صفحة جزء
[ ص: 85 ] سياق

ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما حدث عن من خلا من الأمم التي قبله من الكرامات

29 - أخبرنا أبو محمد كوهي بن الحسن بن يوسف الفارسي قال : أنا أحمد بن القاسم بن نصر ، قال : ثنا أبو همام ، قال : ثنا علي بن مسهر ، قال : ثنا عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " بينا ثلاثة نفر فيمن كان قبلكم يمشون إذ أصابهم مطر فأووا إلى غار فانطبق عليهم ، فقال بعضهم لبعض : يا هؤلاء ، والله لا ينجيكم إلا الصدق [ ص: 86 ] فليدع كل رجل منكم بما يعلم الله أنه قد صدق فيه قال أحدهم : اللهم إن كنت تعلم أنه كان أجير لي عمل على فرق من أرز فذهب وتركه فزرعته ، فكان من أمره أني اشتريت من ذلك الفرق بقرا ثم أتاني يطلب أجره ، فقلت له : اعمد إلى تلك البقر فسقها ، فقال : إنما لي عندك فرق من أرز ، فقلت : اعمد إلى تلك البقر فسقها فإنها من ذلك فساقها ، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك فأفرج عنا ! فانساحت عنهم الصخرة ، وقال الآخر : اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أبوان شيخان كبيران فكنت آتيهم كل ليلة بلبن غنم لي ، فأبطأت عليهم ذات ليلة فرقدا وأهلي وعيالي يتضاغون من الجوع ، وكنت لا أسقيهم حتى يشرب أبواي فكرهت أن أوقظهما من رقدتهما وكرهت أن أرجع فيستيقظا لشربتهما ، فلم أزل أنتظرهما حتى طلع الفجر ، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا ! فانساحت عنهم الصخرة حتى نظروا إلى السماء ، وقال الآخر : اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي ابنة عم - من أحب الناس إلي - فإني راودتها عن نفسها فأبت علي إلا أن آتيها بمائة دينار ، فطلبتها حتى قدرت عليها فجئت بها فدفعتها إليها فأمكنتني من نفسها ، فلما قعدت بين رجليها قالت : اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه ؛ فقمت عنها وتركت لها المائة دينار فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا ! ففرج [ ص: 87 ] الله تعالى عنهم فخرجوا " أخرجه البخاري ومسلم .

30 - أخبرنا محمد بن الحسين الفارسي : أنا أحمد بن سعيد بن عثمان الثقفي : أنا محمد بن يحيى الذهلي ، ثنا أبو اليمان الحكم بن نافع ، قال : ثنا شعيب \ح .

30 / م وأنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن إسحاق المصري ، قال : ثنا إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، قال : ثنا أبو اليمان ، قال : ثنا شعيب ، عن الزهري ، قال : حدثني سالم بن عبد الله - أن عبد الله بن عمر ، قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم حتى أهواهم المبيت إلى غار فدخلوه وانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار . قالوا إنه والله لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله تعالى بصالح أعمالكم . قال رجل منهم : اللهم كان لي أبوان شيخان فكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا فنأى بي طلب الشجر يوما فلم أرح عليهما حتى ناما فحلبت لهما غبوقهما ، فجئتهما به ، فوجدتهما نائمين ، فتحرجت أن أوقظهما ، وكرهت أن أغبق قبلهما أهلا ، أو مالا ، فقمت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر ، فاستيقظا ، فشربا غبوقهما . اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة ، فانفرجت انفراجا لا يستطيعون الخروج منه .

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " وقال الآخر اللهم كانت لي ابنة عم [ ص: 88 ] كانت أحب الناس إلي فأردتها عن نفسها ، فامتنعت مني حتى أجحفت بها سنة من السنين ، فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ، ففعلت حتى إذا قدرت عليها قالت لي : لا أحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه ، فتحرجت من الوقوع عليها فانصرفت عنها - وهي أحب الناس إلي - وتركت الذهب الذي أعطيتها . اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها . قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ثم قال الثالث : اللهم إني استأجرت أجراء ، فأعطيتهم أجورهم غير رجل واحد منهم ترك الذي له وذهب ، فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال ، فجاءني بعد حين ، فقال : يا عبد الله ، أد إلي ... أجري . قلت له : كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق ، قال : يا عبد الله لا تستهزئ بي فقلت : لا أستهزئ بك . فأحرز ذلك كله ، فاستاقه فلم يترك منه شيئا . اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة فخرجوا من الغار يمشون
" . أخرجاه جميعا من حديث أبي اليمان ...

[ ص: 89 ] 31 - أخبرنا أحمد بن عبيد : أنا علي بن عبد الله قال : ثنا أحمد بن سنان ، قال : ثنا يزيد بن هارون \ح\

32 - وأنا أحمد بن الفرج بن منصور ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن ثابت ، قال : ثنا يعقوب الدورقي ، قال : ثنا يزيد بن هارون ، قال : أنا عبد العزيز بن الماجشون ، عن وهب بن كيسان ، عن عبيد بن عمير الليثي ، عن أبي هريرة : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " بينما رجل بأرض فلاة فسمع صوتا في سحابة : اسق حديقة فلان ، فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة فانتهى إلى الحرة ، فإذا هي أذناب شراج ، وإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت الماء فتبع الماء ، فإذا رجل قائم في حديقة يحول الماء بمسحاته ، فقال له : يا عبد الله ، ما اسمك ؟ قال : فلان : الاسم الذي سمع في السحابة ، فقال له : يا عبد الله ، لم سألتني عن اسمي ؟ قال : إني سمعت صوتا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول اسق حديقة فلان باسمك ، فما تصنع فيها ؟ قال : إن قلت هذا فإني أنظر إلى ما خرج منها فأتصدق بثلثه ، وآكل أنا وعيالي ثلثه ، وأرد فيها ثلثه " ، لفظ يعقوب أخرجه مسلم .

33 - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد ، وعبيد الله بن أحمد بن علي المقرئ ، قالا : " أنا الحسين بن يحيى بن عياش ، قال : ثنا الحسن بن محمد بن الصباح ، قال : ثنا سعيد بن سليمان ، قال : ثنا سليمان بن المغيرة ، عن حميد بن هلال ، قال : ثنا أبو رافع ، عن أبي هريرة \ح\

34 - وأنا الحسن بن عثمان ، قال : ثنا أحمد بن يوسف ، قال : ثنا [ ص: 90 ] الحارث بن محمد ، قال : ثنا أبو النضر ، قال : ثنا سليمان ، عن حميد ، عن أبي رافع ، عن أبي هريرة ، قال : ( كان جريج يتعبد في صومعته فأتته أمه فقالت : يا جريج ، أنا أمك كلمني ، قال أبو رافع : قال أبو هريرة : فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصف لنا صفتها ، فقالت : - هكذا وضعت يدها على وجهها - أنا أمك كلمني ! فصادفته يصلي ، فقال : اللهم أمي وصلاتي ، فاختار صلاته ، ثم جاءته الثانية فقالت : يا جريج أنا أمك كلمني ! فصادفته يصلي ، فقالت اللهم هذا جريج وإنه ابني ، وإني قد كلمته فلم يكلمني ، اللهم لا تمته حتى تريه المومسات ، قال : ولو دعت عليه أن يفتن لافتتن ، قال : وكان راعي ضأن يأوي إلى دير ، فخرجت امرأة من القرية فوقع عليها فحملت فولدت غلاما ، فقيل لها ممن هذا ؟ قالت : من صاحب الصومعة ، قال : فأقبلوا إليه بفئوسهم ومساحيهم ، فصوتوا به ، فصادفوه يصلي فلم يكلمهم ، فأخذوا يهدمون ديره فلما رأى ذلك نزل إليهم ، فقالوا له : سل هذه ، قال : فتبسم ، ثم مسح رأس الصبي ، فقال : ( من أبوك ؟ ) ، فقال : أبي راعي الضأن . فلما سمعوا ذلك منه قالوا : نبني لك ما هدمنا بالذهب والفضة ، قال : لا ولكن أعيدوه ترابا ثم علاه ) ، واللفظ لحديث [ ص: 91 ] أبي النضر أخرجه مسلم .

35 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس ، قال : ثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد ، قال : ثنا عيسى بن إبراهيم ، وأحمد بن عبد الرحمن القرشي قالا : ثنا عبد الله بن وهب ، قال : أخبرني جرير بن حازم ، عن أيوب السختياني ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : لم يكذب إبراهيم - عليه السلام - قط إلا ثلاث كذبات : اثنتين في ذات الله - عز وجل - قوله : إني سقيم ، وقوله : بل فعله كبيرهم هذا ، وواحدة في شأن سارة ؛ فإنه قدم أرض جبار ومعه سارة - وكانت من أحسن الناس - فقال لها : إن هذا الجبار إن يعلم أنك امرأتي يغلبني عليك ، فإن سألك فأخبريه أنك أختي - وإنك أختي في الإسلام - فإني لا أعلم اليوم مسلما غيري وغيرك ، فلما دخل أرضه رآها بعض أهل الجبار ، فأتاه ، فقال : لقد دخل أرضك امرأة لا ينبغي لها أن تكون إلا لك ؛ فأرسل إليها فأتي بها ، وقام إبراهيم - عليه السلام - إلى الصلاة ، فلما أن دخلت عليه لم يتمالك أن بسط يده إليها وتقبضت يده [ ص: 92 ] قبضة شديدة فقال لها : سلي الله أن يطلق يدي ولا أضرك ففعلت ، فانطلقت يده ، فعاد فقبضت يده أشد من القبضة الأولى ، فقال لها : سلي الله أن يطلق يدي ولا أضرك ، فعاد ، فقبضت يده أشد من القبضتين الأوليين ، فقال : سلي الله أن يطلق يدي ولك الله علي أن لا أضرك ، ففعلت ، فانطلقت يده فدعا الذي جاء بها ، فقال له : إنك إنما أتيتني بشيطان ولم تأتني بإنسان فلما رآها إبراهيم قال لهم مهيم ؟ قالت : خير ! كف الله يد الفاجر وأخدمني هاجر " . قال أبو هريرة : فتلك أمكم يا بني ماء السماء ، أخرجه البخاري ومسلم .

36 - أخبرنا أحمد بن عبيد ، أنا علي بن عبد الله بن مبشر ، قال : ثنا أحمد بن سنان . قال : أنا يزيد بن هارون ، أنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " تحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، قال : بينا رجل يسوق بقرة له فأعيا فركبها ، فالتفتت إليه فقالت : إني لم أخلق لهذا إنما خلقت لحراثة الأرض ! فقال من حول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : سبحان الله ، سبحان الله ! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " فإني آمنت به وأبو بكر وعمر " - وليسا في المجلس - فقال من حول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنا آمنا بما آمن به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

[ ص: 93 ] وقال : بينا رجل يسوق غنما له عدا الذئب على شاة منها فأخذها ، فأتبعه فطلبه ، فالتفت الذئب فقال : من لها يوم السبع ؟ يوم لا راعي لها غيري ؟

فقال من حول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : سبحان الله ! سبحان الله ! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإني آمنت به ، وأبو بكر ، وعمر - وليسا في المجلس - . فقال القوم : فإنا آمنا بما آمن به رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- . أخرجه البخاري ، ومسلم من حديث سعد بن إبراهيم ، وأبي الزناد ، عن سلمة ، وليس في حديثهما في بني إسرائيل .

37 - أنا علي بن محمد بن عمر ، أنا أحمد بن خالد الحروري ، قال : ثنا محمد بن حميد ، قال : ثنا يعقوب ، عن جعفر ، عن إسماعيل السدي ، قال : كان في بني إسرائيل ملك ، وكان في زمانه رجل قد أعطي الاسم الأكبر ، فطلبه الملك فاختفى منه الرجل حتى آذى في سببه أناسا ، فدخل عليه رجل ، فقال : أيها الرجل ، إن هذا الملك قد آذانا في سبيلك فاخرج إليه ، فخرج إليه ، فقال : أنت صاحب الاسم الأكبر ؟ ! قال : علمنيه . قال : ادع لي بثور لم يعتمل عليه . قال : فأتي بثور أحمر مجرم لا يقدر أحد على أن يدنو منه . [ ص: 94 ] قال : فقام إليه الرجل صاحب الاسم الأكبر فتكلم في أذنه بشيء فتساقط الثور جمرا ، فقال للملك لتنتهين عن بني إسرائيل وما تفعل بهم وإلا نزل بك ما نزل بالثور . فكف عن بني إسرائيل .

38 - أخبرنا أحمد بن عبيد ، قال : أنا محمد بن الحسين الزعفراني ، قال : ثنا أحمد بن زهير ، قال : ثنا أبي قال : ثنا عمرو بن عاصم ، ثنا همام ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرة ، أن أبا هريرة حدثه : أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : إن ثلاثة من بني إسرائيل : أبرص ، وأقرع ، وأعمى أراد الله تعالى أن يبتليهم فبعث إليهم ملكا فأتى الأبرص فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : لون حسن وجلد حسن قد قذرني الناس ، قال : فمسحه فذهب عنه ، وأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا ، قال : أي المال أحب إليك ؟ قال : الإبل - أو قال : البقر - شك ابن أبي طلحة إلا أن الأبرص ، أو الأقرع قال : أحدهما الإبل ، وقال الآخر : البقر فأعطي ناقة عشراء قال : فقال : يبارك لك فيها . فأتى الأقرع ، فقال : أي شيء أحب إليك ؟ فقال : شعر حسن ويذهب عني هذا قد قذرني الناس ، فمسحه فذهب عنه ، وأعطي شعرا حسنا ، قال : فأي المال أحب إليك ؟ قال : البقر . قال : فأعطي بقرة حاملا [ ص: 95 ] وقال : يبارك لك فيها ، ثم أتى الأعمى ، فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : أن يرد الله بصري فأبصر به الناس ، فمسحه ، فرد الله إليه بصره ، قال : فأي المال أحب إليك ؟ قال : الغنم . قال : فأعطي شاة والدا ، فأنتج هذان وولد هذا ، فكان لهذا واد من الإبل ، ولهذا واد من البقر ، ولهذا واد من الغنم ، ثم أتى الأبرص في صورته وهيئته وقال : رجل مسكين قد تقطعت بي الحبال ، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك ، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن ، والجلد الحسن والمال - بعيرا أتبلغ عليه في سفري ،

قال : إن الحقوق كثيرة ، قال : كأني أعرفك ! ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيرا ، فأعطاك الله تعالى ؟ قال : لقد ورثت هذا المال كابرا عن كابر . قال : إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت ، وأتى الأقرع في صورته ، فقال له مثل ذلك ، فرد عليه مثل ما رد عليه هذا . ثم أتى الأعمى في صورته وهيئته ، فقال : رجل مسكين ، وابن سبيل ، تقطعت بي الحبال في سفري ، قال : كنت أعمى ، فرد الله إلي بصري ، وفقيرا فأغناني ، فخذ ما شئت ، فوالله لا أمنعك اليوم شيئا أخذته لله عز وجل ، قال : أمسك مالك ، إنما ابتليتم ، قد رضي الله عنك ، لا أسألك اليوم شيئا ، وسخط على صاحبيك
. أخرجه البخاري ، ومسلم .

[ ص: 96 ] 39 - أخبرنا الحسن بن محمد بن أحمد البلخي ، قال : ثنا أحمد بن الخليل ، قال : ثنا يونس بن محمد ، ثنا الليث بن سعد ، عن جعفر بن ربيعة ، \ح\ :

40 - وأنا محمد بن علي بن النضر ، قال : أنا محمد بن جعفر المقرئ ، قال : ثنا صالح بن محمد الرازي ، قال : ثنا عاصم بن علي ، قال : ثنا الليث ، عن جعفر بن ربيعة ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أن رجلا من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار ، فقال : ائتني بشهداء أشهدهم . فقال : كفى بالله شهيدا ، فقال : ائتني بكفيل ، فقال : كفى بالله كفيلا . قال : صدقت ، فدفعها إليه إلى أجل مسمى ، فخرج في البحر فقضى حاجته ، ثم التمس مركبا يقدم عليه لأجله الذي أجله ، فلم يجد مركبا ، فأخذ خشبة فنقرها ، فأدخل فيها الدنانير وصحيفة منه إلى صاحبه ، ثم سد موضعها ثم أتى بها البحر ، فقال : اللهم إنك تعلم أني تسلفت من فلان ألف دينار ، فسألني كفيلا ، فقلت : كفى بالله كفيلا ، ورضي بك ، وسألني شهودا ، فرضي بك ، وإني قد جهدت أن أجد مركبا [ ص: 97 ] أبعث إليه الذي له ، فلم أجد مركبا ، وإني أستودعكها ، فرمى بها في البحر ، حتى ولجت ، ثم انصرف وهو في ذلك يطلب مركبا يخرج إلى بلده ، فخرج الرجل الذي كان أسلفه رجاء أن يكون مركب قد جاء بماله ، فإذا تلك الخشبة التي فيها المال ، فأخذها لأهله حطبا ، فلما كسرها وجد المال والصحيفة ، ثم قدم الذي كان تسلف منه ، فأتاه بألف دينار ، ثم قال : والله مازلت جاهدا في طلب مركب لآتيك بمالك ، فما وجدت مركبا قبل الذي جئت فيه ، فقال له : هل كنت بعثت إلي بشيء ؟ قال : إني أخبرك أني لم أجد مركبا قبل الذي جئت فيه ، قال : إن الله قد أدى عنك الذي بعثت به في الخشبة ، فانصرف بمالك راشدا " .

استشهد به البخاري قال الليث : حدثني جعفر بن ربيعة .

التالي السابق


الخدمات العلمية