صفحة جزء
[ ص: 204 ] سياق

ما روي من كرامات التابعين من أهل الشام فمنهم : أبو مسلم : عبد الله بن ثوب

138 - أخبرنا أحمد بن عبيد ، أنا محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن زهير ، قال : ثنا عبد الوهاب بن نجدة ، قال : ثنا إسماعيل بن غياث قال : ثنا شرحبيل بن مسلم : أن الأسود بن قيس بن ذي الخمار تنبأ باليمن ، فبعث إلى أبي مسلم ، فلما جاءه قال : أتشهد أني رسول الله ؟ قال : ما أسمع ، قال : أتشهد أن محمدا رسول الله ؟ قال : نعم ، فردد ذلك عليه ، فأمر بنار عظيمة فأججت ، ثم ألقى فيها أبا مسلم فلم يضره ، قال : فقيل له : انفه عنك ، وإلا أفسد عليك من اتبعك ، قال : فأمره بالرحيل ، فأتى أبو مسلم المدينة ، وقد قبض رسول الله [ ص: 205 ] - صلى الله عليه وسلم - ، واستخلف أبو بكر ، فأناخ أبو مسلم راحلته بباب المسجد ، ثم دخل المسجد ، فقام يصلي إلى سارية ، فبصر به عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، فقام إليه فقال : ممن الرجل ؟ قال : من أهل اليمن ، قال : ما فعل الذي أحرقه الكذاب بالنار ، قال : ذلك عبد الله بن ثوب ، فقال له : نشدتك بالله أنت هو ؟ قال : اللهم نعم ، فاعتنقه ، ثم بكى ، ثم ذهب حتى أجلسه فيما بينه وبين أبي بكر ، فقال : الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني في أمة محمد من فعل به كما فعل بإبراهيم خليل الرحمن ، قال ابن عياش : فأنا أدركت رجالا من الأمداد الذين يمدون من اليمن من خولان يقولون لأمداد من عنس : صاحب الكذاب حرق صاحبنا بالنار فلم تضره .

139 - أخبرنا أحمد بن عبيد ، أنا محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد قال : حدثنيه ضمرة ، قال : السري بن يحيى ، ثنا به ، قال : قالت جارية أبي مسلم الخولاني : قد صنعت لك السم في طعامك فلم يضرك . [ ص: 206 ] قال : ولم ؟ ! قالت : أردت أتعجل العتق ، قال : اذهبي فأنت حرة .

140 - أخبرنا أحمد ، قال : ثنا محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا الحوطي ، قال : ثنا أشعث بن شعبة ، عن السري بن يحيى ، عن سليمان : أن جارية كانت لأبي مسلم قالت له : يا أبا مسلم ، ما زلت أجعل السم في طعامك منذ كذا ، وكذا فما أراه ضرك ؟ ! ، قال : ولم جعلت ذلك ؟ ! قالت : لأني جارية شابة إلى جانبك فلا أنت تدنيني من فراشك ، ولا أنت تبيعني . قال : إني كنت أقول إذا أردت أن آكل : بسم الله خير الأسماء الذي لا يضر مع اسمه داء ، رب الأرض ورب السماء .

141 - أخبرنا علي بن محمد ، أنا الحسين ، قال : ثنا عبد الله بن [ ص: 207 ] محمد ، قال : ثنا عبد الرحمن بن واقد ، قال : ثنا ( عاصم ) قال : ثنا عثمان بن عطاء قال : كان أبو مسلم الخولاني إذا دخل منزله سلم ، وإذا بلغ وسط الدار كبر ، وكبرت امرأته فإذا بلغ البيت كبر وكبرت امرأته ، قال : فيدخل فينزع رداءه وحذاءه وتأتيه بطعام فيأكل ، فجاء ذات ليلة فكبر فلم تجبه ، ثم أتى البيت فكبر وسلم ، وكبر فلم تجبه ، وإذا البيت ليس فيه سراج ، وإذا هي جالسة بيدها عود في الأرض تنكت به ، فقال لها : ما لك ؟ قالت : الناس بخير وأنت أبو مسلم ! لو أنك أتيت معاوية فيأمر لنا بخادم ويعطيك شيئا نعيش به ، [ ص: 208 ] فقال : اللهم من أفسد علي أهلي فأعم بصره ، قال : وكانت أتتها امرأة فقالت : أنت امرأة أبي مسلم ! فلو كلمت زوجك يكلم معاوية ليخدمكم ويعطيكم ، قال : فبينا هذه المرأة في منزلها - والسراج يزهر - إذ أنكرت بصرها فقالت : سراجكم طفئ ؟ قالوا : لا ، قالت : إنا لله ذهب بصري ، فأقبلت كما هي إلى أبي مسلم فلم تزل تناشده الله ، وتطلب إليه ، قال : فدعا الله فرد عليها بصرها ورجعت امرأته إلى حالها التي كانت عليها .

142 - أخبرنا علي ، أنا الحسين ، ثنا عبد الله ، قال : ثنا أبو موسى هارون بن عبد الله ، قال : ثنا أبو النضر ، عن سليمان بن المغيرة قال : انتهى أبو مسلم الخولاني إلى دجلة - وهي ترمي بالخشب من [ ص: 209 ] مدها - فمشى على الماء ، ثم التفت إلى أصحابه ، فقال : هل تفقدون شيئا فندعو الله تعالى ؟ .

143 - أخبرنا علي ، أنا الحسين ، ثنا عبد الله ، قال : حدثني محمد بن الحسين ، قال : حدثني أحمد بن يونس ، قال : حدثني عنبسة بن عبد الواحد القرشي ، قال : ثنا عبد الملك بن عمير قال : كان أبو مسلم الخولاني إذا استسقى سقي .

144 - أنا علي ، أنا الحسين ، ثنا عبد الله قال : حدثني محمد ، قال : حدثني أبو موسى بن عيسى ، قال : ثنا الوليد بن مسلم ، عن عثمان بن أبي العاتكة قال : اشترى أبو مسلم بغلة ، فقالت أم أبي مسلم : ادع الله أن يبارك فيها ، فقال : اللهم بارك لنا فيها ، فماتت ; فاشترى أخرى قالت : ادع الله أن يبارك لنا فيها ، فماتت ، [ ص: 210 ] فاشترى أخرى ، قالت : ادع الله أن يبارك لنا فيها ، فقال : حميقاء ! فقولي اللهم متعنا بها ، فبقيت لهم .

145 - أنا أحمد ، أنا محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن زهير قال : ثنا عبد الوهاب بن نجدة قال : ثنا بقية بن الوليد ، عن محمد بن زياد الألهاني ، عن أبي مسلم الخولاني : أن امرأة خببت عليه امرأته ; فدعا عليها ; فذهب بصرها ، قال : فأتته ، فقالت : يا أبا مسلم ، إني قد كنت فعلت ، وفعلت ولا أعود لمثلها ، فقال : اللهم إن كانت صادقة فاردد عليها بصرها ، قال : فأبصرت .

146 - أنا أحمد ، قال : ثنا محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا [ ص: 211 ] هارون بن معروف ، قال : ثنا ضمرة ، عن بلال بن كعب العكي قال : ربما قال الصبيان لأبي مسلم الخولاني إذا مر الظبي : ادع الله يحبس علينا هذا الظبي ، فيدعو الله فيحبسه .

147 - أنا أحمد ، قال : أنا محمد ، قال : ثنا محمد ، قال : ثنا الحوطي قال : ثنا بقية بن الوليد ، عن محمد بن زياد الألهاني ، عن أبي مسلم الخولاني : أنه كان إذا غزا الروم فروا منهم ، قال : أجيزوا بسم الله ، قال : ويمر بين أيديهم ، قال : فيمرون بالنهر الغمر قال : فربما لم يبلغ من الدواب إلى [ ص: 212 ] الركب ، أو نحو ذلك ، قال : فإذا جازوا قال للناس : هل ذهب لكم شيء ؟ من ذهب له شيء ، فأنا له ضامن ، قال : فألقى بعضهم مخلاته عمدا ، فلما جاوزوا قال الرجل : مخلاتي وقعت في النهر ، فقال له : اتبعني فإذا المخلاة قد تعلقت ببعض أعواد النهر ، فقال له : خذها .

148 - وأنا أحمد ، أنا محمد ، ثنا أحمد قال : ثنا الحوطي قال : ثنا أشعث بن شعبة قال : ثنا أبو عمر أخو أبي قال : كنا في جيش ، وفيهم أبو مسلم الخولاني ، فانتهيت إلى نهر ثجاج ، فسألنا أهل القرية أين المخاضة ؟ فقالوا : والله ما كان ههنا مخاضة قط ، وإن المخاضة أسفل منكم بميلين ، فقال أبو مسلم : اللهم إنك أنت الذي أجزت بني إسرائيل في البحر وإنا عبيدك وفي سبيلك فأجزنا اليوم في هذا النهر ثم قال : اعبروا باسم الله ، قال : فقال أبو عمر : وأنا على فرس فاره ، قال : فقلت لأكونن أول من يقحم فرسه على أثر أبي مسلم ، قال : فخضت خلفه ، فلم يبلغ الماء بطون الخيل حتى عبرنا ، ثم وقف ، فقال : أيها الناس هل سقط من أحد منكم شيء كيما [ ص: 213 ] أدعو الله أن يرده ؟ فلم يفقدوا شيئا .

149 - أنا أحمد بن عبيد قال : أنا محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن زهير ، قال : ثنا ، قال : ثنا هارون - هو ابن معروف - قال : ثنا ضمرة ، عن عثمان بن عطاء ، عن أبيه قال : أخذ أبو مسلم الخولاني درهما ليشتري لأهله دقيقا وأخذ معه مزادا ، قال : وألح عليه سائل كلما وقف على مكان يريد أن يشتري ، قال له السائل : تصدق علي ، قال : فيتحول من ذلك الموضع إلى موضع آخر فيتبعه ، قال : يقول تصدق علي ، قال : فيفر منه إلى موضع آخر فيلحقه ، فلما أكثر عليه أعطاه الدرهم قال : ثم جاء إلى موضع ..... حواريا ، قال : فعجنت وخبزت فلما ارتفع النهار جاء أبو مسلم وهو خائف من امرأته ، قال : فأتته بالمائدة وأتته بطعام فأكل ، فلما فرغ قال : لها من أين هذا لكم ؟ قالت : هذا من الذي جئت به .

التالي السابق


الخدمات العلمية