صفحة جزء
[ ص: 1289 ] سياق ما روي في كيف السحر

2279 - أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي قال : نا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري قال : نا الربيع بن سليمان قال : نا عبد الله بن وهب قال : أخبرني عبد الرحمن بن أبي الزناد ، حدثني هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت :

" قدمت علي امرأة من أهل دومة الجندل ، جاءت تبتغي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته حداثة ذلك ، تسأل عن شيء دخلت فيه من أمر السحر ولم تعلم ، قالت عائشة لعروة : يا ابن أخي فرأيتها تبكي حين لم تجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيشفيها ، فكانت تبكي حتى إني لأرحمها تقول : إني أخاف أن أكون قد هلكت ، كان لي زوج فغاب عني فدخلت علي عجوز فشكوت ذلك إليها ، فقالت : إن فعلت ما آمرك فأجعله يأتي ، فلما كان الليل جاءتني بكلبين أسودين ، فركبت أحدهما ، وركبت الآخر ، فلم يك كشيء حتى دفعنا ببابل ، فإذا برجلين معلقين بأرجلهما ، فقالا : ما جاء بك ؟ فقلت : أتعلم السحر ، فقالا : إنما نحن فتنة فلا تكفري وارجعي ، فأبيت وقلت : لا ، فقالا : اذهبي إلى ذلك التنور فبولي فيه ، فذهبت ففزعت ، ولم تفعل ، فرجعت إليهما فقالا : أفعلت ؟ فقلت : نعم ، فقالا : هل رأيت شيئا ؟ ، قلت : لم أر شيئا ، فقالا : لم تفعلي ، فارجعي إلى بلادك ، ولا تكفري ، فأردت وأبيت ، فقالا : اذهبي إلى ذلك التنور فبولي فيه ، فذهبت فاقشعر جلدي ، فرجعت إليهما ، فقلت : قد فعلت ، فقالا : ما رأيت ؟ فقلت : لم أر شيئا ، فقالا : كذبت ، لم تفعلي ، ارجعي إلى بلادك ولا تكفري ، فإنك على رأس أمرك ، فأردت وأبيت ، فقالا : اذهبي إلى ذلك التنور فبولي فيه ، فذهبت فبلت فيه ، فرأيت فارسا مقنعا بحديد خرج مني ، حتى ذهب إلى السماء ، وغاب عني ، حتى ما [ ص: 1290 ] أراه فجئتهما ، فقلت : قد فعلت ، فقالا : فما رأيت ؟ قلت : رأيت فارسا مقنعا بحديد خرج مني ، فذهب في السماء ، حتى ما أراه ، فقالا : صدقت ذلك إيمانك خرج منك اذهبي ، فقلت للمرأة : والله ما أعلم شيئا ، وما قالا لي شيئا ، فقلت : بلى؛ لن تريدي شيئا إلا كان ، خذي هذا القمح فابذري ، فبذرت فقلت : اطلعي ، فطلع ، فقلت : احقلي فاحقلت ، ثم قلت : افركي ففركت ، ثم قلت : ايبسي ، فيبست ، ثم قلت : اطحني فطحنت ، ثم قلت : اخبزي فتخبزت ، فلما رأيت أني لا أريد شيئا إلا كان ، سقط في يدي ، وندمت والله يا أم المؤمنين ، فما فعلت شيئا ، ولا أفعله أبدا . فسألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حداثة وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يومئذ متوافرون ، فما دروا ما يقولون لها وكلهم هاب وخاف أن يفتيها بما لا يعلمه إلا أنه قد قال لها ابن عباس أو بعض من كان عنده : لو كان أبواك حيين أو أحدهما قال هشام : فلو جاءتنا اليوم أفتيناها بالضمان قال ابن أبي الزناد : وكان هشام يقول : " إنهم قد كانوا أهل ورع وخشية من الله وبعد من التكليف والجرأة على الله ، ثم يقول هشام : لكنها لو جاءت ، لوجدت نوكى حمقى وتكلف بغير علم .

التالي السابق


الخدمات العلمية