صفحة جزء
[ ص: 1199 ] سياق

ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في أن المسلمين إذا دلوا في حفرتهم يسألهم منكر ونكير وأن عذاب القبر حق والإيمان به واجب

2121 - أنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب قال : أنا محمد بن [ ص: 1200 ] هارون الروياني قال : نا محمد بن بشار قال : نا محمد بن جعفر قال : نا شعبة ، عن علقمة بن مرثد ، عن سعد بن عبيدة ، عن البراء ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : \ح\ :

2122 - وأنا عبد العزيز بن محمد بن أحمد ، أنا الحسين بن إسماعيل قال : نا يوسف بن موسى قال : نا أبو الوليد قال : نا شعبة بن الحجاج قال : أخبرني علقمة بن مرثد ، عن سعد بن عبيدة ، عن البراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

( إن المسلم إذا سئل في القبر شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذلك قوله : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا ) ، وهذا لفظ أبي الوليد .

أخرجاه جميعا عن محمد بن بشار ، والبخاري وأبو داود ، عن أبي الوليد .

2123 - أنا كوهي بن الحسن قال : أنا محمد بن هارون الحضرمي ، [ ص: 1201 ] قال : نا إسحاق بن أبي إسرائيل قال : نا هشام بن يوسف قال : حدثني عبد الله بن بحير أنه سمع هانئا مولى عثمان يذكر عن عثمان قال :

( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الرجل وقف عليه وقال : استغفروا لأخيكم وسلوا الله له التثبيت فإنه الآن يسأل ) .

أخرجه أبو داود والساجي .

2124 - أنا كوهي بن الحسن قال : نا أحمد بن القاسم قال : نا أبو همام قال : نا عبيدة بن حميد قال : أخبرني عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( إن أحدكم يعرض على مقعده بالغداة والعشي ، إن كان من أهل الجنة ، أو من أهل النار يقال له : هذا مكانك إلى يوم القيامة ) .

2125 - أنا محمد بن عبد الرحمن بن جعفر البزار قال : نا محمد بن عبد الله بن غيلان قال : نا الحسن بن الجنيد قال : نا إسحاق الأزرق قال : نا الفضيل بن غزوان ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( ما من عبد يموت إلا وعرضت روحه إن كان من أهل الجنة على الجنة ، وإن كان من أهل النار على النار ) .

[ ص: 1202 ] 2126 - أنا علي بن محمد بن علي الواسطي قال : نا عبد الله بن عمر قال : نا محمد بن إسحاق الخياط قال : نا أبو منصور قال : نا سفيان ، عن ليث ، عن مجاهد قال :

( ما من ميت يموت حتى يعرض عليه أهل مجلسه ، إن كانوا من أهل لهو فأهل لهو ، وإن كانوا أهل ذكر فأهل ذكر ) .

2127 - أنا علي بن محمد بن أحمد بن يعقوب ، أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال : نا عمرو بن علي بن عبد الله الأودي قال : نا وكيع ، عن شعبة ، عن : \ح\ :

2128 - وأنا عبيد الله بن أحمد ، أنا الحسين بن إسماعيل قال : نا محمد بن حسان قال : نا يحيى بن سعيد قال : نا شعبة ، عن عون بن أبي جحيفة ، عن أبيه ، عن البراء ، عن أبي أيوب قال :

( سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أصوات يهود حين غربت الشمس قال : هذه يهود يعذبون في قبورهم ) .

لفظهما سواء أخرجاه جميعا من حديث يحيى .

2129 - أنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس قال : أنا عبد الله بن محمد البغوي قال : نا أبو بكر بن أبي شيبة قال : نا إسماعيل بن علية ، عن الجريري ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري قال : نا زيد بن ثابت قال :

( بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حائط بني النجار على بغلة له فحادت [ ص: 1203 ] به فكادت تقلبه ، وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة فقال : ( إن هذه الأمة لتبتلى في قبورها ، فلولا أن لا تدافنوا دعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه ، ثم قال : تعوذوا بالله من عذاب القبر ، قلنا : نعوذ بالله من عذاب القبر قال : تعوذوا بالله من الفتن ، قلنا : نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن قال : تعوذوا بالله من الدجال ، قلنا : نعوذ بالله من الدجال ) .

أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة .

2130 - أنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس قال : أنا عبد الله بن محمد قال : نا داود بن رشيد قال : نا مروان الفزاري قال : نا حميد ، عن أنس : \ح\ :

2131 - وأنا محمد بن عمر بن محمد بن حميد قال : أنا أحمد بن عبد الله الوكيل قال : نا عمرو بن علي قال : نا معتمر قال : نا حميد ، عن ثابت ، عن أنس ، أو سمعت من أنس :

( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع صوتا من قبر من حيطان بني النجار فسأل عنه : فقال : دفن في الجاهلية فأعجبه قال : لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر ) .

2132 - أنا عبد الله بن مسلم ، وعبيد الله بن أحمد ، قالا : أنا الحسين بن إسماعيل قال : نا يوسف بن موسى قال : نا عمرو بن حمران ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه حتى إنه ليسمع [ ص: 1204 ] خفق نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه ، فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل في محمد صلى الله عليه وسلم ؟ فأما المؤمن فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله قال : فيقول : انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فيراهما كليهما ) قال : قال قتادة : وذكر لنا أنه يفسح له في قبره سبعون ذراعا ويملأ عليه خضرا إلى يوم يبعثون .

ثم رجع إلى حديث أنس : ( وأما الكافر والمنافق فيقول : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول : لا أدري كنت أقول كما يقول الناس قال : فيقال له : لا دريت ولا تليت ثم يضرب بمطراق من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة فيسمعها من يليه غير الثقلين ، وقال بعضهم : فيضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه
) .

أخرجه البخاري ، ومسلم من حديث سعيد .

2133 - أنا محمد بن عبد الرحمن ، أنا يحيى بن محمد بن صاعد قال : نا الحسين بن الحسن قال : نا أبو معاوية ، نا الأعمش ، عن مجاهد ، عن عطاء ، عن ابن عباس قال :

( مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبرين ، فقال : إنهما ليعذبان ، وما يعذبان في كبير ، أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول ، وأما الآخر فكان يمشي بين الناس بالنميمة قال : ثم أخرج جريدة فشقها نصفين فغرز في كل [ ص: 1205 ] قبر واحدة ، فقيل : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم فعلت هذا ؟ قال : لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا ) .

أخرجاه جميعا .

2134 - أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمد البغوي قال : نا عثمان بن أبي شيبة قال : نا أبو الأحوص ، عن : \ح\ :

2135 - وأنا عبد العزيز بن محمد ، أنا الحسين بن إسماعيل قال : نا يوسف بن موسى قال : نا جرير ، عن منصور ، عن أبي وائل ، عن مسروق ، عن عائشة ، قالت :

( دخلت علي عجوز من عجائز يهود المدينة ، فقالت : إن أهل القبور يعذبون في قبورهم ، قالت : وكذبتها ولم أنعم أن أصدقها ، قالت : فخرجت فدخل علي النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله إن عجوزا من عجائز يهود دخلت علي فزعمت أن أهل القبور يعذبون في قبورهم ، فقال : صدقت ، إنهم يعذبون عذابا تسمعه البهائم كلها ، قالت : فما رأيته في صلاة إلا يتعوذ من عذاب القبر ) .

أخرجه البخاري ومسلم .

2136 - أنا عبد العزيز بن محمد ، أنا الحسين بن إسماعيل قال : نا سلمة بن جنادة قال : نا وكيع ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة :

( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ يقول في دعائه : اللهم أعوذ بك من [ ص: 1206 ] فتنة النار ، وفتنة القبر ، ومن عذاب القبر ، ومن شر فتنة الغنى والفقر ، ومن شر فتنة المسيح الدجال ، اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والغرم والمأثم ) .

أخرجه البخاري ومسلم .

وفي الباب عن أنس وزيد بن أرقم : مثله سواء .

2137 - أنا محمد بن عبد الرحمن بن جعفر قال : نا أحمد بن علي بن العلاء قال : نا أبو الأشعث أحمد بن المقدام قال : نا يزيد بن زريع قال : نا \ح\

2138 - وأنا عبيد الله بن مسلم بن يحيى قال : أنا الحسين بن إسماعيل قال : نا أحمد بن المقدام قال : نا يزيد بن زريع قال : نا عبد الرحمن بن إسحاق قال : نا سعيد عن : \ح\ :

2139 - وأنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال : نا يعقوب بن محمد بن عبد الوهاب قال : نا حفص بن عمرو ، وقال : نا بشر بن المفضل ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( إذا قبر أحدكم أو المقبور . وفي حديث يزيد أحدكم أتاه ملكان أزرقان أسودان يقال لأحدهما منكر والآخر نكير فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل - زاد يزيد - محمد صلى الله عليه وسلم قال : فهو قائل ما كان يقوله - ثم اتفقا - فإن كان مؤمنا قال : هو عبد الله ورسوله ، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله قال : فيقولان له : قد كنا - وقال يزيد : أنا كنا نعلم أنك تقول هذا فيفسح [ ص: 1207 ] له في قبره سبعون ذراعا ، وينور له فيه - زاد يزيد - ثم يقال له : نم - ثم اتفقا - فيقول : أرجع إلى أهلي فأخبرهم مرتين ولم يقل يزيد : مرتين وقال : فيقولان : وقال : فيقال : نم كنومة العروس وقال يزيد : الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه حتى يبعثه الله من مضجعه زاد يزيد ذلك ، فإن كان منافقا قال : لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا - زاد يزيد - فكنت أقوله - ثم اتفقا قال : فيقولان له : إن كنا لنعلم - وفي حديث بشر - لقد كنا نعلم أنك تقول هذا ، فيقولان للأرض : التئمي عليه فتلتئم عليه وتختلف عليه أضلاعه ، فلا يزال معذبا حتى يبعثه الله عز وجل من مضجعه - زاد يزيد - ذلك ) .

2140 - أنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس قال : نا يحيى بن محمد بن صاعد قال : نا الحسين بن الحسن أبو عبد الله المروزي بمكة قال : نا أبو معاوية الضرير قال : نا الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن زاذان أبي عمر ، عن البراء بن عازب قال :

( خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار ، فانتهينا إلى القوم ولم يلحد له ، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأن على رءوسنا الطير في يده عود ينكت به في الأرض ، فرفع رأسه ، فقال : استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا ، ثم قال : إن العبد المؤمن إذا كان في إقبال من الآخرة وانقطاع من الدنيا ، نزلت إليه الملائكة بيض الوجوه ، كأن وجوههم الشمس معهم كفن من كفن الجنة ، وحنوط من حنوط الجنة فيجلسون منه مد البصر ، ثم يجيء ملك [ ص: 1208 ] الموت حتى يجلس عند رأسه ، فيقول : أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان قال : فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من السقاء فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلونها في ذلك الكفن وذلك الحنوط ، فيخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على ظهر الأرض قال : فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذه الروح الطيبة ؟ فيقولون : فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه في الدنيا حتى ينتهون به إلى سماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح له قال : فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهى به إلى السماء السابعة ، فيقول الله تعالى : اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض ، فإني منها خلقتهم ، وفيها أعيدهم ، ومنها أخرجهم تارة أخرى قال : فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان ، فيجلسانه ، فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : ديني الإسلام ، فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيقولان له : وما علمك ؟ فيقول : قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت قال : فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي ، أفرشوه من الجنة ، وألبسوه من الجنة ، وافتحوا له بابا إلى الجنة ، فيأتيه من ريحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره ، ويأتيه رجل حسن الوجه ، طيب الريح فيقول له : أبشر بالذي يسرك ، فهذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول له : من أنت ؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير ، فيقول : أنا عملك الصالح ، فيقول : رب أقم الساعة ، رب أقم الساعة ثلاثا ، حتى أرجع إلى أهلي .

قال : وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا ، وإقبال من [ ص: 1209 ] الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ، ثم يجيء ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه ، فيقول : أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط الله وغضبه ، فتفرق في أعضائه كلها فينزعها كما ينزع السفود من الصوف المبلول ، فتقطع معها العروق والعصب فيجعلوها في تلك المسوح قال : ويخرج منها كأنتن جيفة وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها ، فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذه الروح الخبيثة ؟ فيقولون : فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهون به إلى السماء الدنيا فيستفتحون لها فلا يفتح لها قال : ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : (
لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ) قال : ثم يقول الله : اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى قال : فتطرح روحه طرحا قال : ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق ) قال : فتعاد روحه إلى جسده ، فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان : من ربك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري ، فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري ، فيقولان : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري ، فينادي مناد من السماء أن كذب عبدي ، فأفرشوه من النار ، وألبسوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار ، فيدخل عليه من حرها وسمومها ، ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه قال : ( ويأتيه رجل قبيح الوجه ، قبيح منتن الريح فيقول : أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول : من أنت ؟ فوجهك الوجه يجيء [ ص: 1210 ] بالشر ، فيقول : أنا عملك السيئ ، فيقول : رب لا تقم الساعة
) .

2141 - أنا أحمد بن عبيد ، أنا علي بن عبد الله بن مبشر قال : نا أبو الأشعث ، نا حماد بن زيد ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب قال :

( رأيت أبا هريرة صلى على منفوس إن عمل خطيئة قط ، فقال : اللهم أعذه من عذاب القبر ) .

2142 - أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمد البغوي قال : نا داود بن عمرو الضبي قال : نا هشيم ، عن يعلى بن عطاء ، عن ميمون بن أبي ميسرة قال :

( كان لأبي هريرة صبحتان في كل يوم أول النهار فيقول ذهب الليل ، وجاء النهار وعرض آل فرعون على النار ، وإذا كان العشي قال : ذهب النهار وعرض آل فرعون على النار ، فلا يسمع أحد صوته إلا استعاذ بالله من النار ) .

2143 - أنا عبيد الله بن محمد ، أنا عثمان بن أحمد قال : نا حنبل قال : نا معلى بن أسد قال : نا عبد العزيز بن المختار ، عن أبي عبد الله الداناج قال :

( شهدت أنس بن مالك وقال له رجل : إن قوما يكذبون بالشفاعة ، فقال : لا تجالسوهم ، فسأله آخر فقال : إن قوما يكذبون بعذاب القبر [ ص: 1211 ] فقال : لا تجالسوهم ) .

2144 - أنا عبد العزيز بن محمد قال : نا الحسين بن يحيى قال : نا أحمد بن المقدام قال : نا فضيل بن عياض ، عن منصور ، عن مجاهد قال :

( ( يوم هم على النار يفتنون ) قال : يحرقون عليها ويعذبون ) .

2145 - أنا عبيد الله بن أحمد بن علي قال : أنا أبو عبد الله الصفار - يعني محمد بن عبد الله بن عمرويه - قال : سمعت محمد بن نصر الصايغ يقول :

( كان أبي مولعا بالصلاة على الجنائز من عرف ومن لم يعرف ، فقال : يا بني خرجت يوما من السوق أشتري حاجة فصادفت جنازة رجل معها خلق كثير ما أعرف منهم أحدا ، قلت : أمضي مع هذه الجنازة أصلي عليها ، وأقف حتى أواريها ، فتبعتها ، فصلوا عليها وصليت معهم وأدخلوها المقبرة ، وجاءوا بها إلى قبر محفور ، فنزل إلى القبر نفسان وجذبوا الميت فأخذوه وسرحوا عليه التراب ، وخرج واحد وبقي الآخر ، وحثى الناس التراب عليه ، فقلت يا قوم : يدفن حي مع ميت ؟ ‍! ليت لا يكون شبه لي ، ثم رجعت فقلت : ما رأيت إلا اثنين خرج الواحد وبقي الآخر ، لا أبرح من هاهنا حتى يكشف الله لي عما رأيت ، فجئت إلى القبر فقرأت عشر مرات ياسين وتبارك الملك وبكيت ورفعت يدي وقلت : يا رب اكشف لي عما رأيت ، فإني خائف على عقلي وديني ، فانشق القبر وخرج منه شخص ، فولى مدبرا فقمت وراءه ، فقلت : يا هذا بمعبودك إلا وقفت حتى أسألك فما التفت إلي وولى ومضيت خلفه ، فقلت : يا هذا بمعبودك إلا وقفت حتى أسألك فما التفت إلي وولى الثالث ، فقلت : يا هذا أنا رجل شيخ ليس يمكنني [ ص: 1212 ] النهوض فبمعبودك إلا وقفت حتى أسألك ، فالتفت إلي وقال لي : نصر الصايغ ؟ فقلت : نعم قال : ألا تعرفني ؟ قلت : لا قال : فنحن ملكان من ملائكة الرحمة ، وقد وكلنا بأهل السنة إذا وضعوا في قبورهم ، ونزلنا حتى نلقنهم الحجة ، وغاب عني ) .

2146 - أنا محمد بن أحمد بن سهل قال : نا أحمد بن جعفر بن سلمان قال : نا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الخالق قال : نا أبو العباس محمد بن غالب السني قال : نا إبراهيم بن بشار قال : قال لي إبراهيم بن أدهم :

( تبعت جنازة بالساحل فقلت : بارك الله لي في الموت ، فقال قائل من السرير : وما بعد الموت ؟ فقال لي إبراهيم : فدخل علي منه رعب حتى ما قدرت أحمل قائمة السرير ، فدفن الميت وانصرفوا ، وقعدت عند القبر مفكرا في القائل لي من السرير : وما بعد الموت ؟ فغلبتني عيناي على ركبتي فإذا أنا بشخص من القبر أحسن الناس وجها وأطيبه ريحا وأنقاه ثيابا ، وهو يقول : يا إبراهيم ، قلت : لبيك فمن أنت يرحمك الله ؟ قال : أنا القائل لك من السرير : وما بعد الموت ؟ فقلت له : فبالذي فلق الحبة ، وبرأ النسمة ، وتردى بالعظمة إلا قلت لي : من أنت ، فقال : أنا السنة أكون لصاحبي في الدنيا حافظا ، وعليه رقيبا ، وفي القبر نورا ومؤنسا ، وفي القيامة سائقا وقائدا إلى الجنة ) .

2147 - أنا محمد بن المظفر بن علي بن حرب ، نا إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري قال : سمعت محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد الخيري المزكي قال : حدثني عبد الله بن الحارث الصنعاني ، [ ص: 1213 ] قال : سمعت حوثرة بن محمد المنقري البصري يقول :

( رأيت يزيد بن هارون الواسطي في المنام بعد موته بأربع ليال فقلت : ما فعل الله بك ؟ قال : تقبل مني الحسنات ، وتجاوز عن السيئات ، ووهب لي التبعل ، قلت : وما كان بعد ذلك ؟ قال : وهل يكون من الكريم إلا الكرم غفر لي ذنوبي ، وأدخلني الجنة ، قلت له : بما نلت الذي نلت ؟ قال : بمجالس الذكر ، وتولي الحق ، وصدقي في الحديث ، وطول قيامي في الصلاة ، وصبري على الفقر ، قلت : ومنكر ونكير حق ؟ قال : إي والله الذي لا إله إلا هو لقد أقعداني وقالا لي : من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ فجعلت أنفض لحيتي البيضاء من التراب ، فقلت : مثلي يسأل . أنا يزيد بن هارون الواسطي ، وكنت في دار الدنيا ستين سنة أعلم الناس ، فقال أحدهما لصاحبه : صدق هو يزيد بن هارون . نم نومة العروس فلا روعة عليك بعد اليوم ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية