورضي عنا ، قال : فذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنهم أصيبوا وقال : " إنهم قالوا : ربنا بلغ عنا قومنا أنا قد رضينا ورضي عنا ، فإنه رسوله إليكم بأنهم رضوا عنه ورضي عنهم " .

[ ص: 1050 ] 1783 - أنا الحسن بن عثمان ، أنا حمزة بن محمد ، قال : نا عباس بن محمد ، قال : نا حجاج بن محمد ، قال : نا شريك ، عن الأعمش ، ومغيرة ، عن أبي وائل ، أن حائكا من المرجئة بلغه قول عبد الله في الإيمان ، فقال : " زلة من عالم " . * التابعون :

1784 - أنا محمد بن أحمد ، ثنا عثمان بن أحمد ، قال : نا حنبل ، قال : حدثني أبو عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - قال : نا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان ، عن سلمة بن كهيل ، قال : " اجتمع الضحاك المشرقي ، وبكير الطائي ، وميسرة ، وأبو البختري فأجمعوا أن الشهادة بدعة ، والبراءة بدعة ، والولاية بدعة ، والإرجاء بدعة " .

1785 - وأنا محمد بن الحسين بن يعقوب ، قال : أنا دعلج بن أحمد ، قال : نا أحمد بن علي الأبار ، قال : نا أبو غسان - يعني محمد بن عمرو الرازي - قال : نا جرير ، قال : سمعت منصور بن المعتمر ، والمغيرة بن مقسم ، والأعمش ، وليث بن أبي سليم ، وعمارة بن القعقاع ، وابن شبرمة ، والعلاء بن المسيب ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وعطاء بن السائب ، وحمزة بن حبيب الزيات ، [ ص: 1051 ] ويزيد بن أبي زياد ، وسفيان الثوري ، وابن المبارك ، ومن أدركت : " يستثنون في الإيمان ، ويعيبون على من لا يستثني " .

1786 - وأنا أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم ، قال : أنا أحمد بن الحسن ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، سمعت أبي يقول : حدثني علي بن بحر ، قال : سمعت جرير بن عبد الحميد ، يقول : " نحن مؤمنون إن شاء الله ، ويعيبون على من لا يستثني " .

1787 - وأنا محمد ، قال : أنا عثمان بن أحمد ، قال : نا حنبل ، قال : حدثني أبو عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - قال : نا عبد الرحمن ، قال : نا سفيان ، عن محل ، قال : قال لي إبراهيم : " إذا قيل لك : أمؤمن أنت ؟ فقل : آمنا بالله وملائكته ، وكتبه ، ورسله " . 1788 - وأنا محمد ، أنا عثمان ، نا حنبل ، قال : حدثني أبو عبد الله ، نا عبد الرحمن ، قال : حدثني شقيق ، عن معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه مثله .

1789 - أنا محمد بن أحمد بن سهل ، قال : أنا أحمد بن جعفر بن سالم ، قال : نا عمر بن محمد الجوهري ، قال : نا أبو بكر الأثرم ، قال : نا أبو عبد الله ، قال : نا مؤمل ، قال : نا حماد بن زيد ، قال : سمعت هشاما يقول : " كان الحسن ، ومحمد يقولان : مسلم . ويهابان : مؤمن " .

[ ص: 1052 ] 1790 - أنا محمد بن أحمد البصير ، أنا عثمان بن أحمد ، قال : نا حنبل ، قال : نا أبو عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - ، قال : أنا عبد الرحمن ، قال : نا حماد بن زيد ، عن يحيى بن عتيق ، وحبيب بن الشهيد ، عن محمد بن سيرين : " إذا قيل لك : أمؤمن أنت ؟ فقل : آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق " .

1791 - أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمد البغوي ، قال : نا أبو سعيد الأشج ، قال : نا أبو أسامة ، قال : قال لي الثوري وأنا وهو في بيته ما لنا ثالث :

" نحن مؤمنون ، والناس عندنا مؤمنون ، ولم يكن هذا أفعال من مضى " .

1792 - وأنا محمد بن أبي بكر ، قال : أنا محمد بن مخلد ، قال : نا أبو موسى هارون بن مسعود الدهان من كتابه ، قال : نا عبد الصمد بن حسان [ قال : ] قال سفيان الثوري :

" أهل السنة يقولون : الإيمان قول وعمل ، مخافة أن يزكوا أنفسهم ، لا يجوز عمل إلا بإيمان ، ولا إيمان إلا بعمل ، فإن قال : من إمامك في هذا ؟ فقل : سفيان الثوري " .

1793 - أنا علي بن عبيد الله بن أحمد ، أنا الحسين بن إسماعيل ، قال : نا محمود بن خداش ، قال : نا مالك أبو هشام ، قال : " كنت مع مسعر وهو خارج من المسجد ، قال : وقل ما كان يخرج [ ص: 1053 ] من المسجد إلا ومعه قمامة يحملها ، قال : فلقيه رجل ، فقال : طوبى لك يا أبا محمد ، أنت في هذا المسجد منذ خمسين سنة ، صائم نهارك ، قائم ليلك . قال : قال مسعر عند ذلك : " ليتني أموت على الإسلام " .

1794 - أنا محمد بن أحمد البصير ، أنا عثمان بن أحمد ، قال : نا حنبل ، قال : نا أبو عبد الله ، قال : سمعت يحيى بن سعيد ، يقول : " ما أدركت أحدا من أصحابنا إلا على الاستثناء " قال يحيى : " الإيمان قول وعمل " ، قال يحيى : " وكان سفيان ينكر أن يقول : أنا مؤمن " ويحسن يحيى الزيادة والنقصان ورآه .

1795 - أنا محمد بن عبيد الله بن الحجاج ، قال : نا جعفر بن محمد بن نصير ، قال : نا أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي ، قال : نا روح بن عبد الله الطوسي ، قال : نا إسماعيل بن أبي أويس ، قال : كان مالك بن أنس يكثر من قول : ما شاء الله .

قال : فعاتبه رجل على كثرة قوله : ما شاء الله ، فأري الرجل في منامه : أنت المعاتب لمالك بن أنس لكثرة قوله : ما شاء الله ، لو أراد مالك بن أنس أن يثقب الخردل بقوله : ما شاء الله - لثقبه .

[ ص: 1054 ] 1796 - أنا محمد بن أحمد ، أنا عثمان ، نا حنبل ، قال : حدثني أبو عبد الله ، قال : سمعت سفيان بن عيينة ، يقول :

إذا سئل : أمؤمن أنت ؟ إن شاء لم يجبه ، و [ قال ] : سؤالك إياي بدعة ، ولا أشك في إيماني ، ولا يعنف من قال : إن الإيمان ينقص [ أو ] إن قال : إن شاء الله ليس يكره ، وليس بداخل في الشك " .

1797 - أنا الحسن بن عثمان ، أنا أحمد ، قال : نا بشر بن موسى ، قال : نا معاوية ، قال : نا أبو إسحاق ، قال : " سألت الأوزاعي ، قلت : أترى أن يشهد الرجل على نفسه أنه مؤمن ؟

قال : ومن يقول هذا ؟

قلت : وكيف يقول ؟

قال : يقول أرجو ، ولكنهم المسلمون تحل مناكحتهم وذبائحهم ، وتجري عليهم الحدود ، وهم في الاسم عندنا مسلمون ، ولا ندري ما يصنع الله بهم ، ولا أشهد على أحد بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالنجاة .

قيل : فالشهداء ؟ قال : الشهداء في الجنة ، فأما أحد أسميه باسمه أشهد أنه في الجنة بعد النبيين فلا .

قال : وبلغنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : أبو بكر في الجنة ، وعمر [ ص: 1055 ] في الجنة . قال : فهذا وأشباهه من الأحاديث عندنا حق .

قال أبو إسحاق : وسألت الأوزاعي : " هل ندع الصلاة على أحد من أهل القبلة ، وإن عمل أي عمل ؟ .

قال : لا ، ولا أشهد على أحد بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه في الجنة ، ولأنا لأبي بكر برحمة الله أوثق مني بعذابه ألف ألف ضعف ، و [ لا أثبت ] عليه الشهادة ، ولأنا لأبي مسلم بعذاب الله أخوف عليه مما أرجو من رحمة الله ألف ألف ضعف ، ولا [ أثبت ] عليه الشهادة ، قال : وقد خاف عمر بن الخطاب على نفسه النفاق .

قلت : إنهم يقولون : إن عمر لم يخف أن يكون منافقا حتى يسأل حذيفة ، ولكن خاف أن يبتلى بذلك قبل أن يموت .

قال : هذا قول أهل البدع ، قال : وقد قلت للزهري حين ذكر الحديث : " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن " ، أنتم تقولون : فإن لم يكن مؤمنا ما هو ؟ قال : فأنكر ذلك ، وكره مسألتي عنه ، قال : وقد عرفت ، ولكن أردت أنظر ما يقول .

قال : وإنما كانوا يحدثون بالأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما جاءت تعظيما لحرمات الله ، ولا يعدون الذنوب كفرا ولا شركا .

[ ص: 1056 ] وكان يقول : المؤمن حديد عند حرمات الله " . وقال الأوزاعي في الرجل يسأل : أمؤمن أنت حقا ؟ قال : " إن المسألة عما يسأل من ذلك بدعة ، والشهادة عليه تعمق لم نكلفه في ديننا ، ولم يشرعه نبينا - عليه السلام - ليس لمن سأل عن ذلك فيه إمام إلا مثله ، القول به جدل ، والمنازعة فيه حدث ، ولعمري ما شهادتك لنفسك بالتي وجبت بتلك حقيقة وإن لم تكن كذلك ، ولا تركك الشهادة لنفسك بها بالتي تخرجك عن الإيمان إن كنت كذلك ، وإن الذي يسألك عن إيمانك ليس يسألك في ذلك منك ، ولكن يريد أن ينازع الله علمه في ذلك حتى زعم أن علم الله وعلمه في ذلك سواء ، فاصبر نفسك على السنة وقف حيث وقف القوم ، وقل ما قالوا ، وكف عما كفوا عنه ، واسلك سبيل سلفك الصالح ؛ فإنه يسعك ما وسعهم ، وقد كان أهل الشام في غفلة من هذه البدعة حتى قذفها إليهم [ ص: 1057 ] بعض أهل العراق ممن دخل في تلك البدعة " .

1798 - أنا محمد بن أحمد ، أنا عثمان ، نا حنبل ، سمعت أبا عبد الله أحمد سئل عن الإيمان ، فقال : قول وعمل ونية ، قيل له : فإذا قال الرجل : مؤمن أنت ؟ قال : هذا بدعة ، قيل له : فما يرد عليه ؟ قال : يقول : مؤمن إن شاء الله ، إلا أن يستثني في هذا الموضع ، ثم قال أبو عبد الله : والإيمان يزيد وينقص ، فزيادته بالعمل ، ونقصانه بترك العمل ، قال الله - عز وجل - : ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم فهو يزيد وينقص .

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأهل القبور لما أشرف عليهم : " وإنا إن شاء الله بكم لاحقون " فاستثنى وقد علم النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه ميت فاستثناه .

التالي السابق


الخدمات العلمية