صفحة جزء
[ ص: 1360 ] سياق

ما روي في بيعة أبي بكر وترتيب الخلافة وكيفية البيعة

2436 - أخبرنا محمد بن الحسن الفارسي قال : أنا أحمد بن سعيد الثقفي قال : نا محمد بن يحيى الذهلي قال : نا عبد الرزاق قال : أنا معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس قال : كنت أقرئ عبد الرحمن بن عوف في خلافة عمر ، فلما كان في آخر حجة حجها ونحن بمنى ، أتاني عبد الرحمن بن عوف منزلي عشاء فقال : لو شهدت أمير المؤمنين اليوم ، وأتاه رجل فقال : إني سمعت فلانا يقول : لو قد مات أمير المؤمنين ، لقد بايعت فلانا؛ فقال عمر : إني لقائم العشية في الناس فمحذرهم هؤلاء الرهط الذين يريدون أن يغتصبوا المسلمين أمرهم قال : فقلت : يا أمير المؤمنين ، إن الموسم مجمع رعاع الناس وغوغائهم ، وإنهم الذين يغلبون على مجلسك ، وإني أخشى إن قلت اليوم مقالة أن يطيروا بها كل مطير ، ولا يعوها ، ولا يضعوها على مواضعها ، ولكن أمهل يا أمير المؤمنين حتى تقدم المدينة فإنها دار الهجرة والسنة ، وتخلص بالمهاجرين والأنصار ، فتقول ما قلت متمكنا ، فيعوا مقالتك ، ويضعوها على مواضعها .

فقال عمر : أما والله إن شاء الله لأقومن بها في أول مقام أقومه بالمدينة .

قال : فلما قدم المدينة وجاء يوم الجمعة ، هجرت لما حدثني عبد الرحمن بن عوف ، فوجدت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قد سبقني بالتهجير جالسا إلى جنب المنبر ، فجلست إلى جنبه تمس ركبتي ركبته ، [ ص: 1361 ] فلما زالت الشمس خرج علينا عمر .

قال : فقلت وهو مقبل : أما والله ليقولن أمير المؤمنين على هذا المنبر اليوم مقالة لم تقل قبله .

قال : فغضب سعيد بن زيد فقال : وأي مقالة يقول لم يقل قبله ؟ قال فلما جاء عمر المنبر أخذ المؤذن في أذانه ، فلما فرغ المؤذن من أذانه قام عمر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال : أما بعد ، فإني أريد أن أقول مقالة قد قدر لي أن أقولها ، لا أدري لعلها بين يدي أجلي ، فمن وعاها وعقلها وحفظها ، فليحدث بها حيث تنتهي راحلته ، ومن خشي أن لا يعيها فإني لا أحل لأحد أن يكذب علي .

إن الله بعث محمدا بالحق ، وأنزل معه الكتاب ، فكان فيما أنزل آية الرجم ، فرجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده ، وإني خائف أن يطول بالناس زمان ، فيقول قائل : والله ما نجد الرجم في كتاب الله؛ فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ، ألا وإن الرجم حق على من زنى إذا أحصن ، وقامت البينة أو كان الحمل والاعتراف .

ثم قد كنا نقرأ : لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم .

ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم؛ فإنما أنا عبد الله ، فقولوا : عبد الله ورسوله " .

ثم إنه بلغني أن قائلا منكم يقول : لو قد مات أمير المؤمنين بايعت فلانا ، فلا يغترن امرؤ أن يقول : إن بيعة أبي بكر كانت فلتة ، وقد كانت كذلك إلا أن الله تعالى وقى شرها ، وليس منكم من تقطع إليه الأعناق مثل أبي بكر؛ فإنه كان خيرنا حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم . إن عليا ، والزبير ، ومن معهما تخلفوا عنا في بيت فاطمة ، وتخلفت عنا الأنصار بأسرها في سقيفة بني ساعدة ، واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر ، فقلت : يا أبا بكر انطلق [ ص: 1362 ] بنا إلى إخواننا من الأنصار ، فانطلقنا نؤمهم ، فلقينا رجلين صالحين من الأنصار قد شهدا بدرا فقالا : أين تريدون يا معشر المهاجرين ؟ فقلنا : نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار قالا : فارجعوا ، فاقضوا أمركم بينكم ، فقلت : والله لنأتينهم فأتيناهم ، فإذا هم مجتمعون في سقيفة بني ساعدة بين أظهرهم رجل مزمل ، فقلت : من هذا ؟ قالوا : سعد بن عبادة ، قلت : وشأنه ؟ قالوا : هو وجع . قال : فقام خطيب الأنصار ، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال : أما بعد ، فنحن الأنصار ، وكتيبة الإسلام ، وأنتم معشر قريش رهط منا ، وقد دفت إلينا منكم دافة ، فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا ، ويحضنونا من الأمر .

وقد زورت في نفسي مقالة ، وكنت أريد أن أقوم بها بين يدي أبي بكر ، وكنت أداري من أبي بكر بعض الحدة ، وكان أوقر مني وأحلم فلما أردت الكلام قال : على رسلك ، فكرهت أن أعصيه ، فحمد الله أبو بكر ، وأثنى عليه ، ثم قال : والله ما ترك كلمة كنت زورتها إلا جاء بها أو بأحسن منها في بديهته ، ثم قال : أما بعد ، فما ذكرتم فيكم من خير يا معشر الأنصار ، فأنتم له أهل ، ولم تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش ، وهم أوسط العرب دارا ونسبا ، وإني قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين ، فبايعوا أيهما شئتم ، وأخذ بيدي ، وبيد أبي عبيدة بن الجراح قال : فوالله ما كرهت مما قال شيئا غير هذه الكلمة ، كان والله أن أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك إلى إثم أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر .

فلما قضى أبو بكر مقالته قام رجل من الأنصار ، فقال : أنا جزيلها المحكك ، وعذيقها المرجب ، منا أمير ، ومنكم أمير يا معشر قريش وإلا أحلنا الحرب بيننا وبينكم جذعة .

قال : معمر عن قتادة : فقال عمر بن الخطاب : إنه لا يصلح سيفان [ ص: 1363 ] في غمد واحد ، ولكن منا الأمراء ، ومنكم الوزراء .

قال الزهري في حديثه : فارتفعت الأصوات بيننا ، وكثر اللغط حتى أشفقت الاختلاف ، فقلت : يا أبا بكر ابسط يدك أبايعك . قال : فبسط يده فبايعته ، وبايعه المهاجرون ، وبايعته الأنصار قال : ونزونا على سعد ، حتى قال قائل : قتلتم سعدا قال : قلت : قتل الله سعدا ، وإنا والله ما رأينا فيما حضرنا من أمرنا أمرا كان أقوى من مبايعة أبي بكر خشينا إن فارقنا القوم أن يحدثوا ببيعة بعدنا ، فإما أن نبايعهم على ما لا نرضى ، وإما أن نخالفهم ، فيكون فسادا ، فلا يغرن امرأ أن يقول : إن بيعة أبي بكر كانت فلتة ، فقد كانت كذلك غير أن الله وقى شرها ، وليس فيكم من تقطع إليه الأعناق مثل أبي بكر ، فمن بايع رجلا عن غير مشورة من المسلمين ، فإنه لا يبايع له ولا هو ، ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا .

قال الزهري : وأخبرني عروة أن الرجلين اللذين لقياهما من الأنصار عويمر بن ساعدة ، ومعن بن عدي ، والذي قال : أنا جذيلها المحكك ، وعذيقها المرجب حباب بن المنذر . أخرجه البخاري ومسلم .

2437 - أنا عبد الله بن مسلم بن يحيى قال : أنا الحسين بن إسماعيل قال : نا أحمد بن الوليد السالمي قال : نا إسماعيل بن أبي أويس \ح\ :

2438 - وأنا عبد الرحمن بن عمر قال : أنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال : نا جدي يعقوب قال : حدثني إسماعيل بن أبي أويس قال : نا سليمان بن بلال ، عن هشام بن عروة قال : أخبرني عروة ، عن عائشة :

[ ص: 1364 ] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات ، وأبو بكر بالسنح فقام عمر فقال : والله ما مات رسول الله . قال عمر : ما كان يقع في نفسي إلا ذاك ، وليبعثنه الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم . فجاء أبو بكر فكشف عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله وقال : بأبي أنت وأمي طبت حيا وميتا ، لا والذي نفسي بيده لا يذيقك الله الموتتين أبدا . ثم خرج فقال : أيها الحالف ، على رسلك . فلما تكلم أبو بكر جلس عمر ، فحمد الله أبو بكر وأثنى عليه ثم قال : ألا من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت قال : إنك ميت وإنهم ميتون ، وقال : وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ، فنشج الناس ، واجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة فقالوا : منا أمير ومنكم أمير ، فذهب إليهم أبو بكر ، وعمر بن الخطاب ، وأبو عبيدة ، فذهب عمر يتكلم فأسكته أبو بكر ، وكان عمر يقول : والله ما أردت بذلك إلا أني قد هيأت كلاما وأعجبني خشيت أن لا يبلغه أبو بكر ، ثم تكلم أبو بكر فتكلم أبلغ الناس ، فقال في كلامه : نحن الأمراء وأنتم الوزراء ، فقال الحباب بن المنذر : والله لا نقبل أبدا ، منا أمير ومنكم أمير ، فقال أبو بكر : لا ، ولكنا الأمراء وأنتم الوزراء؛ هم أوسط العرب دارا وأعزهم أحسابا ، بايعوا عمر أو أبا عبيدة . فقال عمر : بل نبايعك أنت ، فأنت سيدنا وخيرنا ، وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فأخذ عمر يده فبايعه وبايعه الناس قال قائل : قتلتم سعد بن عبادة فقال عمر : قتله الله واللفظ ليعقوب .

أخرجه البخاري عن إسماعيل .

[ ص: 1365 ] 2439 - أنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن قال : أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال : نا أبو سعيد أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد قال : نا يحيى بن آدم قال : حدثني حميد بن عبد الرحمن الرواسي ، عن سلمة بن نبيط الأشجعي ، عن نعيم يعني ابن أبي هند ، عن نبيط ، يعني ابن شريط ، عن سالم بن عبيد ، وكان رجلا من أهل الصفة قال :

أغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه فأفاق فقال : حضرت الصلاة ؟ فقالوا : نعم . فقال : مروا بلالا فليؤذن ، ومروا أبا بكر فليصل بالناس .

ثم أغمي عليه ، ثم أفاق فقال مثل ذلك ، فقالت عائشة : إن أبا بكر رجل أسيف . فقال : إنكن صواحب يوسف ، مروا بلالا فليؤذن ، ومروا أبا بكر فليصل بالناس . فأقيمت الصلاة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أقيمت الصلاة ؟ قالوا : نعم . قال : " ادعوا إلي إنسانا أعتمد عليه . فجاءت بريرة وآخر معها فاعتمد عليهما ، وإن رجليه لتخطان في الأرض ، حتى أتوا أبا بكر وهو يصلي بالناس ، فجلس إلى جنبه ، فذهب أبو بكر يتأخر ، فحبسه حتى فرغ من الصلاة ، فلما توفي نبي الله صلى الله عليه وسلم قال عمر : لئن تكلم أحد بموته لأضربنه بسيفي هذا . فأخذ بساعد أبي بكر ، ثم أقبل يمشي حتى دخل فأوسعوا له ، حتى دنا من نبي الله صلى الله عليه وسلم فانكب عليه ، حتى كاد يمس وجهه وجهه ، حتى استبان له أنه قد توفي ، فقال :
إنك ميت وإنهم ميتون . فقالوا : يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي نبي الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم . فعلموا أنه كما قال ، فقالوا : يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هل تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم . قالوا : يا صاحب رسول الله ، بين لنا كيف نصلي عليه ؟ قال : يجيء قوم فيصلون ، ثم يجيء آخرون . قالوا : يا [ ص: 1366 ] صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هل يدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم . قالوا : وأين ؟ قال : حيث قبض الله روحه ، فإنه لم يقبض روحه إلا في مكان طيب ، فعلموا أنه كما قال ، ثم قال : عندكم صاحبكم . وخرج أبو بكر ، فاجتمع المهاجرون فجعلوا يبكون يتدارون بينهم ، فقالوا : انطلقوا بنا إلى إخواننا الأنصار؛ فإن لهم في هذا الحق نصيبا . فأتوهم ، فقالت الأنصار : منا أمير ومنكم أمير . فقال عمر وأخذ بيد أبي بكر : سيفان في غمد واحد لا يصطلحان ، أو قال : لا يصلحان ، وأخذ بيد أبي بكر ، فقال له : من له هذه الثلاثة : إذ يقول لصاحبه من صاحبه ؟ إذ هما في الغار من هما ؟ لا تحزن إن الله معنا مع من ؟ ثم بسط يده فبايعه ، ثم قال : بايعوا . فبايع الناس بأحسن بيعة ، وأجملها
.

2440 - أنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس قال : نا أبو أحمد عبد الواحد بن المهتدي بالله قال : نا يحيى بن جعفر قال : نا محمد بن خالد قال : نا جعفر بن سليمان ، عن إسماعيل بن أمية ، عن سعيد بن المسيب قال :

خرج علي بن أبي طالب لبيعة أبي بكر ، والناس يتكلمون والأنصار ، فنادى فيهم فأسمعهم : أيكم يؤخر من قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ يعني أبا بكر ، فجاء علي بكلمة لم يأت أحد بمثلها .

2441 - أنا عبيد الله بن محمد بن أحمد قال : نا محمد بن عمرو قال : نا محمد بن أبي العوام قال : سمعت عبد العزيز القرشي يقول : سمعت سفيان الثوري يقول :

من قدم على أبي بكر وعمر رضوان الله عليهما أحدا فقد أرزى على اثني عشر ألفا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض .

2442 - أنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب قال : أنا محمد بن [ ص: 1367 ] هارون الروياني قال : نا أحمد بن عبد الرحمن قال : نا عمي قال : أخبرني يونس ، عن الزهري قال : أخبرني عبد الله بن كعب بن مالك ، أن ابن عباس أخبره :

أن علي بن أبي طالب خرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي توفي فيه ، فقال الناس : يا أبا الحسن كيف أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أصبح بحمد الله بارئا؛ فأخذ بيد عباس بن عبد المطلب ، فقال : ألا ترى ؟ إنك والله بعد ثلاث عبد العصا ، والله إني لأرى رسول الله صلى الله عليه وسلم سيتوفى في وجعه هذا ، وإني لأعرف في وجوه بني عبد المطلب الموت ، فاذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسل فيمن يكون هذا الأمر ، فإن كان فينا علمنا ذلك ، وإن كان في غيرنا أمرته فأوصى بنا . قال علي : والله لئن سألناها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعناها لا يعطيناها الناس أبدا ، وإني والله لا أسألها رسول الله صلى الله عليه وسلم .

أخرجه البخاري عن أحمد بن صالح ، عن ابن وهب .

2442 م - أخبرنا أحمد بن عمر بن محمد الأصبهاني قال : أنا عبد الله بن محمد بن زياد قال : نا أحمد بن عبد الرحمن الوهبي قال : نا ابن وهب ، عن أويس ، عن الزهري ، أخبرني عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس قال : لما حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم الوفاة وفي البيت رجال منهم عمر فقال : " هلموا لكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده " . فقال عمر : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله . فاختلف أهل البيت واختصموا ، فمنهم من يقول : قربوا له يكتب [ ص: 1368 ] لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومنهم من يقول ما قال عمر ، فلما أكثروا اللغط والاختلاف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " قوموا عني " . قال عبيد الله : فكان ابن عباس يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب باختلافهم ولغطهم

أخرجه البخاري عن يحيى بن سليمان ، عن ابن وهب .

2443 - أنا محمد بن الحسين الفارسي قال : أنا أحمد بن سعيد الثقفي قال : نا محمد بن يحيى قال : نا نعيم بن حماد ، نا ابن المبارك ، أنا يونس ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن عائشة ، قالت :

خرج أبو بكر ، ثم قال : من كان عنده عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم فليأتنا . قال عمر : لو كان منه عهد كان عهده إلى الله ثم إليك .

2444 - أنا عبيد الله بن أحمد المقري قال : نا الحسين بن إسماعيل قال : نا يعقوب الدورقي قال : نا وكيع قال : نا مالك بن مغول ، عن طلحة بن مصرف قال : قلت لعبد الله بن أبي أوفى : " هل أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : لا . قال : فكيف أمر المسلمين بالوصية ؟ فقال : أوصى بكتاب الله عز وجل " .

قال الهذيل بن شرحبيل : وأبو بكر كان يتأمر على وصي رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ود أبو بكر أنه وجد من رسول الله صلى الله عليه وسلم عهدا فخزم أنفه بخزام . أخرجه البخاري ومسلم .

[ ص: 1369 ] 2445 - أنا عبيد الله بن محمد بن أحمد قال : نا جعفر بن محمد بن نصير قال : نا يحيى بن محمد بن البختري قال : نا محمد بن عبيد بن حساب قال : نا يوسف بن يعقوب الماجشون قال : أخبرني ابن شهاب قال :

كان من فضائل أبي بكر الصديق أنه لم يكفر بالساعة قط .

2446 - أنا محمد بن الحسين الفارسي قال : أنا الحسين بن يحيى قال : نا الفضل بن سهل قال : نا يزيد بن هارون قال : نا مبارك بن فضالة : سمعت الحسن حلف بالله أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف أبا بكر . قال : وسمعت معاوية بن قرة يقول : إن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف أبا بكر .

2447 - أنا محمد بن عثمان بن محمد الدقيقي قال : نا محمد بن نوح قال : نا هارون بن إسحاق قال نا وكيع ، عن الأعمش ، عن مسروق ، عن عائشة ، قالت : قال أبو بكر في مرضه الذي مات فيه : انظروا ما زاد في مالي منذ دخلت في الإمارة فابعثوا به إلى الخليفة من بعدي ، وكلمة تكلمها ، وقد كنت أصبت من الودك نحوا مما كنت أصبت في التجارة . قالت عائشة : فلما مات نظرنا ، فإذا عبد قوي كان يحمل صبيانه ، وناضح كان يستقي عليه . قالت : فبعثنا به إلى عمر . قالت : فبكى عمر ، وقال : رحمة الله على أبي بكر ، لقد أتعب من بعده تعبا شديدا .

2448 - أنا أحمد بن عمر بن محمد ، أنا الحسين بن أحمد بن الربيع قال : نا حميد بن الربيع قال : نا هشيم ، أنا حصين بن عبد الرحمن ، [ ص: 1370 ] عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : قال عمر بن الخطاب : " خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ، فمن قال غير هذا فهو مفتر ، وعليه ما على المفتري " .

2449 - أنا عيسى بن علي قال : أنا عبد الله بن محمد قال : نا داود بن عمرو قال : نا عبد الجبار ، عن ابن أبي مليكة قال : قالت عائشة : لما حضر أبي دعاني ، فقال : يا بنية إني قد كنت أعطيتك خيبر ، ولم تكوني حزتيها ، وإني أحب أن ترديها علي . قالت : فقلت : قد غفر الله لك يا أبت ، والله لو كانت خيبر ذهبا جميعا لرددتها عليك . قال : فهي على كتاب الله يا بنية ، إني كنت أتجر قريش وأكثرهم مالا ، فلما شغلتني الإمارة رأيت إن أصبت من المال ، فذكر داود كلمتين أو ثلاثة لم أحفظ أنا ، ثم قال : العباءة القطوانية ، والخلاب ، والعبد ، فإذا قضيت فأسرعي به إلى ابن الخطاب ، يا بنية ، ثيابي هذه فكفنيني بها . قالت : فبكيت ، فقلت : يا أبت نحن أيسر من ذلك . فقال : غفر الله لك ، وهل ذلك إلا للمهل ؟ قالت : فلما مات بعثت بذلك إلى ابن الخطاب ، فقال : يرحم الله أباك ، لقد أحب أن لا يترك لقائل مقالا .

2450 - أنا محمد بن علي بن النضر قال : نا علي بن عبد الله بن مبشر قال : نا عبد الحميد بن بيان قال : نا خالد بن يونس ، عن الحسن ، عن أبي بكر : أنه رأى في المنام كأن عليه حلة حبرة ، وعلى صدره كتبان ، فقصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " حلة حبرة خير لك من ولدك ، والكتبان إمارة سنتين أو تلي أمر الناس سنتين " .

[ ص: 1371 ] 2451 - أنا أحمد بن عبد الله بن الخضر قال : أنا محمد بن عبد الله قال : نا معاذ بن المثنى قال : نا محمد بن عباد قال : نا سفيان ، عن الوليد بن كثير ، عن ابن صياد ، عن سعيد بن المسيب قال :

لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتجت مكة بصوت واحد ، فسمع ذلك أبو قحافة ، فقال : ما هذا ؟ قالوا : قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : ما صنع الناس بعده ؟ قالوا : ولوا ابنك . قال : أفرضيت بذلك بنو عبد شمس وبنو المغيرة ؟ قالوا : نعم . قال : فلا مانع لما أعطى الله ، ولا معطي لما منع . فلما مات ابنه ارتجت مكة بموته ووفاته قال : ما هذا ؟ قالوا : توفي ابنك . قال : هذا خبر جليل .

2452 - أنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس قال : أنا أحمد بن سليمان الطوسي قال : نا الزبير بن بكار قال : حدثني محمد بن محمد بن أبي قدامة ، عن عثمان بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال :

لما حضر أبا بكر رضي الله عنه الوفاة ، دعا عثمان بن عفان ، فأملى عليه عهده : هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة عند آخر عهده بالدنيا خارجا منها ، وأول عهده بالآخرة داخلا فيها ، وحتى يؤمن الكافر ، ويتوب الفاجر ، إني استخلفت من بعدي عمر بن الخطاب ، فإن عدل فذلك رأيي فيه وظني ، وإن جار وبدل فالحق أردت ، ولا أعلم الغيب ، وما توفيقي إلا بالله ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .

التالي السابق


الخدمات العلمية