صفحة جزء
[ ص: 82 ] سياق ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحث على التمسك بالكتاب والسنة ، وعن الصحابة والتابعين ومن بعدهم ، والخالفين لهم من علماء الأمة - رضي الله عنهم أجمعين

79 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس ، أنبا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، ثنا أحمد بن صالح ، أنبا أسد بن موسى ، أنبا معاوية بن صالح ، حدثني ضمرة بن حبيب ، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي ، أنه سمع عرباض بن سارية السلمي يقول : وعظنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موعظة دمعت منها الأعين ، ووجلت منها القلوب ، قلنا : " يا رسول الله إن هذه موعظة مودع ، فبم تعهد إلينا ؟ قال : " قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها ، لا يرجع عنها بعدي إلا هالك ، ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ ، وعليكم بالطاعة وإن كان عبدا حبشيا ، وإنما المؤمن كالجمل الأنف حيث قيد انقاد " .

[ ص: 83 ] قال أبو جعفر - يعني أحمد بن صالح : ليس في حديث ضمرة هذه الكلمة : " وإنما المؤمن .. إلى آخره .

80 - أخبرنا محمد بن عمر بن محمد بن حميد ، أنبا أحمد بن عبد الله الوكيل ، أنبا عمرو بن علي ، ثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد ، نا ثور \ح\

81 - وأخبرنا يحيى بن إسماعيل بن زكريا النيسابوري ، أنبا أبو حامد أحمد بن الحسين الشرقي ، ثنا محمد بن يحيى ، ثنا عبد الملك بن الصباح ، وأبو عاصم ، قالا : حدثنا ثور ، عن خالد بن معدان ، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي ، عن العرباض بن سارية ، وكان ممن أنزل الله فيهم : ( ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم ) .. الآية ، قال : فدخلنا فسلمنا عليه وقلنا : أتيناك زائرين وعائدين ومقتبسين . فقال : صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال أبو عاصم : " صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصبح يوما ، فأقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها الأعين ، ووجلت منها القلوب ، قال : " قلنا : " يا رسول الله ، كأن هذه موعظة مودع ، فماذا تعهد إلينا ؟ " قال أبو عاصم في حديثه - : " فأوصنا " ، قال : " أوصيكم عباد الله بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا ، فإنه من يعش منكم فسيرى بعدي اختلافا كثيرا ، وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل [ ص: 84 ] بدعة ضلالة " . واللفظ لمحمد بن يحيى ، ولفظ عمرو بن علي عن أبي عاصم قريب منه .

[ ص: 85 ] 82 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن ، ثنا يحيى بن صاعد ، ثنا الحسين بن الحسن المروزي ، ثنا عبد الوهاب ، \ح\

83 - وأنبأ أحمد بن عمر بن محمد ، أنبا أحمد بن محمد بن إسماعيل ، ثنا الحسن بن محمد بن الصباح ، ثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد ، ثنا جعفر بن محمد ، عن أبيه :

عن جابر ، قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " أما بعد ، فأحسن الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة " . أخرجه مسلم .

84 - وأخبرنا محمد بن أحمد بن علي بن حامد ، ثنا أحمد بن السري بن صالح ، ثنا يعقوب بن سفيان ، ثنا سعيد بن أبي مريم ، ثنا محمد بن جعفر ، ثنا موسى بن عقبة ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إنما هما اثنان : الكلام والهدي ، فأحسن الكلام كلام الله ، وأحسن الهدي هدي محمد ، ألا وإياكم ومحدثات الأمور ، وإن شر الأمور محدثاتها ، وإن كل محدثة بدعة ، ألا لا يطول عليكم الأمد فتقسو قلوبكم " .

[ ص: 86 ] 85 - أخبرنا محمد بن أبي بكر ، أنبا محمد بن مخلد ، حدثني أيوب بن الوليد ، أنبا أبو معاوية ، ثنا الأعمش ، عن جامع بن شداد ، عن الأسود بن هلال ، قال : قال عبد الله : " إن أحسن الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وإن أحسن الكلام كلام الله ، وإنكم ستحدثون ويحدث لكم ، فكل محدث ضلالة ، وكل ضلالة في النار " . وأتى بصحيفة فيها حديث قال : " فأمر بها فمحيت ثم غسلت ثم أحرقت ، ثم قال : " بهذا هلك أهل الكتاب قبلكم ، نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون ، أنشدت الله رجلا يعلمها عند أحد إلا أعلمني به ، والله لو أني أعلم أنها بدير هند لتبلغت إليها " .

86 - أخبرنا عبيد الله بن أحمد ، ثنا أحمد بن علي بن العلاء ، ثنا يوسف بن موسى ، ثنا أبو أسامة ، عن بريد ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قومه فقال : يا قوم إني رأيت الجيش بعيني ، وإني النذير العريان فالنجاء ، فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا وانطلقوا على مهلهم فنجوا ، وكذبت طائفة منهم ، فأصبحوا على مكانتهم ، فصبحهم الجيش [ ص: 87 ] فأهلكهم واستباحهم ، فذلك مثلي ومثل من أطاعني واتبع ما جئت به ، ومثل من عصاني وكذب ما جئت به من الحق " . أخرجه البخاري ومسلم .

87 - أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي ، أنبا أحمد بن علي بن العلاء ، ثنا يوسف بن موسى ، ثنا أبو أسامة ، عن بريد ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا ، فكانت منها طائفة طيبة فقبلت الماء وأنبتت الكلأ والعشب الكثير ، وكانت طائفة منها أجادب أمسكت الماء ؛ فنفع شربها الناس ؛ فشربوا منها وسقوا ورعوا ، وأصاب طائفة منها أخرى هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ، ولا تقبل هدى الله الذي أرسلت به " . أخرجه البخاري ومسلم .

80 - أخبرنا عبيد الله بن عثمان بن علي ، ثنا عثمان بن جعفر ، ثنا [ ص: 88 ] يوسف بن موسى ، ثنا جرير ، وابن فضيل - واللفظ لجرير عن أبي حيان التيمي - عن يزيد بن حيان ، قال : " انطلقت أنا وحصين بن سبرة ، وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم ، فجلسنا إليه قال حصين : " يا زيد ، رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصليت خلفه وسمعت حديثه وغزوت معه ، لقد أصبت يا زيد خيرا كثيرا ، حدثنا يا زيد بما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما شهدت معه قال : " يا ابن أخي ، لقد قدم عهدي ، وكبرت سني ، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما حدثتكم فاقبلوا ، وما لا أحدثكم فلا تكلفوني .

قام فينا النبي - الله صلى الله عليه وسلم - يوما خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ، ثم قال : " أما بعد :

فإنما أنا بشر ، يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب ، وإني تارك فيكم ثقلين ، أولهما كتاب الله - عز وجل - فيه الهدى والنور ، من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ، ومن تركه وأخطأه كان على الضلالة ، وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي .. ثلاث مرات
" . ( أخرجه مسلم ) .

89 - أخبرنا عيسى بن علي بن عيسى ، أنبا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، ثنا داود بن عمرو ، ثنا صالح بن موسى ، \ح\

90 - وأخبرنا الحسن بن عثمان ، ثنا حمزة بن محمد بن العباس ، ثنا عبد الكريم بن الهيثم ، ثنا صالح بن موسى ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن أبي صالح ، [ ص: 89 ] عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " إني قد خلفت فيكم ما لن تضلوا بعدهما أبدا ما أخذتم بهما أو عملتم بهما : كتاب الله وسنتي ، فلن يتفرقا حتى يردا على الحوض " .

91 - أخبرنا الحسن بن عثمان ، أنبا محمد بن عبد الله بن إبراهيم ، ثنا موسى بن سهل ، ثنا داود بن المحبر ، حدثني بكر بن الأسود ، قال : سمعت الحسن يقول : " إن أغبط الناس قوم قرءوا هذا القرآن وعملوا بسننه ، وإن أحق الناس بهذا قوم عملوا بما فيه وإن كانوا لا يقرءونه ، وإن هذا القرآن وثاق أوثق الله به المؤمنين " .

92 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس ، ثنا يحيى بن محمد بن صاعد ، ثنا محمد بن زياد ، ثنا حماد بن زيد ، عن عاصم \ح\

93 - وأخبرنا أحمد بن عبيد ، أنبا علي بن عبد الله بن مبشر ، ثنا أحمد بن سنان ، ثنا عمرو بن عون ، ثنا حماد بن زيد ، \ح\

[ ص: 90 ] 94 - وأخبرنا الحسن بن عثمان ، أنبا إسماعيل بن محمد ، ثنا عباس بن محمد ، ثنا يزيد بن هارون ، ثنا حماد بن زيد ، عن عاصم بن أبي النجود ، عن أبي وائل ، عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : خط لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطا فقال : " هذا سبيل الله " ، ثم خط في جانبه خطوطا . زاد محمد بن زياد في حديثه عن حماد " يمينا وشمالا ، ثم قال : " هذه سبل " ، زاد يزيد بن هارون ، " متفرقة ، على كل سبيل منها شيطان يدعو " ثم قرأ هذه الآية : ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) . وهذا لفظ يزيد بن هارون وابن زياد .

95 - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد ، أنبا الحسين بن إسماعيل ، ثنا أبو هشام الرفاعي ، ثنا حفص ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن جابر ، قال : خط لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطا فقال : " هذا سبيل " ، ثم خط خططا فقال : " هذه سبل الشيطان ، فما منها سبيل إلا عليها [ ص: 91 ] شيطان يدعو إليه الناس ، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبه ، وأنا تارك فيكم الثقلين : أولهما كتاب الله - عز وجل - فيه الهدى والنور ، من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ، ومن تركه وأخطأه كان على الضلالة ، وأهل بيتي أذكركم الله عز وجل في أهل بيتي ، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " .

96 - أخبرنا كوهي بن الحسن ، ثنا أحمد بن القاسم بن نصر ، ثنا الحسن بن حماد - سجادة - ، ثنا يزيد بن هارون ، عن حماد بن زيد ، عن علي بن زيد ، عن أبي عبيدة ، عن عبد الله أنه قرأ : ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل ) وقال : " على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه " .

97 - أخبرنا كوهي بن الحسن ، أنبا أبو حامد محمد بن هارون [ ص: 92 ] الحضرمي ، ثنا نصر بن علي ، ثنا سفيان ، عن سالم أبي النضر - أو زيد بن أسلم - عن عبد الله بن أبي رافع ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم \ح\

98 - وأخبرنا محمد بن علي بن محمد اليساوي ، ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، ثنا الربيع بن سليمان ، أنبا الشافعي ، أنبا سفيان بن عيينة ، أنبا سالم أبو النضر أنه سمع عبيد الله بن أبي رافع يحدث عن أبيه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول : ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه " .

[ ص: 93 ] زاد الشافعي - رضي الله عنه :

قال سفيان : " وحدثنيه محمد بن المنكدر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله .

قلت : " وذكر نصر زيد بن أسلم في الإسناد وهم ورواه أحمد بن حنبل ، وعبد الله بن محمد النفيلي وغيرهما عن سفيان مثل رواية الشافعي ، وهو الصواب .

99 - أخبرنا عيسى بن علي ، أنبا عبد الله بن محمد البغوي ، ثنا عبد الرحمن بن صالح ، أنبا عيسى بن يونس ، عن الأوزاعي ، عن حسان بن عطية ، قال : " كان جبريل - صلى الله عليه وسلم - ينزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - بالسنة كما ينزل القرآن عليه ، يعلمه إياها كما يعلمه القرآن " .

[ ص: 94 ] 100 - أخبرنا محمد بن عثمان بن محمد ، ثنا سعيد بن محمد الحناط ، ثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ، ثنا سفيان بن عيينة ، عن هلال الوزان ، قال : حدثنا شيخنا القديم عبد الله بن عكيم - وكان قد أدرك الجاهلية - قال : أرسل إليه الحجاج يدعوه ، فلما أتاه قال : كيف كان عمر يقول ؟ قال : كان عمر يقول : " إن أصدق القيل قيل الله ، ألا وإن أحسن الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة ضلالة ، ألا وإن الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم ، ولم يقم الصغير على الكبير ، فإذا قام الصغير على الكبير فقد " .

101 - أخبرنا الحسن بن عثمان ، أنبا إسماعيل بن محمد ، أنبا الحسن بن مكرم ، ثنا الحسن بن قتيبة ، عن مغيرة السراج ، وسفيان الثوري ، وشعبة بن الحجاج ، وإسرائيل ، ومطر ، ومالك بن مغول ، وعبد الرحمن المسعودي ، وشريك ، وأبي بكر بن عياش ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن وهب ، قال : قال عبد الله : " لا يزال الناس بخير ما أتاهم العلم من قبل كبرائهم ، فإذا أتاهم العلم من قبل أصاغرهم هلكوا " .

[ ص: 95 ] 102 - أخبرنا الحسين بن علي بن زنجويه ، أنبا محمد بن هارون بن الحجاج المقري القزويني ، ثنا أبو زرعة الرازي ، ثنا موسى بن أيوب النصيبي ، ثنا ابن المبارك ، عن ابن لهيعة ، عن بكر بن سوادة ، عن أبي أمية الجمحي ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " إن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر " . قال موسى : قال ابن المبارك : الأصاغر من أهل البدع .

103 - أخبرنا عبيد الله بن محمد بن أحمد ، ثنا أحمد بن محمد بن الصباح الهروي ، قال : سمعت أبا حامد قال : سمعت إبراهيم الحربي يقول في قوله : " لا يزالون بخير ما أتاهم العلم من قبل كبرائهم " .

معناه أن الصغير إذا أخذ بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والصحابة والتابعين فهو كبير ، والشيخ الكبير إن أخذ بقول أبي حنيفة وترك السنن فهو صغير " .

[ ص: 96 ] 104 - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر ، أنبا محمد بن أحمد بن يعقوب ، ثنا جدي يعقوب بن شيبة ، ثنا يعلى بن عبيد ، ومحاضر بن المورع ، قالا : ثنا الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي عبد الرحمن ، قال : قال عبد الله : " اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم " . زاد محاضر : " كل بدعة ضلالة " .

105 - أخبرنا كوهي بن الحسن ، أنبا أحمد بن القاسم ، أنبا الحسن بن حماد سجادة ، ثنا هاشم بن القاسم ، عن أبي جعفر الرازي ، عن العلاء بن المسيب ، عن أبيه ، قال : قال عبد الله \ح\

106 - وأخبرنا محمد بن عمر بن حميد البزار ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن أبي سعيد البزاز ، ثنا يوسف بن يعقوب ، ثنا محمد بن سابق ، ثنا أبو جعفر الرازي ، عن العلاء بن المسيب ، عن أبيه ، قال : قال عبد الله : " إنا نقتدي ولا نبتدي ، ونتبع ولا نبتدع ، ولن نضل ما [ ص: 97 ] تمسكنا بالأثر " لفظهما سواء .

107 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن ، ثنا يحيى بن محمد بن صاعد ، ثنا يوسف بن سعيد بن مسلم ، ثنا خلف بن تميم ، ثنا سعيد بن صالح الأسدي ، ثنا واصل بن حيان الأحدب ، عن عاتكة بنت جزء ، قالت : أتينا عبد الله بن مسعود فسألناه عن الدجال ، قال لنا : " لغير الدجال أخوف عليكم من الدجال ، أمور تكون من كبرائكم فأيما مرية أو رجيل أدرك ذاك الزمان ، فالسمت الأول السمت الأول ، فأما اليوم على السنة " .

108 - أخبرنا كوهي بن الحسن ، أنبا أحمد بن القاسم ، ثنا الحسن بن حماد سجادة ، ثنا إسماعيل بن إبراهيم ، ثنا أيوب ، عن أبي قلابة ، عن ابن مسعود ، قال : " عليكم بالعلم قبل أن يقبض ، وقبضه أن يذهب أهله " - أو قال أصحابه - وقال : " عليكم بالعلم ، فإن أحدكم لا يدري متى يفتقر إليه أو يفتقر إلى ما عنده ، وإنكم ستجدون أقواما يزعمون أنهم يدعونكم إلى كتاب الله وقد نبذوه وراء ظهورهم ، فعليكم بالعلم ، وإياكم والتبدع ، وإياكم والتنطع ، وإياكم والتعمق ، وعليكم بالعتيق " .

109 - أخبرنا محمد بن عمر بن حميد ، أنبا أحمد بن عبد الله الوكيل ، ثنا حماد بن الحسين ، ثنا أزهر عن ابن عون ، [ ص: 98 ] عن محمد بن سيرين قال : كانوا يرونه على الطريق ما دام علي الأثر .

110 - وأخبرنا أحمد بن عبيد ، أنبا محمد بن الحسين ، ثنا أحمد بن زهير ، ثنا عبيد الله بن عمر ، ثنا أزهر ، عن ابن عون ، عن محمد بن سيرين ، قال : " كانوا يرون أنهم على الطريق ما كانوا على الأثر " .

111 - وأخبرنا أحمد بن عبيد ، ثنا محمد بن الحسين ، ثنا أحمد بن زهير ، ثنا عبد الله بن عمر ، ثنا أزهر ، عن ابن عون ، عن محمد بن سيرين 112 - وأخبرنا أحمد ، أنبا علي بن عبد الله بن مبشر ، ثنا أحمد بن سنان ، قال : سمعت شاذ بن يحيى يقول : " ليس طريق أقصد إلى الجنة من طريق من سلك الآثار " .

113 - أخبرنا عيسى بن علي ، أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي ، ثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق ، ثنا عبدان ، عن عبد الله يعني ابن المبارك ، قال سفيان : " وجدت الأمر الاتباع " .

114 - وأخبرنا محمد بن الحسين الفارسي ، أنبا يوسف بن يعقوب [ ص: 99 ] بن إسحاق ، ثنا العلاء بن سالم ، أنبا أبو معاوية ، أنبا الأعمش ، عن مالك بن الحارث ، عن عمارة ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، عن عبد الله ، قال : " الاقتصاد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة " .

115 - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر ، ثنا محمد بن إسماعيل ، ثنا أحمد بن عبد الوهاب ، ثنا المغيرة ، ثنا جرير بن عثمان ، ثنا عبد الرحمن بن أبي عوف ، عن أبي الدرداء ، قال : " اقتصاد في السنة خير من اجتهاد في بدعة " .

116 - أخبرنا محمد بن الحسين الفارسي ، أنبا أحمد بن سعيد الثقفي ، ثنا محمد بن يحيى الذهلي ، ثنا عبد الرزاق ، أنبا معمر ، عن الزهري ، قال : سمعت أبا إدريس يقول : أدركت أبا الدرداء ووعيت عنه ، وأدركت عبادة بن الصامت ووعيت عنه ، وأدركت شداد بن أويس ووعيت عنه ، وفاتني معاذ بن جبل ، فأخبرت أنه كان يقول في كل مجلس يجلسه : " الله حكم قسط تبارك اسمه ، هلك المرتابون ، إن من ورائكم فتنا يكثر فيها المال ، ويفتح فيها القرآن حتى يأخذه الرجل والمرأة والحر والعبد والصغير والكبير ، فيوشك الرجل أن يقرأ القرآن فيقول : قد قرأت القرآن فما للناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن ؟ ثم ما هم بمتبعي حتى أبتدع لهم غيره . وإياكم وما ابتدع ؛ فإن ما ابتدع ضلالة ، واتقوا زيغة الحكيم فإن الشيطان يلقي على في الحكيم الضلالة ، ويلقي المنافق كلمة [ ص: 100 ] الحق " . قال : قلنا : " وما يدرينا يرحمك الله أن المنافق يلقي كلمة الحق ، وأن الشيطان يلقي على في الحكيم كلمة الضلالة ؟ قال : " اجتنبوا من كلام الحكيم كل متشابه ، الذي إذا سمعته قلت : ما هذا ؟ ولا ينأ بك ذلك عنه ، فإنه لعله أن يراجع ويلقي الحق إذا سمعه ، فإن على الحق نورا " .

117 - أخبرنا أحمد بن عبيد ، أنبا علي بن عبد الله بن مبشر ، ثنا أحمد بن المقدام ، ثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، قال : قال معاذ بن جبل : " أيها الناس ، إنها ستكون فتنة يكثر فيها المال ، ويفتح فيها القرآن ، فيقرؤه المؤمن والمنافق والمرأة والرجل والصغير والكبير ، حتى يقول الرجل : قد قرأت القرآن ولا أرى الناس يتبعوني ، أفلا أقرؤه عليهم علانية ؟ قال : فيقرؤه علانية ، فلا يتبعه أحد ، فيقول : قد قرأته علانية فلا أراهم يتبعوني . فيتخذ مسجدا في داره " ، أو قال : " في بيته ، فيبتدع فيه قولا " ، أو قال : " حديثا ليس من كتاب الله ولا من سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإياكم وما ابتدع ، فإن ما ابتدع ضلالة " .

118 - أخبرنا أحمد ، أنبا علي ، ثنا حماد ، عن خالد ، قال : مر أبو قلابة برجل قد اتخذ مسجدا في داره ، فقال : " رحم الله [ ص: 101 ] معاذ بن جبل ، رحم الله معاذا " .

119 - أخبرنا كوهي بن الحسن ، أنبا أحمد بن القاسم ، ثنا الحسن بن حماد سجادة ، ثنا يزيد بن هارون ، عن ابن عون ، عن إبراهيم ، قال : قال حذيفة : " اتقوا الله يا معشر القراء ، خذوا طريق من قبلكم ، فوالله لئن سبقتم لقد سبقتم سبقا بعيدا ، وإن تركتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا " .

120 - أخبرنا عيسى بن علي ، أنبا عبد الله بن محمد البغوي ، ثنا شيبان بن فروخ ، ثنا سليمان بن المغيرة ، عن حميد بن هلال ، حدثني مولى لابن مسعود قال : دخل أبو مسعود على حذيفة ، فقال : " اعهد إلي " . فقال : " ألم يأتك اليقين ؟ " قال : " بلى وعزة ربي " . قال : " فاعلم أن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر ، وأن تنكر ما كنت تعرف ، وإياك والتلون في دين الله تعالى ، فإن دين الله واحد " .

[ ص: 102 ] 121 - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر ، ثنا محمد بن إسماعيل بن إسحاق ، ثنا أحمد بن عبد الوهاب ، ثنا أبو المغيرة ، ثنا ابن أبي مريم ، حدثني حبيب بن عبيد ، عن عبد الملك بن مروان أنه سأل غضيف بن الحارث عن القصص ورفع الأيدي على المنابر ، فقال غضيف : " إنهما لمن أمثل ما أحدثتم ، وإني لا أجيبك إليهما ؛ لأني حدثت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " ما من أمة تحدث في دينها بدعة إلا ضاعت مثلها من السنة " . فالتمسك بالسنة أحب إلي من أن أحدث بدعة .

122 - وأخبرنا عبد الرحمن بن عمر ، أنبا محمد بن أحمد بن يعقوب ، ثنا جدي يعقوب بن شيبة ، ثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، ثنا قبيصة ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي عمار ، عن صلة ، عن عبد الله ، قال : " يجيء قوم يتركون من السنة مثل هذا " - يعني مفصل الأصبع - " فإن تركتموهم جاءوا بالطامة الكبرى ، وإنه لم يكن أهل كتاب قط إلا كان أول ما يتركون السنة ، وإن آخر ما يتركون [ ص: 103 ] الصلاة ، ولولا أنهم يستحيون لتركوا الصلاة " .

123 - أخبرنا محمد بن عبد الله الجعفي ، أنبا محمد بن جعفر بن رباح ، ثنا علي بن المنذر ، ثنا ابن فضيل ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال : " كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يربو فيها الصغير ، ويهرم فيها الكبير ، إذا ترك منها شيء قيل : تركت السنة " . قيل : متى ذلك يا أبا عبد الرحمن ؟ قال : ذلك إذا ذهب علماؤكم ، وكثرت جهالكم ، وكثرت قراؤكم ، وقلت فقهاؤكم ، والتمست الدنيا بعمل الآخرة ، وتفقه لغير الدين " .

124 - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر ، أنبا عبد الرحمن بن محمد الزهري ، ثنا العباس بن محمد ، ثنا يونس بن محمد ، عن عبد المؤمن ، ثنا مهدي العبدي ، عن \ح\

125 - وأخبرنا علي بن محمد بن عبد الله ، أنبا عثمان بن أحمد ، ثنا الحسن بن سلام ، ثنا عفان ، ثنا عبد المؤمن السدوسي ، ثنا مهدي بن أبي مهدي العبدي ، قال : حدثني عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : " ما يأتي على الناس عام إلا أحدثوا فيه بدعة وأماتوا سنة ، حتى تحيا البدع وتموت السنن " . وسمعته يقول : " حتى تظهر البدع " .

[ ص: 104 ] 126 - أخبرنا أحمد بن محمد ، أنبا عمر بن أحمد ، ثنا أبي ، أنبا محمد بن عبيد الله ، ثنا شبابة ، ثنا هشام بن الغاز ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : " كل بدعة ضلالة ، وإن رآها الناس حسنة " .

127 - أخبرنا علي بن محمد بن محمد بن أحمد بن بكر ، ثنا الحسن بن عثمان ، ثنا يعقوب بن سفيان ، ثنا محمد بن عقبة الشيباني ، ثنا أبو إسحاق ، عن الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي عمرو ، عن عبد الله بن الديلمي ، قال : " إن أول ذهاب الدين ترك السنة ، يذهب الدين سنة سنة ، كما يذهب الحبل قوة قوة " .

128 - وقال ابن الديلمي : سمعت ابن عمرو يقول : " ما ابتدعت بدعة إلا ازدادت مضيا ، ولا تركت سنة إلا ازدادت هويا " .

129 - وأخبرنا علي ، أنبا الحسن ، ثنا يعقوب ، ثنا صفوان بن صالح ، ثنا عمر بن عبد الواحد ، عن الأوزاعي ، عن حسان بن عطية ، قال : " ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من سنتهم مثلها ، ثم لا يعيدها عليهم إلى يوم القيامة " .

130 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن ، ثنا أحمد بن محمد بن أبي شيبة ، ثنا علي بن إشكاب الكبير ، ثنا أبو بدر شجاع ، عن سليمان بن مهران ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي الأحوص ، [ ص: 105 ] عن عبد الله ، قال : " ألا لا يقلدن أحدكم دينه رجلا ، إن آمن آمن وإن كفر كفر ، فإن كنتم لا بد مقتدين فبالميت ، فإن الحي لا يؤمن عليه الفتنة " .

131 - أخبرنا الحسن بن عثمان ، ثنا علي بن محمد بن الزبير ، ثنا أحمد بن حازم ، ثنا عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن أبي حصين ، عن يحيى بن وثاب ، عن مسروق ، عن عبد الله ، قال : " لا تقلدوا دينكم الرجال ، فإن أبيتم فبالأموات لا بالأحياء " .

132 - أخبرنا أحمد بن عبيد ، أنبا علي بن عبد الله بن مبشر ، ثنا أحمد بن سنان ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان ، \ح\

133 - وأخبرنا أحمد بن منصور ، أنبا يزيد بن الحسن البزار ، أنبا أحمد بن عبيد الله الساباطي ، ثنا إسحاق بن يوسف ، ثنا سفيان ، عن ابن طاوس ، عن طاوس ، عن ابن عباس : أن معاوية قال له : أنت على ملة علي ؟ قال : " لا ، ولا على ملة عثمان ، ولكني على ملة النبي - صلى الله عليه وسلم " . لفظهما سواء قريب .

134 - أخبرنا علي بن أحمد بن محمد بن بكر ، أنبا الحسن بن عثمان ، ثنا يعقوب بن سفيان ، ثنا سعيد بن أبي مريم ، ثنا رشدين بن سعد ، حدثني عقيل ، عن ابن شهاب ، [ ص: 106 ] عن عمر بن عبد العزيز ، قال : " سن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وولاة الأمر بعده سننا ، الأخذ بها تصديق لكتاب الله - عز وجل - واستكمال لطاعته ، وقوة على دين الله ، ليس لأحد تغييرها ولا تبديلها ، ولا النظر في رأي من خالفها ، فمن اقتدى بما سنوا اهتدى ، ومن استبصر بها أبصر ، ومن خالفها واتبع غير سبيل المؤمنين ولاه الله - عز وجل - ما تولاه وأصلاه جهنم وساءت مصيرا " .

136 - أخبرنا أحمد بن عبيد ، أنبا أحمد بن حمدويه ، ثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي ، ثنا محبوب بن موسى ، ثنا أبو إسحاق ، عن الأوزاعي ، عن الزهري ، قال : " كان من مضى من علمائنا يقول : " الاعتصام بالسنة نجاة ، والعلم يقبض سريعا ، فنعش العلم ثبات الدين والدنيا ، وذهاب العلماء ذهاب ذلك كله " .

137 - أخبرنا علي بن محمد ، أنبا الحسن بن عثمان ، ثنا يعقوب ، ثنا عبد الله بن صالح ، حدثني الليث ، حدثني يونس ، عن ابن شهاب ، بلغنا عن رجال من أهل العلم أنهم كانوا يقولون : " الاعتصام بالسنة نجاة ، والعلم يقبض قبضا سريعا ، فنعش العلم ثبات الدين والدنيا ، وذهاب ذلك كله في ذهاب العلم " .

التالي السابق


الخدمات العلمية