صفحة جزء
[ ص: 385 ] سياق ما روي في تكفير من قال : لفظي بالقرآن مخلوق .

روي ذلك عن الأئمة : عن محمد بن إدريس الشافعي ، وأبي مصعب أحمد بن أبي بكر [ ص: 386 ] الزهري ، وأحمد ، وإسحاق ، وأبي عبيد ، وأبي ثور ، وسويد بن سعيد ، وأبي همام الوليد بن شجاع ، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ، وهارون بن موسى الفروي ، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي ، والحسن بن الصباح البزار ، وهارون بن عبد الله الحمال ، وعبد الوهاب بن الحكم الوراق ، ومحمد بن منصور الطوسي ، وإسحاق بن إبراهيم البغوي ، وأبي نشيط محمد بن هارون ، وعباس بن أبي طالب ، ومحمد بن عبد الله بن أبي الثلج ، وسليمان بن توبة النهرواني ، وأبي الوليد الجارودي ، ومحمد بن عبد الله بن يزيد المقري ، وأبي يونس محمد بن أحمد بن يزيد الجمحي ، [ ص: 387 ] والحسن بن إبراهيم البياضي ، ومحمد بن إسحاق بن يزيد أبي عبد الله الصيني .

* ومن أهل البصرة : محمد بن بشار ، وعمرو بن علي ، ومحمد بن المثنى ، ومحمد بن يحيى بن أبي حزم القطعي ، والعباس بن عبد العظيم العنبري ، وأحمد بن سنان الواسطي ، ومحمد بن عبادة بن البختري .

* ومن أهل الكوفة : أبو سعيد الأشج ، وهارون بن إسحاق الهمداني .

* ومن أهل مصر والعواصم والثغور : أحمد بن صالح المصري ، والمؤمل بن إهاب الربعي المكي نزيل مصر ، ومحمد بن سليمان بن حبيب الأسدي المعروف بلوين ، وإبراهيم بن سعيد الجوهري نزيل ثغر ، وميمون بن الأصبغ النصيبي ، وسعيد بن رحمة بن نعيم المصيصي ، وأحمد بن حرب الموصلي ، ومحمد بن داود المصيصي ، وعبد الرحمن بن سفيان الملطي ، وإسحاق بن زريق الرسعيني ، ومحمد بن أيوب الأصبهاني نزيل طرسوس ، [ ص: 388 ] وزرقان بن محمد البغدادي ، ويعقوب بن إبراهيم الخشاب ، وعلي بن موسى القزويني نزيل طرسوس ، وأحمد بن شريك الشجري ، ونصر بن منصور المصيصي ، وعبد العزيز بن أحمد بن شبويه .

585 - أنهم قالوا : من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو بمنزلة من قال : القرآن مخلوق . وقالوا : هذه مقالتنا وديننا الذي ندين الله به .

586 - وعن الحسن بن السكن أبي منصور الباري أنه سئل عن من قال : ألفاظهم بالقرآن غير القرآن ، قال : هم تاركوا السنة ، لا تجالسوهم ، ولا تبايعوهم ، ولا تناكحوهم .

587 - وعن عثمان بن خرزاذ قال : من قال : لفظي بالقرآن مخلوق فقد أعظم الفرية على الله .

* ومن أهل خراسان : عن محمد بن أسلم الطوسي : إن من قال : إن القرآن يكون مخلوقا بالألفاظ ، فقد زعم أن القرآن مخلوق .

589 - وعن محمد بن يحيى الذهلي مثله ، وقال : هو مبتدع . وأمر بمباينته ومجانبته . وعن علي بن خشرم المروزي : من قال : القرآن بلفظي أو لفظي بالقرآن أو القرآن بقراءتي أو قراءتي للقرآن قدم أو أخر فهو واحد .

[ ص: 389 ] وقال : ما أحسن هذا الكلام ، ليس بينهما فرق . فجعل يتعجب ممن يفرق بينهما ويقول : من قال من اللفظية كلامه فإنه يخرج إلى كلام الروحانية . صنف من الزنادقة .

591 - وعن أحمد بن سعيد الدارمي : من زعم أن لفظه بالقرآن مخلوق فهو كافر .

592 - وعن عبد الله بن أحمد بن شبويه ، وأحمد بن الصباح المعروف بابن أبي سريج أنهم قالوا : جهمية كفار .

593 - وأحمد بن سعيد السعي مثله .

594 - وقال عبد الرحمن : كتب إلي حرب بن إسماعيل الكرماني الحنظلي : إن الحق والصواب الواضح المستقيم الذي أدركنا عليه أهل العلم أن من زعم أن ألفاظنا بالقرآن وتلاوتنا مخلوقة ، فهو جهمي مبتدع خبيث .

595 - وعن أبي مسعود أحمد بن الفرات أنه قال : من قال : لفظي بالقرآن مخلوق ، فهو جهمي .

596 - وعن أبي زرعة وأبي حاتم مثله ، إلا أن أبا زرعة قال : [ ص: 390 ] لفظي بالقرآن أو القرآن بلفظي .

597 - وقال عبد الرحمن : سئل أبو زرعة عن أفعال العباد ، فقال : مخلوقة .

فقيل له : لفظنا بالقرآن من أفعالنا .

قال : لا يقال هذا .

وعن محمد بن إسماعيل البخاري : من زعم أني قلت : لفظي بالقرآن فهو كذاب . وتجيء هذه الحكاية بطولها في آخر هذا الباب إن شاء الله .

598 - وعن أحمد بن عبد الله الشعراني : من قال : لفظه بالقرآن مخلوق ، فقد قال : القرآن مخلوق .

وعن محمد بن جرير مثل قول أحمد واحتج به ، فرجع كلام هؤلاء الأئمة - رضي الله عنهم - في أن القرآن مسموع من الله على الحقيقة ، وحين يقرؤه القارئ فلا يكون من لفظ القارئ القرآن ككلام الآدميين حين يلفظ به فيكون مخلوقا ، وكلام الله لا يشبه كلامهم ؛ لأنه غير مخلوق ، فكذلك يخالفه في القراءة . وهذا معنى ما أشار إليه أبو عبيد رحمه الله .

* قول محمد بن إدريس الشافعي .

599 - أخبرنا الحسين بن أحمد بن إبراهيم الطبري قال : سمعت [ ص: 391 ] أحمد بن يوسف الشالنجي يقول : سمعت أبا عبد الله الحسين بن علي القطان يقول : سمعت علي بن الحسين بن الجنيد يقول : سمعت الربيع يقول : سمعت الشافعي يقول : من قال : لفظي بالقرآن أو القرآن بلفظي مخلوق ، فهو جهمي .

وكذلك حكي هذا اللفظ عن أبي زرعة ، وعلي بن خشرم .

* قول أحمد بن حنبل .

455 أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الخضر المقري ، وأحمد بن محمد بن أبي مسلم قالا : حدثنا أحمد بن الحسن قال : ثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي قال : سألت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل عمن يقول : القرآن مخلوق ، فقال : القرآن من علم الله ، وعلم الله غير مخلوق ، فمن قال : مخلوق ، فهو كافر ، فالواقف الذي يبصر الكلام ويعرف هو جهمي ، والذي لا يبصر ولا يعرف يبصر .

601 - قال أبو إسماعيل عمن قال : لفظي بالقرآن مخلوق ولم يكن حدث يومئذ لفظي بالقرآن ، فقال : اللفظية جهمية جهمية ، قال الله تعالى : [ حتى يسمع كلام الله ] ممن يسمع ؟ .

[ ص: 392 ] قال أبو إسماعيل : وقيل له : بهذا تقول ؟ قال : نعم .

602 - أخبرنا عبيد الله بن محمد بن أحمد قال : ثنا أحمد بن كامل قال : ثنا محمد بن جرير الطبري قال : وأما القول في ألفاظ العباد بالقرآن فلا أثر فيه نعلمه عن صحابي مضى ، ولا عن تابعي قفا ، إلا عن من في قوله الشفا والغناء ، وفي اتباعه الرشد والهدى ، ومن يقوم لدينا مقام الأئمة الأولى : أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل ، فإن أبا إسماعيل الترمذي حدثني قال : سمعت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل يقول : اللفظية جهمية ، قال الله تعالى : حتى يسمع كلام الله ممن يسمع ؟ قال ابن جرير : وسمعت جماعة من أصحابنا لا أحفظ أسماءهم يحكون عنه أنه كان يقول : من قال : لفظي بالقرآن مخلوق ، فهو جهمي ، ومن قال : غير مخلوق ، فهو مبتدع . قال ابن جرير : ولا قول عندنا في ذلك يجوز أن نقوله غير قوله ؛ إذ لم يكن لنا إمام نأتم به سواه ، وفيه الكفاية والمقنع ، وهو الإمام المتبع .

* قول أبي ثور إبراهيم بن خالد الكلبي .

603 - وجدت على ظهر بعض مصنفات أبي ثور قال : ثنا جعفر [ ص: 393 ] قال : سئل أبو ثور عن ألفاظ القرآن ، فقال : هذا مما يسعك جهله ، والله لا يسألك عز وجل عن هذا ، فلا تتكلموا فيه ، فإن من زعم أن كلامه بالقرآن مخلوق فقد وافق اللفظيين ؛ لأنه إذا سمع منك القرآن فقد زعمت أن لفظك بالقرآن مخلوق ، فقد أجبت القوم أنه مخلوق .

* قول إسحاق بن راهويه .

604 - ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم قال : أخبرنا حرب بن إسماعيل الكرماني فيما كتب إلي قال : سمعت إسحاق بن راهويه ، وسئل عن الرجل يقول : القرآن ليس مخلوقا ولكن قراءتي أنا إياه مخلوقة لأني أحكيه ، وكلامنا مخلوق ، فقال إسحاق : " هذا بدعة ، لا يقار على هذا حتى يرجع عن هذا ويدع قوله هذا " .

605 - وسئل إسحاق مرة أخرى عن اللفظية ، فقال : هي مبتدعة .

606 - قال عبد الرحمن : قال أبو علي القوهستاني : سمعت إسحاق بن راهويه يقول : إن لفلان يعني داود الأصفهاني في القرآن قولا ثالثا ، قول سوء فلم يزل يسأل إسحاق ما هو ؟ قال : أظهر اللفظ . يعني قال : لفظي بالقرآن مخلوق .

[ ص: 394 ] * قول أبي عبيد القاسم بن سلام : 607 - ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم قال : ثنا عبد الله بن محمد بن إبرهيم السلمي بالكوفة قال : قال أبو عبيد القاسم بن سلام : لو أن رجلا حلف فقال : والله لا تكلمت اليوم بشيء ، فقرأ القرآن في غير صلاة أو في صلاة لم يحنث ؛ لأن أيمان الناس إنما هي لمعاملة بعضهم بعضا ، وإن القرآن كلام الله ليس بداخل في شيء من كلام الناس ولا يختلط به ، ولو كان يشبهه في شيء من الحالات لكان القرآن إذا يقطع الصلاة ؛ لأن كل متكلم في صلاته بالتعمد لذلك قاطع لها ، إلا أن يكون الحالف نوى القرآن واعتمده في يمينه فيلزمه حينئذ نيته واعتقاده .

608 - أخبرنا عبيد الله بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن كامل إجازة قال : ثنا محمد بن الحسين المؤدب قال : سمعت أحمد بن سهل التميمي يقول : سمعت أبا عبيد يقول : القرآن برمته غير مخلوق . قال القاضي : برمته كيف اشتملت عليه أوصافه .

* قول أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري : 609 - ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم قال : ثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن الفضل الأسدي الصيداوي قال : أتى قوم أبا مصعب الزهري المديني فقالوا : إن قبلنا ببغداد رجلا يقول : لفظه بالقرآن مخلوق . فقال : يا أهل العراق ، ما يأتينا منكم هناه ، ما ينبغي أن نتلقى وجوهكم إلا بالسيوف ، هذا كلام نبطي خبيث .

[ ص: 395 ] * قول محمد بن إسماعيل البخاري .

610 - أخبرنا أحمد بن محمد بن حفص قال : ثنا محمد بن أحمد بن سلمة قال : ثنا أبو نصر أحمد بن سهل بن حمدويه قال : ثنا أبو العباس الفضل بن بسام قال : سمعت إبراهيم بن محمد يقول : أنا توليت دفن محمد بن إسماعيل البخاري لما مات بخرتنك ، فأردت حمله إلى سمرقند أن أدفنه بها ، فلم يتركني صاحب لنا من أهل شكخشكت فدفناه بها ، فلما أن فرغنا ورجعت إلى المنزل الذي كنت فيه قال لي صاحب القصر : سألته أمس فقلت : يا أبا عبد الله ما تقول في القرآن ؟ فقال : القرآن كلام الله غير مخلوق .

فقلت له : إن الناس يزعمون أنك تقول ليس في المصحف قرآن ولا في صدور الناس .

فقال : أستغفر الله أن تشهد علي بما لم تسمعه مني ، إني أقول كما قال الله : والطور وكتاب مسطور .

[ ص: 396 ] أقول : في المصاحف قرآن ، وفي صدور الرجال قرآن ، فمن قال غير ذلك هذا يستتاب ، فإن تاب وإلا سبيله سبيل الكفر .

611 - وأخبرنا أحمد بن محمد بن حفص قال : ثنا محمد بن أحمد بن سلمة قال : ثنا أبو صالح خلف بن محمد بن إسماعيل قال : سمعت أبا عمرو أحمد بن نصر بن إبراهيم النيسابوري المعروف بالخفاف ببخارى يقول : كنا يوما عند أبي إسحاق القرشي ومعنا محمد بن نصر المروزي ، فجرى ذكر محمد بن إسماعيل ، فقال محمد بن نصر : سمعته يقول : من زعم أني قلت : لفظي بالقرآن مخلوق ، فهو كذاب ، فإنى لم أقله .

فقلت له : يا أبا عبد الله فقد خاض الناس في هذا وأكثروا فيه . فقال : ليس إلا ما أقول وأحكي لك عنه .

قال أبو عمرو الخفاف : فأتيت محمد بن إسماعيل فناظرته في شيء من الحديث حتى طابت نفسه فقلت له : يا أبا عبد الله هاهنا رجل يحكي عنك أنك قلت هذه المقالة .

قال لي : يا أبا عمرو احفظ ما أقول : من زعم من أهل نيسابور وقومس والري وهمذان وحلوان وبغداد والكوفة والمدينة ومكة والبصرة أني قلت : لفظي بالقرآن مخلوق ، فهو كذاب ، فإنى لم أقل هذه [ ص: 397 ] المقالة ، إلا أني قلت : أفعال العباد مخلوقة .

612 - أخبرنا عبيد الله بن محمد بن أحمد قال : أخبرنا أحمد بن كامل قال : ثنا أبو جعفر محمد بن جرير قال : فأول ما نبدأ بالقول فيه من ذلك كلام الله عز وجل وتنزيله ؛ إذ كان من معاني توحيده ، والصواب من القول في ذلك عندنا أنه كلام الله غير مخلوق ، وكيف كتب ، وكيف تلي ، وفي أي موضع قرئ ، في السماء وجد ، أو في الأرض حفظ ، في اللوح المحفوظ كان مكتوبا ، أو في ألواح صبيان الكتاتيب مرسوما ، في حجر نقش ، أو في رق خط ، في القلب حفظ ، أو باللسان لفظ ، فمن قال غير ذلك أو ادعى أن قرآنا في الأرض أو في السماء غير الذي نتلوه بألسنتنا ولكنه في مصاحفنا ، أو اعتقد ذلك بقلبه ، أو أضمره في نفسه ، أو قال بلسانه داينا به ، فهو بالله كافر ، حلال الدم ، وبريء من الله ، والله بريء منه ، يقول الله عز وجل : بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ . وقال وقوله الحق : وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله .

فأخبر الله جل ثناؤه أنه في اللوح المحفوظ ، وأنه من لسان محمد - صلى الله عليه وسلم - مسموع ، وهو قرآن واحد ، من محمد - صلى الله عليه وسلم - مسموع ، وفي اللوح المحفوظ مكتوب ، وكذلك هو في الصدور محفوظ ، وبألسن الشيوخ والشبان متلو ، فمن روى علينا أو حكى عنا أو تقول علينا أو ادعى أنا قلنا غير ذلك فعليه لعنة الله وغضبه ، ولعنة اللاعنين والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ، وهتك ستره ، وفضحه على رءوس الأشهاد ، يوم لا تنفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار .

[ ص: 398 ] 613 - وأخبرنا عبيد الله قال : أخبرنا أحمد بن كامل قال : حدثني أبو عبد الله الوارق جوازا قال : كنت أورق على داود الأصبهاني فكنت عنده يوما في دهليزه مع جماعة من الغرباء ، فسئل عن القرآن فقال : القرآن الذي قاله الله : لا يمسه إلا المطهرون وقال : في كتاب مكنون غير مخلوق . وأما ما بين أظهرنا يمسه الجنب والحائض فهو مخلوق . قال القاضي أحمد بن كامل : وهذا مذهب الناشئ ، وهو كفر بالله العظيم ، صح الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه " نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو " . فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما كتب في الصحف والمصاحف قرآنا ، فالقرآن على أي وجه تلي وقرئ فهو واحد ، وهو غير مخلوق .

614 - أخبرنا عبيد الله بن أحمد قال : وجدت في كتاب عبيد الله النحوي قال : حدثني أبو بكر محمد بن علوان المقري قال : ثنا وكيع يعني محمد بن خلف قال : ثنا أبو حمدون المقري قال : لما هاج الناس في اللفظ بالقرآن مخلوق ، وأمر حسين الكرابيسي [ ص: 399 ] في ذلك ، كنت أقرأ بالكرخ ، فأتاني رجل فجعل يناظرني ويقول : أنا أريد لفظي مخلوق ، والقرآن غير مخلوق .

قال : فشككني ، فدعوت الله عز وجل الفرج ، فلما كان الليل نمت فرأيت كأني في صحراء واسعة فيها سرير عليه نضد فوقه شيخ ما رأيت أحسن وجها منه ولا أنقى ثوبا منه ولا أطيب رائحة ، وإذا الناس قيام عن يمينه وعن يساره ، إذ جيء بالرجل الذي كان يناظرني فأوقف بين يديه وجيء بصورة في سوسنجرد ، فقيل : هذه صورة ماني الذي أضل الناس ، فوضعت على قفا الرجل ، فقال الشيخ : اضربوا وجه ماني ليس نريدك .

قال : فنح عن قفاي واضرب به كيف شئت . فقال : وأنت فنح لفظك عن القرآن وقل في لفظك ما شئت . قال : فانتبهت وقد سرى عني .

التالي السابق


الخدمات العلمية