صفحة جزء
[ ص: 1455 ] سياق ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه

2629 - أنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب قال : أنا محمد بن هارون الروياني قال : نا عمر بن علي ، أنا أبو داود ، ومحمد بن جعفر ، قالا : نا شعبة ، عن سعد بن إبراهيم قال : سمعت إبراهيم بن سعد يحدث عن سعد ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لعلي : " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " أخرجاه جميعا .

2630 - وأنا محمد بن عبد الرحمن قال : نا يحيى بن محمد [ ص: 1456 ] بن صاعد قال : نا محمد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي قال : نا عبد الله بن داود قال : نا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيب ، عن سعد بن أبي وقاص قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلي : " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " .

2631 - أنا عيسى بن علي قال : أنا عبد الله بن محمد البغوي قال : نا نعيم بن هيصم قال : نا جعفر بن سليمان ، عن حرب بن شداد ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيب قال جعفر : أظنه عن سعد قال : لما غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزوة تبوك خلف عليا بالمدينة ، فقالوا : وكره صحبته ، فبلغ ذلك عليا ، فشق عليه قال : فتبع النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى لحقه ، فقال : يا رسول الله خلفتني مع الذراري والنساء حتى ، قالوا : مله وكره صحبته قال : " ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى "

قال البغوي : هكذا قال نعيم عن جعفر بهذا الحديث بالشك .

2632 - ونا بشر بن هلال الصواف قال : نا جعفر ، عن حرب بن شداد ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيب ، عن سعد ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه .

2633 - وأنا محمد بن عبد الرحمن ، أنا عبد الله بن محمد ، نا بشر بن هلال ، فذكره .

2634 - أنا عبيد الله بن أحمد قال : أنا الحسين بن يحيى قال : [ ص: 1457 ] نا الحسن بن محمد بن الصباح قال : نا قتيبة قال : نا حاتم بن إسماعيل ، عن بكير بن مسمار ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه قال : " ثلاث قالهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، لأن تكون لي واحدة منهم أحب إلي من حمر النعم ، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول له وخلفه في بعض مغازيه ، فقال له علي : يا رسول الله تخلفني مع النساء والصبيان ؟ فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبوة بعدي " .

وسمعته يوم خيبر : " لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله " قال : فتطاولنا لها قال : أين علي ؟ فأتي به وهو أرمد ، فبصق في عينيه ، ودفع الراية إليه ، ففتح الله عليه .

ولما نزلت هذه الآية :
تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليا وفاطمة والحسن والحسين ، فقال : " اللهم هؤلاء أهلي "
أخرجه مسلم عن قتيبة .

2635 - أنا محمد بن علي بن النضر قال : أنا علي بن عبد الله بن مبشر قال : نا عبد الحميد بن بيان قال : أنا خالد ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، يفتح الله عز وجل على يديه ، فقال عمر : ما أحببت الإمارة قبل يومئذ . فدعا عليا فدفعها إليه ، ثم قال : اذهب ولا تلتفت ، فقاتل حتى يفتح الله عز وجل عليك ، فصبر هنيهة ، ثم وقف ولم يلتفت ، فقال : يا رسول الله على ما أقاتل ؟ قال : قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، فإذا فعلوا ذلك منعوا منك دماءهم وأموالهم ، وحسابهم على الله " [ ص: 1458 ] أخرجه مسلم .

2636 - أنا عبد الله بن محمد بن علي بن زياد قال : أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الشرقي قال : نا أبو الأزهر ، أملى من أصله قال : نا أبو الجواب الأحوص بن جواب قال : نا يونس بن أبي إسحاق ، عن البراء قال : " بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جيشين ، فأمر على أحدهما علي بن أبي طالب ، وعلى الآخر خالد بن الوليد ، فقال : إذا كان قتال فعلى الناس علي . وقال : ففتح علي رضي الله عنه قصرا . وقال أبو الأزهر مرة : ففتح علي حصنا ، فاتخذ لنفسه جارية ، فكتب معي خالد بن الوليد يشي به ، فلما قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكتاب قال : " ما يقول في رجل يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ؟ قال : قلت : أعوذ بالله من غضب الله ورسوله .

2637 - أنا علي بن محمد بن أحمد ، أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال : نا الحسن بن عرفة قال : نا وكيع وأبو معاوية ، كلاهما عن الأعمش ، ح

2638 - وأنا عبد الرحمن بن محمد خيران قال : نا أبو عيسى محمد بن أحمد بن قطن قال : نا الحسن بن عرفة قال : نا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن سعد بن عبيدة ، عن ابن بريدة ، عن أبيه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : [ ص: 1459 ] " من كنت مولاه فعلي مولاه " وفي حديث ابن أبي حاتم : " فعلي وليه " .

2639 - أنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب قال : أنا محمد بن هارون الروياني قال : نا أبو سعيد الأشج قال : نا عبد الله بن الأجلح ، عن أبيه ، عن طلحة بن مصرف ، عن عمير بن سعد قال : سمعت عليا ينشد الناس : من سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " من كنت مولاه فعلي مولاه ، إلا قام . فقام ثمانية عشر فشهدوا .

2640 - أنا محمد بن عبد الرحمن قال : أنا الحسين بن إسماعيل قال : نا محمد بن خلف قال : نا زكريا بن عدي قال : نا مروان بن معاوية قال : نا هلال بن ميمون الرملي قال : قلت لأبي بسطام مولى أسامة بن زيد : أرأيت قول الناس : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " من كنت مولاه فعلي مولاه " ؟

قال : نعم ، وقع بين أسامة وبين علي تنازع قال : فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - . قال : فذكرت ذلك له ، فقال : " يا علي ، يقول هذا لأسامة ، فوالله إني لأحبه " . وقال لأسامة : " يا أسامة ، يقول هذا لعلي ، فمن كنت مولاه فعلي مولاه "
.

[ ص: 1460 ] 2641 - أنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب قال : أنا محمد بن هارون الروياني قال : نا عمرو بن علي قال : نا أبو معاوية قال : نا الأعمش ح

2642 - وأنا جعفر قال : أنا محمد بن هارون قال : نا محمد بن إسحاق قال : أنا عبيد الله بن موسى ، عن الأعمش ، عن عدي بن ثابت ، عن زر ، عن علي قال : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد إلي النبي - صلى الله عليه وسلم - " أنه لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق "

واللفظ لعمرو بن علي . أخرجه مسلم في الصحيح .

2643 - أنا محمد بن عبد الرحمن قال : نا يحيى بن محمد بن صاعد قال : نا هلال بن بشر قال : نا عبد الملك بن موسى الطويل ، عن أبي هاشم صاحب الرمان ، عن زاذان ، عن سلمان قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لعلي : " محبك محبي ، ومبغضك مبغضي " .

[ ص: 1461 ] 2644 - أنا مهدي بن محمد النيسابوري قال : نا عبد الله بن محمد بن الحسن قال : نا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر قال : نا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس : " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نظر إلى علي بن أبي طالب ، فقال : " أنت سيد في الدنيا ، سيد في الآخرة ، من أحبك فقد أحبني ، وحبيبي حبيب الله ، ومن أبغضك فقد أبغضني ، وبغيضي بغيض الله ، فالويل لمن أبغضك بعدي " .

2645 - أنا محمد بن عثمان بن محمد قال : نا أحمد بن محمد [ ص: 1462 ] بن الجراح قال : نا إسماعيل بن أبي الحارث قال : نا محمد بن القاسم قال : نا زهير ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : كنا نعرف نفاق الرجل ببغضه لعلي .

2646 - وأنا محمد بن عثمان قال : نا عبد الغافر بن سلامة قال : نا محمد بن عوف قال : نا عبيد الله بن موسى قال : نا محمد بن علي السلمي ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن جابر بن عبد الله قال : ما كنا نعرف منافقينا معشر الأنصار إلا ببغضهم عليا .

[ ص: 1463 ] 2647 - أنا أحمد بن محمد بن عمر بن محمد الأصبهاني قال : أنا عبد الله بن محمد بن زياد ، نا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ، نا عمي قال : حدثني معاوية بن صالح ، ح

2648 - وأنا علي بن محمد بن أحمد بن يعقوب قال : أنا أحمد بن محمد بن أبي سعدان الفزاري نزيل الري قال : نا الحسين بن الهيثم قال : نا حرملة قال : نا ابن وهب قال : حدثني معاوية بن صالح ، عن يحيى بن سعيد ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : " صعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جبلا يقال له حراء ، ومعه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن ، فتحرك بهم الجبل ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " اسكن حراء ، فليس عليك إلا نبي ، أو صديق ، أو شهيد " . فسكن الجبل .

أخرجه مسلم من حديث ابن وهب .

[ ص: 1464 ] 2649 - أنا علي بن عمر ، أنا إسماعيل بن محمد قال : نا أبو يحيى الرازي قال : نا محمد ، يعني ابن حميد قال : نا عفان قال : نا أبو درهم قال : سمعت الحسن البصري يقول ، وقال له الحجاج بن يوسف : ما تقول في أبي تراب ؟ " قال : ومن أبو تراب ؟ قال علي بن أبي طالب . قال : أقول : إن الله جعله من المهتدين . فقال : هات ما تقول برهانا . قال : إن الله عز وجل يقول في كتابه : وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله ، فكان علي بن أبي طالب أول من هدى الله مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأول من لحق بالنبي - صلى الله عليه وسلم - . قال : يقول الحجاج : رأي عراقي . قال الحسن : هو ما أقول لك .

2650 - أنا محمد بن عبد الرحمن قال : نا عبيد الله بن عبد الرحمن ، نا زكريا بن يحيى قال : نا الأصمعي قال : نا خالد بن يزيد العلوي ، من بني علي بن سوك قال : " لما دخل الحسن على الحجاج ، فقال له : ما تقول في علي وعثمان ؟ قال : أقول فيهما كما قال من هو خير مني بين يدي من هو شر منك . قال : ومن ذاك الذي هو خير منك وشر مني ؟ قال : موسى وفرعون ، حين قال له فرعون : فما بال القرون الأولى قال علمها عند ربي .

2651 - أنا أحمد بن محمد الفقيه ، أنا محمد بن أحمد بن [ ص: 1465 ] حمدان قال : نا عثمان بن محمد قال : نا نصر بن علي قال : نا محمد بن سوار قال : نا سعيد بن أبي عروبة ، عن عامر الأحول ، عن الحسن قال : شهدت عليا بالمدينة وسمع صوتا ، فقال : ما هذا ؟ قالوا : قتل عثمان . قال : اللهم إني أشهدك إني لم أرض ولم أمالئ ، مرتين أو ثلاثا .

2652 - أنا علي بن عمر ، ثنا محمد بن جعفر المقري قال : نا أحمد بن سعيد قال : نا القاسم بن الحكم قال : نا أبو حمزة ثابت بن أبي صفية ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن محمد ابن الحنفية قال :

" لما قتل عثمان استخفى علي في دار لأبي عمر بن محصن الأنصاري ، فاجتمع الناس فدخلوا عليه الدار ، فتداكوا على يده ليبايعوه تداك الإبل الهيم على حياضها ، وقالوا : نبايعك .

قال : لا حاجة لي في ذلك ، عليكم بطلحة والزبير . قال : فانطلق إذا معنا .

- قال لي أبو أروى السدوسي : لا أحدثك إلا ما رأت عيناي وسمعت أذناي - ، فخرج علي وأنا معه في جماعة من الناس حتى أتينا طلحة بن عبيد الله ، فقال له :

" إن الناس قد اجتمعوا ليبايعوني ، ولا حاجة لي في بيعتهم ، فابسط يدك أبايعك على كتاب الله عز وجل وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - " ، فقال له طلحة :

أنت أولى بذلك مني وأحق ؛ لسابقتك وقرابتك ، وقد اجتمع لك من هؤلاء الناس من قد تفرق عني .

فقال له علي : أخاف أن تنكث بيعتي وتغدر بي . قال :

" لا تخافن ذلك ، فوالله لا ترى من قبلي أبدا شيئا تكرهه " . قال : الله عليك بذلك كفيل .

قال : الله علي بذلك كفيل . قال : ثم أتى الزبير بن العوام ، ونحن معه ، فقال له مثل ما قال لطلحة ، ورد عليه مثل الذي رد [ ص: 1466 ] عليه طلحة ، وكان طلحة قد أخذ لقاحا لعثمان ، ومفاتيح بيت المال ، وكان الناس قد اجتمعوا عليه ليبايعوه ، ولم يفعلوا ، فضربت الركبان بخبره إلى عائشة وهي بشراف ، فقالت : كأني أنظر إلى إصبعه تبايع بخب وغرر . قال سالم :

وقال ابن الحنفية : لما اجتمع الناس على علي قالوا له : إن هذا الرجل قد قتل ، ولا بد للناس من إمام ، ولا نجد لهذا الأمر أحق منك ، ولا أقدم سابقة ، ولا أقرب برسول الله - صلى الله عليه وسلم - رحما منك .

قال : لا تفعلوا ، فإني وزير خير مني لكم أميرا . قالوا : والله ما نحن بفاعلين أبدا حتى نبايعك .

وتداكوا على يده ، فلما رأى ذلك قال : إن بيعتي لا تكون في خلوة إلا في المسجد ظاهرا . وأمر مناديا ، فنادى : المسجد المسجد ، فخرج ، وخرج الناس معه ، فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال :

" حق وباطل ، ولكل أهل ، فلئن كثر الباطل لقديما بما فعل ، ولئن قل الحق ، ولربما ولقلما أدبر شيء فأقبل ، ولئن رد عليكم أمركم إنكم لسعداء ، وإني أخشى أن تكونوا في فترة ، وما علي إلا الجهد ، سبق الرجلان ، وقام الثالث ، ثلاثة واثنان ليس معهما سادس ، ملك مقرب ، ومن أخذ الله ميثاقه ، وصديق نجا ، وساع مجتهد ، وطالب يرجو أثر السادس ، هلك من ادعى ، وخاب من افترى ، اليمين والشمال مضلة ، والوسطى الجادة منهج عليه بما في الكتاب وآثار النبوة ، فإن الله أدب هذه الأمة بالسوط والسيف ، ليس لأحد فيهما عندنا هوادة ، فاستتروا بسوآتكم ، وأصلحوا ذات بينكم ، وتعاطوا الحق فيما بينكم ، فمن أبرز صفحته معاندا للحق هلك ، والتوبة من ورائكم . أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم .

فهي أول خطبة خطبها بعدما استخلف

[ ص: 1467 ] 2653 - أنا علي بن عمر ، أنا أحمد بن الحسن قال : نا الحسن بن علي قال : نا عباد بن موسى الختلي قال : نا إسماعيل بن جعفر ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون قال :

" حججت مع عمر رضي الله عنه حجتي ، وحضرته حين طعن ، فلم يمنعني من أن أكون في الصف المقدم إلا هيبته ، وكان رجلا مهيبا ، فكنت في الصف الذي يليه ، وكان عمر لا يكبر حتى يستقبل الصف المقدم بوجهه ، فإن كان متقدما في الصف أو متأخرا ضربه بالدرة ، فذلك الذي منعني أن أكون في الصف المتقدم ، فلما أقبل إلى الصلاة عرض له أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة ، فناجاه عمر غير بعيد ، ثم طعنه ثلاث طعنات بخنجر معه ، فسمعت عمر وهو باسط يديه ، وهو يقول : دونكم الكلب ، عندكم الكلب ، فإنه قد قتلني .

فماج الناس ، فجرح ثلاثة عشر ، فشد عليه رجل من خلفه ، فأخذ عضديه فضبطه ، واحتمل عمر إلى أهله ، وماج الناس بعضهم في بعض ، حتى قالوا :

الصلاة عباد الله طلعت الشمس ، فدفع عبد الرحمن فصلى بهم بأقصر سورتين في القرآن : " إذا جاء نصر الله والفتح " ، و " إنا أعطيناك الكوثر " ، ثم إن عمر رضي الله عنه بعث ابن عباس ، فنادى في الناس أعن ملأ منكم هذا ؟ قالوا :

معاذ الله ما علمنا ولا اطلعنا . ثم قال : ادعوا لي الطبيب .

فدعي له الطبيب ، فقال له : أي الشراب أحب إليك ؟ قال : النبيذ . قال : اسقوه نبيذا ، فسقي ، فخرج من بعض طعناته ، فقال الناس : هذا صديد ، اسقوه لبنا ، فخرج من بعض طعناته ، فقال : ما إخالك أن تمشي ، فافعل ما كنت فاعلا . فقال :

يا عبد الله ناولني الكتف ، فلو أراد الله عز وجل أن [ ص: 1468 ] يمضي ما فيها أمضاه . قال : أنا أكفيك محوها . قال : لا والله لا يمحوها أحد غيري . فمحاها عمر بيده . قال :

وكان فيها فريضة الجد ، ثم قال : ادعوا لي عليا ، وعثمان ، وطلحة ، والزبير ، وعبد الرحمن ، وسعدا . قال : فما كلم من القوم غير علي وعثمان ، فقال : يا علي ، لعل هؤلاء يعرفون لك قرابتك برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وما أعطاك من الفقه والعلم ، فإن وليت هذا الأمر فاتق الله فيه . قال :

ثم دعا عثمان ، فقال : يا عثمان ، لعل القوم يعرفون لك صهرك من رسول الله وشرفك ، فإن وليت هذا الأمر فاتق الله ، ولا تحمل بني أبي مغيرة على رقاب المسلمين . ثم قال :

ادعوا لي صهيبا . فدعوا له صهيبا ، فقال : صل بالناس ثلاثا ، واجعل هؤلاء القوم في بيت ، فإذا اجتمعوا على رجل ، فمن خالفهم فليضربوا عنقه . قال :

فلما أن أدبروا قال : إن ولوها الأجلح سلك بهم الطريق . يعني عليا ، فقيل : فما يمنعك يا أمير المؤمنين أن توليها إياه ؟ قال :

أن أتحملها حيا وميتا . ومات من الذين جرح أبو لؤلؤة ستة أو سبعة ، ودخل عليه كعب ، فقال :

الحق من ربك فلا تكن من الممترين ، قد أنبأتك أنك شهيد ، فقلت : من أين لي بالشهادة وأنا في جزيرة العرب ؟ "

التالي السابق


الخدمات العلمية