صفحة جزء
[ ص: 589 ] سياق

ما فسر من الآيات في كتاب الله عز وجل وما روي من سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في إثبات القدر :

وما نقل من إجماع الصحابة والتابعين والخالفين لهم من علماء الأمة :

أن أفعال العباد كلها مخلوقة لله عز وجل طاعاتها ومعاصيها :

[ ص: 590 ] * وروي ذلك عن الصحابة لفظا :

عن أبي بكر ، وعمر ، وعلي ، وعبد الله بن مسعود ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن عمرو ، وأبي بن كعب ، وعبد الرحمن بن عوف ، وعبد الله بن الزبير ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبي الدرداء ، وعمران بن حصين ، وعبادة بن الصامت ، وحذيفة بن اليمان ، وسلمان الفارسي ، وجابر بن عبد الله ، وحذيفة بن أسيد ، وأبي أمامة ، وأبي الطفيل ، وعمرو بن العاص ، وابنه عبد الله بن عمرو ، وعائشة [ ص: 591 ] وعن طاوس : أدركت ثلاثمائة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولون : كل شيء بقدر :

* وبه قال من التابعين :

سعيد بن المسيب ، والقاسم بن محمد ، وسالم بن عبد الله بن عمر ، وسليمان بن يسار ، وكعب الأحبار ، وعمر بن عبد العزيز ، وعلي بن الحسين ، وابنه محمد بن علي ، والحسن بن محمد بن الحنفية ، وعمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر ، وزيد بن علي بن الحسين ، وجعفر بن محمد ، وزيد بن أسلم ، ووهب بن منبه ، وعطاء ، وطاوس ، ومجاهد ، ومحمد بن كعب القرظي ، ( والحسن ) ، ومحمد بن سيرين ، وأبو العالية ، ومسلم بن يسار ، وأبو قلابة ، وإياس بن معاوية بن قرة ، وبكر بن عبد الله المزني ، وسعيد بن جبير ، وأبو صالح ، وداود بن أبي هند ، وأيوب ، ويونس ، وابن عون ، وسليمان التيمي : قال يونس بن عبيد : أدركت البصرة وما بها قدري إلا سيسويه ، ومعبد الجهني ، وآخر ملعون في بني عوانة : وعن ابن عون : أدركت الناس وما يتكلمون إلا في علي ، وعثمان ، حتى نشأ هني حقير يقال له : سيسويه البقال ، وكان أول من [ ص: 592 ] قال بالقدر : وعن أيوب السختياني : أدركت الناس وما كلامهم إلا : وإن قضى ، وإن قدر .

940 - وعن عبد الله بن يزيد بن هرمز : لقد أدركت وما بالمدينة أحد يتهم بالقدر إلا رجل واحد من جهينة يقال له : معبد .

* ومن الفقهاء :

مالك بن أنس ، وابن أبي ذئب ، وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون :

* ومن أهل مكة :

ابن جريج ، وسفيان بن عيينة ، ويحيى بن سليم الطائفي ، وسعد بن سالم القداح ، والشافعي ، وعبد الله بن الزبير الحميدي ومن أهل مصر :

الليث بن سعد ، وعمرو بن الحارث المصري ، وحيوة بن شريح ، وعبد الله بن لهيعة ، وعبد الله بن وهب المصري ، وأشهب بن عبد العزيز ، وعبد الله بن عبد الحكم ، وعبد الرحمن بن القاسم ، وأبو إبراهيم المزني ، وحرملة بن يحيى ، والربيع بن سليمان المرادي ، والربيع بن سليمان الجيزي ، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم *ومن أهل الشام :

رجاء بن حيوة ، وعبد الله بن محيريز ، والزهري ، وعبادة بن نسي ، ويحيى بن أبي كثير اليمامي ، والأوزاعي ، وسعيد بن عبد العزيز ، ومحمد بن الوليد الزبيدي

[ ص: 593 ] * ومن أهل العراق :

من أهل الكوفة :

عبد الله بن شبرمة ، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، وسفيان الثوري ، والحسن بن صالح بن حي ، وشريك ، وأبو حنيفة النعمان بن ثابت ، وأبو يوسف ، ومحمد بن الحسن :

* ومن فقهاء أهل البصرة :

سوار بن عبد الله العنبري ، وعبيد الله بن الحسن العنبري ، ومعاذ بن معاذ العنبري ، وعثمان بن سليمان البتي الكوفي نزيل البصرة :

*ومن أهل بغداد :

أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل ، وأبو ثور إبراهيم بن خالد الكلبي ، وأبو عبيد القاسم بن سلام :

* ومن أهل خراسان :

إبراهيم بن طهمان ، وأبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك المروزي ، ويحيى بن يحيى النيسابوري ، وإسحاق بن راهويه المروزي :

*ومن القراء والأدباء :

أبو عمرو بن العلاء ، والخليل بن أحمد ، وأبو عمرو الشيباني ، والأصمعي . .

941 - وأحمد بن يحيى ثعلب قال : لا أعلم عربيا قدريا قيل له : يقع في قلوب العرب القول بالقدر ؟

قال : معاذ الله ما في العرب إلا مثبت القدر خيره وشره ، أهل [ ص: 594 ] الجاهلية والإسلام ذلك في أشعارهم وكلامهم كثير : قال الشيخ أبو القاسم الحافظ : وهو مذهب أهل السنة والجماعة يتوارثونه خلفا عن سلف من لدن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلا شك ولا ريب ، والحمد لله على ذلك ، وأسأل الله تمام ذلك بفضله ورحمته .

تفسير قوله تعالى : والله خلقكم وما تعملون

942 - أخبرنا عبد الله بن مسلم بن يحيى بن عبد الله ، وعبيد الله بن عبد الله ، وعبيد الله بن محمد قالوا : أخبرنا الحسين بن إسماعيل قال : ثنا هارون بن إسحاق قال : ثنا أبو خالد الأحمر ، عن سعد بن طارق ، عن ربعي بن حراش :

عن حذيفة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( المعروف كله صدقة وإن الله صانع كل صانع وصنعته ) :

أخرجه البخاري في كتاب الرد على القدرية :

وأخرجه مسلم في الصحيح من هذا الطريق .

943 - أخبرنا أحمد بن عبيد قال : أخبرنا علي بن عبد الله بن مبشر قال : ثنا أحمد بن سنان قال : ثنا موسى بن إسماعيل الحبلي قال : ثنا مروان بن معاوية قال : ثنا أبو مالك ، عن ربعي [ ص: 595 ] عن حذيفة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( الله يصنع كل صانع وصنعته ) :

قال الفزاري : قال رجل : يعني : خلقكم وما تعملون .

944 - أخبرنا عبد الواحد بن علي بن غياث ، أخبرنا الحسين بن يحيى ، ثنا إبراهيم بن مجشر ، ثنا عبيدة بن حميد قال : ثنا عطاء بن السائب ، عن مقسم ، عن ابن عباس في هذه الآية : ( إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون )

قال : كتب الله أعمال بني آدم وما هم عاملون إلى يوم القيامة . قال : والملائكة يستنسخون ما يعمل بنو آدم يوما بيوم فذلك قوله ( إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ) .

945 - أخبرنا محمد بن جعفر النحوي قال : ثنا عبيد الله بن ثابت الحريري قال : ثنا أحمد بن منصور قال : ثنا عبد الله بن صالح قال : ثنا معاوية بن صالح ، عن علي بن طلحة :

[ ص: 596 ] عن ابن عباس رضي الله عنه ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) قال : الذين يقولون : إن الله على كل شيء قدير في تفسير قوله تعالى : ( إنا كل شيء خلقناه بقدر ) .

946 - أخبرنا محمد بن عثمان الدقيقي قال : ثنا محمد بن منصور بن أبي الجهم قال : ثنا نصر بن علي قال : ثنا أبو أحمد قال : ثنا سفيان ، عن زياد بن إسماعيل المخزومي قال : ثنا محمد بن عباد بن جعفر قال :

ثنا أبو هريرة قال : جاء مشركو قريش إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخاصمونه في القدر ، فأنزلت هذه الآية : ( إن المجرمين في ضلال وسعر يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر ) .

947 - أخبرنا محمد بن الحسين الفارسي قال : ثنا أبو العباس محمد بن الحسن بن علي الفارض بمكة قال : ثنا يزيد بن محمد قال : ثنا الحسين بن حفص قال : ثنا سفيان الثوري ، عن زياد بن إسماعيل ، عن محمد بن عباد المخزومي :

عن أبي هريرة قال : جاء مشركو قريش إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخاصمونه في القدر فنزلت هذه الآية : إن المجرمين في ضلال وسعر ، يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر ، إنا كل شيء [ ص: 597 ] خلقناه بقدر ) أخرجه مسلم .

948 - أخبرنا عبد العزيز بن محمد قال : ثنا الحسين بن يحيى قال : ثنا الحسن بن عرفة قال : ثنا مروان بن شجاع الجزري ، عن عبد الملك يعني ابن جريج ، عن عطاء بن أبي رباح قال :

أتيت ابن عباس وهو ينزع في زمزم وقد ابتلت أسافل ثيابه ، فقلت له : قد تكلم في القدر :

فقال : أوقد فعلوها ؟

قلت : نعم :

قال : والله ما نزلت هذه الآية إلا فيهم : ( ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر )

لا تعودوا مرضاهم ، ولا تصلوا على موتاهم ، ولو أريتني واحدا منهم فقأت عينه .

949 - أخبرنا محمد بن جعفر قال : ثنا عبيد الله بن ثابت قال : ثنا أحمد بن منصور ، ثنا عبد الله بن صالح ، ثنا معاوية ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( إنا كل شيء خلقناه بقدر )

يقول : الله خلق الخلق كلهم بقدر وخلق الخير والشر ، فخير الخير السعادة وشر الشر الشقاوة .

[ ص: 598 ] سياق

ما روي في تفسير قوله تعالى : ( فألهمها فجورها وتقواها )

950 - أخبرنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب ، قال : أخبرنا محمد بن هارون الربالي ، قال : ثنا محمد بن بشار ، قال : ثنا صفوان ، وأبو عاصم ، قال : ثنا عزرة ، قال : ثنا يحيى بن عقيل ، عن يحيى بن يعمر ، عن أبي الأسود الديلي قال : قال لي عمران بن حصين : أرأيت ما يعمل الناس ويتكادحون فيه أشيء قضي عليهم ومضى عليهم من قدر قد سبق أو فيما يستقبلون مما أتاهم به نبيهم :

( وثبتت به الحجة عليهم ) ؟

قلت : بل شيء مضى عليهم :

قال : فهل ذلك ظلم ؟

ففزعت منه فزعا شديدا ، فقلت له : ليس شيء إلا خلقه وملك يده لا يسأل عما يفعل وهم يسألون :

قال : سددك الله إنما سألتك لأحزر عقلك : إن رجلا من مزينة [ ص: 599 ] أو جهينة أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - :

فقال : يا رسول الله ، أرأيت ما يعمل الناس ويتكادحون فيه أشيء قضي عليهم ومضى عليهم من قدر قد سبق أو فيما يستقبلون مما أتاهم به نبيهم واتخذت عليهم الحجة ؟

فقال : بل في شيء مضى عليهم :

قال : ففيم نعمل ؟

قال : من كان الله خلقه لإحدى المنزلتين يهيأ لها تصديق ذلك في كتاب الله عز وجل : (
ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها )


951 - أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي قال : أخبرنا الحسين بن إسماعيل قال : ثنا محمد بن إشكاب قال : ثنا عثمان بن عمر قال : ثنا عزرة بن ثابت ، عن ( . . . ) ح

952 - وأخبرنا عبيد الله بن محمد بن أحمد قال : أخبرنا أحمد بن الحسن قال : ثنا عبد الملك بن محمد قال : حدثنا عثمان بن عمر قال : أخبرنا عزرة بن ثابت ح

953 - وأخبرنا علي بن عمر بن إبراهيم قال : ثنا عثمان بن أحمد قال : أنبأ عبد الملك بن محمد قال : أخبرنا عثمان بن عمر قال : أخبرنا عزرة بن ثابت ، عن يحيى بن عقيل ، عن يحيى بن يعمر ، عن أبي الأسود الديلي قال :

[ ص: 600 ] قال لي عمران بن حصين : أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون أشيء قضي عليهم وسبق أو فيما يستقبلون مما أتاهم به نبيهم وثبتت به الحجة ؟

قال : قلت : لا ، بل فيما قضي عليهم ومضى :

قال : أفيكون ذلك ظلما ؟

قال : ففزعت فزعا شديدا وقلت : إنه ليس خلق إلا وهو لله . زاد ابن إشكاب : ( ) وملك يده لا يسأل عما يفعل وهم يسألون :

فقال : سددك الله ، إنما أردت أن أحرز عقلك . إن رجلا من مزينة أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -

فقال : يا رسول الله أرأيت ما يعمل الناس اليوم فيه وما يكدحون ، أشيء قضي عليهم ومضى أو فيما يستقبلون مما أتاهم به نبيهم - صلى الله عليه وسلم - ؟

فقال : " فيما قضي عليهم ومضى عليهم " :

فقال الرجل : ففيم العمل ؟

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من كان خلقه الله لإحدى المنزلتين فيستعمله لها ، وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل (
فألهمها فجورها وتقواها )
واللفظ لحديث عثمان بن أحمد :

أخرجه مسلم ، عن إسحاق بن راهويه ، عن عثمان بن عمر .

[ ص: 601 ] 954 أخبرنا عبيد الله بن محمد بن أحمد قال : أخبرنا علي بن محمد بن أحمد ، قال : أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن يزيد الرياحي قال : ثنا أبي قال : ثنا يحيى بن ميمون الهدادي قال : ثنا يونس بن عبيد : عن الحسن : في هذه الآية ( فألهمها فجورها وتقواها ، قد أفلح من زكاها ، وقد خاب من دساها ) :

قال : قال الحسن : قال قد أفلحت نفس أتقاها الله عز وجل ، وقد خابت نفس أغواها الله عز وجل .

955 - أنبأ محمد بن جعفر ، قال : أخبرنا عبيد الله بن ثابت قال 955 - أنبأ محمد بن جعفر ، قال : أخبرنا عبيد الله بن ثابت ، قال : ثنا أحمد بن منصور ، قال : ثنا عبد الله بن صالح ، قال : ثنا معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة :

عن ابن عباس في قوله عز وجل ( قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ) :

يقول : قد أفلح من زكى الله نفسه وقد خاب من دسى الله نفسه فأضلها * في تفسير قوله عز وجل ( وهديناه النجدين ) :

956 - أخبرنا الحسن بن عثمان قال : أخبرنا علي بن محمد بن الزبير قال : حدثنا إبراهيم بن إسحاق قال : ثنا يعلى بن عبيد قال : ثنا سفيان ، عن عاصم ، عن زر :

عن عبد الله في قوله : ( وهديناه النجدين ) قال : الخير والشر .

[ ص: 602 ] 957 - وأخبرنا الحسن بن عثمان قال : أخبرنا أحمد بن حمدان قال : ثنا بشر بن موسى قال : ثنا معاوية قال : ثنا أبو إسحاق ، عن شريك ، عن خصيف ، عن عكرمة :

عن ابن عباس في قوله : ( وهديناه النجدين ) قال : الخير والشر .

958 - أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن ( علي قال : أخبرنا ) أحمد بن محمد بن عبد الله بن الفضل السامري الهاشمي قال : ثنا الحسن بن عرفة قال : ثنا الحكم بن ظهير ، عن السدي ، عن أبي صالح :

عن ابن عباس في قوله : ( وهديناه النجدين ) قال : نجد الخير ونجد الشر .

وفي قوله : ( إني أعلم ما لا تعلمون )

959 - أخبرنا الحسن بن عثمان قال : أخبرنا إسماعيل بن محمد قال : حدثنا أحمد بن منصور قال : ثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، وسفيان الثوري ، عن علي بن بذيمة :

[ ص: 603 ] عن مجاهد في قوله : ( إني أعلم ما لا تعلمون ) قال : علم من إبليس المعصية وخلقه لها :

960 - أخبرنا علي بن عمر قال : أخبرنا إسماعيل بن محمد قال : ثنا عباس بن محمد قال : ثنا محمد بن بشر قال : ثنا سفيان ، عن علي بن بذيمة ، عن مجاهد فذكره سواء .

* في قوله تعالى : فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة

961 - أخبرنا محمد بن جعفر قال : ثنا عبيد الله بن ثابت قال : ثنا أحمد بن منصور قال : ثنا عبد الله بن صالح قال : ثنا معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة :

عن ابن عباس في قوله : ( كما بدأكم تعودون فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة )

قال : إن الله سبحانه بدأ خلق بني آدم مؤمنا وكافرا ثم قال : ( هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن ) ثم يعيدهم يوم القيامة كما بدأ خلقهم مؤمن وكافر .

[ ص: 604 ] * في قوله : أومن كان ميتا فأحييناه

962 - أخبرنا محمد بن جعفر قال : أخبرنا عبيد الله بن ثابت قال : ثنا أحمد بن منصور قال : ثنا عبد الله بن صالح قال : ثنا معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة :

عن ابن عباس ، في قوله : ( أومن كان ميتا فأحييناه ) يعني قال : من كان كافرا ضالا فهديناه وجعلنا ( له نورا يمشي به في الناس ) يعني بالنور : القرآن من صدق به وعمل به كمن مثله في الظلمات والكفر والضلالة .

* في قوله : ( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله )

963 - ( أخبرنا الحسن بن عثمان ) قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد قال : ثنا عبد الله بن روح ، قال : ثنا شبابة قال : ثنا إسرائيل بن يونس ، عن سماك ، عن عكرمة :

عن ابن عباس في قوله : ( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ) قال : فإذا جاء القدر خلوا عنه :

* في قوله تعالى ( يحول بين المرء وقلبه ) .

964 - أخبرنا علي بن محمد بن عمر ، قال : أخبرنا عبد الرحمن [ ص: 605 ] بن أبي حاتم قال : ثنا أبو سعيد الأشج قال : ثنا ابن فضيل ح :

965 - وأخبرنا الحسن بن عثمان قال : أخبرنا أحمد بن حمدان قال : ثنا بشر ، قال : ثنا معاوية قال : ثنا أبو إسحاق ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن عبد الله ، عن سعيد بن جبير :

عن ابن عباس في هذه الآية قال ( يحول بين المرء وقلبه ) قال : يحول بين المرء والكفر - زاد ابن فضيل - وطاعة الله :

* في قوله : ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك

966 - أخبرنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا عبيد بن ثابت ، قال : ثنا أحمد بن منصور ، قال : حدثنا عبد الله بن صالح ، قال : حدثنا معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة :

عن ابن عباس في قوله ( ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم )

قال : فريقين فريقا يرحم يختلف وفريقا لا يرحم فيختلف فمنهم شقي وسعيد :

967 - أخبرنا علي بن محمد بن عمر قال : أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، قال : ثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا ابن علية ، عن منصور بن عبد الرحمن قال :

[ ص: 606 ] قلت للحسن :

( ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ) قال : الناس مختلفون على أديان شتى إلا من رحم ربك غير مختلف :

قلت ولذلك خلقهم :

قال : خلق هؤلاء لجنته ، وهؤلاء للنار ، وخلق هؤلاء لرحمته ، وهؤلاء لعذابه :

968 - أنبأ محمد بن علي بن مهدي ، قال : حدثنا أحمد بن عمرو ، قال : ثنا يونس بن عبد الأعلى ، قال : ثنا أشهب قال : سألت مالكا عن قوله ( ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ) :

قال : خلقهم ليكون ( فريق ) في الجنة و ( فريق ) في النار .

* وفي قوله تبارك وتعالى ( سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ) وفي قوله : ( لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ) وقوله : ( ولو شاء الله لجمعهم على الهدى ) [ ص: 607 ] 969 - أخبرنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا عبيد الله بن ثابت ، قال : ثنا أحمد بن منصور ، قال : ثنا عبد الله بن صالح ، قال : ثنا معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة :

عن ابن عباس في قوله ( لو شاء الله ما أشركنا )

قال : وكذلك كذب الذين من قبلهم ثم قالوا : " لو شاء الله ما أشركوا " فإنهم قالوا : عبادتنا الآلهة تقربنا إلى الله زلفى :

فأخبر الله أنها لا تقربهم .

* وقوله ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى :

وقوله ( ولو شاء الله ما أشركوا ) :

يقول جل ثناؤه ( ولو شئت لجمعتهم على الهدى ) .

970 - أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله ، قال : أخبرنا دعلج بن أحمد ، قال : ثنا ابن شيرويه ، قال : ثنا إسحاق بن راهويه ، قال : ثنا عبد الرزاق ، قال : ثنا معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه :

عن ابن عباس : أنه سمع رجلا يقول : الشر ليس بقدر :

قال ابن عباس : بيننا وبين أهل القدر : ( سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ) حتى بلغ ( فلو شاء لهداكم أجمعين ) :

[ ص: 608 ] قال ابن عباس : والعجز والكيس بقدر .

* قوله ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) :

971 - أخبرنا محمد بن جعفر النحوي ، قال : ثنا عبيد الله بن ثابت الجريري ، قال : ثنا أحمد بن منصور ، قال : ثنا عبد الله بن صالح ، قال : ثنا معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة :

عن ابن عباس في قوله : ( فمن شاء فليؤمن ، ومن شاء فليكفر وهو قوله : ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله ) .

* وقوله ( أم على قلوب أقفالها )

972 - أخبرنا علي بن محمد بن عيسى ، أخبرنا علي بن محمد المصري قال : ثنا مقدام بن داود قال : ثنا ذؤيب بن عمامة قال : ثنا عبد العزيز بن أبي حازم ، عن أبيه :

عن سهل بن سعد قال : تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) ؟ وغلام جالس عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : بلى والله يا رسول الله إن عليها لأقفالها ولا يفتحها إلا [ ص: 609 ] الذي أقفلها :

فلما ولي عمر طلبه ليستعمله ، وقال : ( لم يقل ذلك إلا من عقل )
.

* وفي قوله : ( وكل شيء أحصيناه في إمام مبين )

973 - أخبرنا الحسن بن عثمان قال : أخبرنا أحمد بن حمدان قال : ثنا بشر ، قال : ثنا معاوية قال : ثنا أبو إسحاق ، عن سفيان ، عن منصور : عن مجاهد في قوله : ( وكل شيء أحصيناه في إمام مبين ) قال : في أم الكتاب .

* وفي قوله : ( يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب )

974 - أخبرنا الحسن قال : أخبرنا أحمد بن حمدان قال : ثنا بشر قال : ثنا معاوية قال : ثنا أبو إسحاق ، عن سفيان ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير :

عن ابن عباس في قوله عز وجل : ( يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ) قال : الشقاء والسعادة والموت .

[ ص: 610 ] 975 - أخبرنا الحسن قال : أخبرنا أحمد قال : ثنا بشر قال : ثنا معاوية قال : ثنا أبو إسحاق ، عن شريك ، عن عطاء بن السايب : عن مجاهد في قوله : ( يمحوا الله ما يشاء ويثبت ) قال : إن الله عز وجل ينزل كل شيء يكون في ليلة القدر فيمحو ما يشاء من المقادير ، والآجال ، والأرزاق ، إلا الشقاوة ، والسعادة فإنه ثابت .

* قوله تعالى : ( ما أصابك من حسنة فمن الله ، وما أصابك من سيئة فمن نفسك

976 - أخبرنا محمد بن جعفر ، ثنا عبيد الله بن ثابت ، ثنا أحمد بن منصور ، ثنا أبو صالح ، ثنا معاوية ، عن علي بن أبي طلحة :

عن ابن عباس : ( قل كل من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا )

يقول : الحسنة والسيئة من عند الله ، أما الحسنة فأنعم الله ( بها ) [ ص: 611 ] عليك وأما السيئة فابتلاك ( بها ) .

977 - أخبرنا علي بن محمد بن عيسى قال : ثنا علي بن محمد بن أحمد الواعظ قال : ثنا عبد الملك بن يحيى بن بكير ، قال : ثنا أبي قال : ثنا رشدين ، عن بقية ، عن مبشر بن عبيد ، عن الحجاج بن أرطأة ، عن عطية العوفي :

عن ابن عباس في قوله عز وجل : ( ما أصابك من حسنة فمن الله ، وما أصابك من سيئة فمن نفسك )

قال : فبذنبك وأنا قدرت ذلك عليك .

979 - أخبرنا الحسن بن عثمان قال : أخبرنا إسماعيل بن محمد قال : ثنا أحمد بن منصور قال : ثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر : عن طاوس ، عن أبيه ، وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأنا قدرتها عليك .

[ ص: 612 ] * في قوله تعالى : ( لولا كتاب من الله سبق : )

و ( كما بدأكم تعودون )

و ( أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب )

980 - أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن خيران قال : أخبرنا الحسين بن إسماعيل قال : ثنا محمد بن حسان الأزرق قال : ثنا عبد الرحمن بن مهدي قال : ثنا محمد بن أبي الوضاح ، عن سالم : عن سعيد بن جبير : ( لولا كتاب من الله سبق ) قال : ما سبق لأهل بدر من السعادة : .

981 - وفي قوله : ( أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب ) .

قال : ما سبق لهم من السعادة .

982 - وفي قوله : ( كما بدأكم تعودون )

قال : كما كتب عليكم تكونون .

* وفي قوله تبارك وتعالى : ( كذلك سلكناه في قلوب المجرمين )

[ ص: 613 ] 983 - أخبرنا الحسن بن عثمان قال : ثنا محمد بن عبد الله قال : ثنا موسى بن سهل قال : ثنا يزيد بن هارون قال : ثنا حميد قال : قرأت القرآن كله على الحسن من قبل أن يموت بسنة ، وكان يفسر القرآن على الإثبات ، فسألته عن قوله : ( كذلك سلكناه في قلوب المجرمين )

قال : الشرك .

* قوله : ( وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون )

التالي السابق


الخدمات العلمية