صفحة جزء
[ ص: 183 ] سياق

ما روي من كرامات سعيد بن المسيب - رحمة الله عليه -

120 - حدثنا أحمد بن عبيد قال : أنا أحمد بن الحسين قال : ثنا أحمد بن زهير قال : ثنا محمد بن سليمان لوين قال : ثنا عبد الحميد بن سليمان ، عن أبي حازم ، عن سعيد بن المسيب قال : لقد رأيتني في ليالي الحرة وما في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحد غيري ، وما يأتي وقت صلاة إلا سمعت الأذان من القبر ، ثم أقيم فأصلي ، وإن أهل الشام ليدخلون المسجد زمرا ، فيقولون : انظروا إلى هذا الشيخ المجنون .

[ ص: 184 ] 121 - أنا أحمد ، أنا محمد قال : نا أحمد بن زهير قال : نا يحيى بن أيوب قال : نا عبد الله بن كثير قال : قدم بعض أمراء المدينة واليا عليها ، قال : فأتاه علي بن الحسين ، والقاسم بن محمد ، وسالم بن عبد الله ، وذكر نفرا من قريش ، فقال : أيكم سعيد بن المسيب ؟ قال : فقال له علي بن حسين : إن سعيدا ليلزم مسجده ، ويجفو الأمراء ، فقال : تأتيني أنت - يعني علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب - ، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، وسالم بن عبد الله - يعني ابن عمر بن الخطاب - ، وسمى أولئك الذين أتوه من قريش ، ولم يأتني ؟ والله لأضربن عنقه ، ثم والله لأضربن عنقه ، ثم والله لأضربن عنقه ، قال : فقال علي بن الحسين : فضاق بنا المجلس حتى قمنا ، فأتيت سعيد بن المسيب ، فجلست إليه ، وذكرت له ما قال ، وقلت : تخرج إلى العمرة ؟ فقال : ما حضرتني في ذلك نية ، وإن أحب الأعمال إلي ما نويت ، قال : فقلت فتصير إلى منزل بعض إخوانك ؟ قال : فما أصنع بهذا المنادي الذي ينادي كل يوم خمس مرات ؟ ! [ ص: 185 ] والله لا يناديني إلا أتيته ، قلت : فتحول عن مجلسك إلى ... هذا المسجد ، فإنك إذا طلبت إنما تطلب في مجلسك ، قال : ولم أدع مجلسا عودني الله فيه من الخير ما عودني ؟ ! قال : قلت : أي أخي ، أما تخاف ؟ قال : أما إذ ذكرت يا أخي : فإن الله تعالى ليعلم أني لا أخاف شيئا غيره ، ولكن أول ما أقول وأوسطه وآخره حمدا لله ، وثناء عليه ، وصلاة على محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وأسأل الله تعالى أن ينسيه ذكري ، قال : فمكث ذلك الأمير على المدينة ما شاء الله لم يذكره ... ، قال : فبينا هو ذات يوم على منزل من المدينة وغلام له يوضئه ، إذ قال للغلام : أمسك واسوأتاه من علي بن الحسين ، والقاسم بن محمد ، وسالم ، إني حلفت أن أقتل سعيد بن المسيب ، والله ما ذكرته في ساعة من ليل ولا نهار حتى ساعتي هذه ، فقال له غلامه : أي مولاي ، فما أراد الله بك خير مما أردت بنفسك .

التالي السابق


الخدمات العلمية