صفحة جزء
[ ص: 102 ] سياق

ما شوهد في أيام النبي - صلى الله عليه وسلم - من أصحابه من كرامات

( أسيد بن حضير ، وعباد بن بشر )

46 - أخبرنا عيسى بن علي ، قال : أنا عبد الله بن [ ص: 103 ] محمد بن عبد العزيز ، قال : ثنا عبيد الله بن محمد بن عائشة ، قال : ثنا حماد بن سلمة \ح\

47 - وأنا أحمد بن عبيد ، أنا علي بن عبد الله بن مبشر ، قال : ثنا أحمد بن سنان ، قال : ثنا بهز بن أسد ، قال : ثنا حماد بن سلمة ، قال : أنا ثابت ، عن أنس : أن أسيد بن حضير ، وعباد بن بشر كانا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ليلة ظلماء حندس ، فلما خرجا أضاءت عصا أحدهما ، فجعلا يمشيان بضوئها ، فلما تفرقا أضاءت عصا الآخر ، واللفظ لحديث بهز ، صحيح على شرط مسلم ، استشهد به البخاري .

48 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن القاسم ، وعلي بن محمد بن عبد الله قالا : أنا إسماعيل بن محمد ، قال : ثنا أحمد بن منصور ، قال : ثنا عبد الرزاق ، قال : أنا معمر ، عن ثابت ، عن أنس : أن أسيد بن حضير الأنصاري ، ورجلا آخر من الأنصار تحدثا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - في حاجة لهما حتى ذهب من الليل ساعة وليلة شديدة [ ص: 104 ] الظلمة ، ثم خرجا من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينقلبان وبيد كل واحد منهما عصية ، فأضاءت عصا أحدهما لهما حتى مشيا في ضوئها ، حتى إذا افترقت لهما الطريق أضاءت للآخر عصاه ، فمشى كل واحد منهما في ضوء عصاه حتى بلغ أهله .

49 - أخبرنا محمد بن الحسن بن الفضل الهاشمي ، وعمر بن زكار ، وعبيد الله المقرئ قالوا : أنا الحسين بن إسماعيل ، قال : ثنا علي بن مسلم ، قال : ثنا حبان ، عن همام ، عن قتادة ، عن أنس : أن رجلين خرجا من عند النبي - صلى الله عليه وسلم - في ليلة مظلمة ، فإذا نور بين أيديهما حتى تفرقا ، فتفرق النور معهما . واللفظ لحديث عمر بن زكار أخرجه البخاري ، عن علي بن مسلم .

50 - أنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب ، أنا محمد بن هارون الروياني ، قال : ثنا محمد بن بشار ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، قال : سمعت البراء \ح\

51 - وأخبرنا أحمد بن عبيد ، أنا علي بن عبد الله بن مبشر ، قال : [ ص: 105 ] ثنا أحمد بن سنان ، قال : ثنا وهب بن جرير ، قال : ثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن البراء ، قال : قرأ رجل سورة الكهف وفي الدار دابة ، فجعلت تنفر ، فنظر فإذا ضبابة أو سحابة قد غشيته ، فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : ( اقرأ فلان ، فإنها السكينة نزلت عند القرآن ، أو نزلت للقرآن ) أخرجه البخاري ، ومسلم .

52 - أنا عبد الله بن إبراهيم الرياحي ، قال : ثنا أحمد بن يوسف ، قال : ثنا أحمد بن إبراهيم ، قال : ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ، قال : حدثني الليث ، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد ، عن عبد الله بن خباب ، عن أبي سعيد الخدري ، عن أسيد بن حضير : أنه كان من أحسن الناس صوتا بالقرآن ، قال : فقرأت ليلة سورة البقرة - وفرس لي - مربوط ، ويحيى ابني مضطجع قريب منه - فجالت جولة ، فقمت ، مالي هم إلا ابني يحيى ، فسكنت الفرس ، ثم قرأت فجالت الفرس ، فقمت ليس لي هم إلا ابني، [ ص: 106 ] ثم قرأت فجالت ، فرفعت رأسي ، فإذا بشيء كهيئة الظلة فيها المصابيح تقبل من السماء ، فهالني ، فسكت ، فلما أصبحت غدوت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته ، فقال : ( اقرأ أبا يحيى ) فقلت : قد قرأت فجالت الفرس ، فقمت ليس لي هم إلا ابني يحيى فقال : ( اقرأ أبا يحيى ) فقلت : قد قرأت فجالت الفرس ، فقمت ليس لي هم إلا ابني يحيى ، فقال : ( اقرأ يا ابن حضير ) فقلت : قد قرأت يا رسول الله فرفعت رأسي فإذا كهيئة الظلة فيها مصابيح ، فهالني ، فقال : ( تلك الملائكة دنوا لصوتك ، ولو قرأت حتى تصبح لأصبح الناس ينظرون إليهم ) استشهد به البخاري .

53 - أخبرنا محمد بن الحسين الفارسي ، أنا أحمد بن سعيد [ ص: 107 ] الثقفي ، قال : ثنا محمد بن يحيى الذهلي ، قال : أنا عبد الرزاق ، قال أنا معمر ، عن الزهري ، عن عمرو بن أبي سفيان الثقفي ، عن أبي هريرة ، قال : بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية عينا وأمر عليهم عاصم بن ثابت ، وهو جد عاصم بن عمر ، فانطلقوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق بين عسفان ومكة نزولا ، ذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان ، فتبعوهم يقرب من مائة رجل رام ، فاقتفوا آثارهم حتى نزلوا منزلا نزلوه ، فوجدوا فيه تمرا تزودوه من تمر المدينة ، فقالوا : هذا من تمر يثرب ، فاتبعوا آثارهم حتى لحقوهم ، فلما رآهم عاصم بن ثابت وأصحابه لجئوا إلى فدفد ، وجاء القوم فأحاطوا بهم ، فقالوا : لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا لا نقتل منكم رجلا ، فقال عاصم : أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر ، اللهم أخبر عنا رسولك ، فقاتلوهم فرموهم حتى قتلوا ( عاصما في سبعة نفر ) ، ( فنزل إليهم ثلاثة رهط ، وبقي خبيب وزيد ) ورجل آخر ، فأعطوهم العهد والميثاق ، فلما استمكنوا منهم حلوا أوتار قسيهم فربطوهم بها ، فقال الرجل الثالث الذي معهما : هذا أول الغدر فأبى أن يصحبهم ، فجرجروه فأبى أن يتبعهم ، فضربوا عنقه ، وانطلقوابخبيب وزيد بن الدثنة حتى باعوهما بمكة ، فاشترى خبيبا بنو الحارث بن نوفل ، وكان قتل الحارث يوم بدر ، فمكث عندهم أسيرا حتى إذا أجمعوا على قتله استعار موسى [ ص: 108 ] من إحدى بنات الحارث يستحد بها فأعارته ، قالت : فغفلت عن صبي لي ، فدرج إليه ، قالت : فأخذه فوضعه على فخذه ، فلما رأيته فزعت فزعا عرفه في والموسى في يده ، فقال : أتخشين أن أقتله ؟ ما كنت لأفعل ذلك إن شاء الله ، قال : فكانت تقول : ما رأيت أسيرا خيرا من خبيب ، لقد رأيته يأكل من قطف عنب ، وما بمكة ثمرة ، وإنه لموثق في الحديد ، وما كان إلا رزقا رزقه الله إياه ، قال : ثم خرجوا به من الحرم ليقتلوه ، فقال : دعوني أصلي ركعتين ، قال : فصلى ركعتين ، ثم قال : لولا أن تروا أن ما بي جزع من الموت لزدت ، قال : وكان أول من سن الركعتين عند القتل ، ثم قال : اللهم أحصهم عددا ، ثم أنشد :

ما أبالي حين أقتل مسلما على أي شق كان في الله مصرعي     وذلك في ذات الإله وإن يشأ
يبارك على أوصال شلو ممزع

ثم قام إليه عقبة بن الحارث فقتله ، قال : وبعثت قريش إلى عاصم ليؤتوا بشيء من جسده يعرفونه ، وكان قتل عظيما من عظمائهم يوم بدر ، فبعث الله تعالى عليه مثل [ ص: 109 ] الظلة من الدبر ، فحمته من رسلهم ، فلم يقدروا على شيء منه
، أخرجه البخاري من حديث هشام ، عن معمر .

54 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن الهيثم الأنباري ، قال : أنا إسماعيل بن محمد ، قال : أنا أحمد بن منصور ، قال : ثنا عبد الرزاق ، قال : أنا معمر ، عن قتادة ، عن أنس ، قال : قال أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - : يا رسول الله ، إنا إذا كنا عندك رأينا من أنفسنا ما نحب ، فإذا رجعنا إلى أهلنا فخالطناهم أنكرنا أنفسنا . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الخلا لصافحتكم الملائكة حتى تظلكم بأجنحتها عيانا " قال عبد الرزاق : قال هو أو غيره : ساعة وساعة .

التالي السابق


الخدمات العلمية