صفحة جزء
1005 - أخبرنا محمد بن عثمان بن محمد ، ومحمد بن عبد الله بن القاسم قالا : ثنا عبد الغافر بن سلامة ، قال : ثنا محمد بن عوف الحمصي ، قال : ثنا الحسين بن حفص الأصبهاني ، قال : ثنا سفيان ، عن عمرو بن ذر قال : سمعت عمر بن عبد العزيز يقول : لو أراد الله أن لا يعصى لم يخلق إبليس ، وقد فصل لكم ، وبين لكم ، وما أنتم عليه بفاتنين إلا من قدر له أن يصلى الجحيم :

أخبرنا عبيد الله بن محمد بن أحمد قال : ثنا عبد الله بن إسحاق المصري ، قال : ثنا بكار بن قتيبة ، قال : ثنا مؤمل بن إسماعيل ، قال : ثنا وهيب بن خالد قال : ثنا خالد ، قال : قلت للحسن : ألهذه خلق آدم ؟ يعني للسماء أو للأرض . فقال : لا ، بل للأرض :

[ ص: 626 ] قال : قلت : أرأيت لو اعتصم من الخطيئة فلم يعملها أكان ترك في الجنة ؟

قال : سبحان الله كان له بد من أن يعملها ، قال : قلت : يا أبا سعيد ، قوله عز وجل : ( ما أنتم عليه بفاتنين )

قال : ما أنتم عليه بمضلين إلا من قدر له أن يصلى الجحيم .

عليه بفاتنين قال : ما أنتم عليه بمضلين إلا من قدر له أن يصلى الجحيم .

* قوله : ( ونبلوكم بالشر والخير فتنة )

1007 - أخبرنا محمد بن جعفر قال : أخبرنا عبيد الله بن ثابت قال : ثنا أحمد بن منصور قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثنا معاوية ، عن علي :

عن ابن عباس : ( ونبلوكم بالشر والخير فتنة )

يقول : نبتليكم بالشدة والرخاء ، والصحة والسقم ، والغنى والفقر ، والحلال والحرام ، والطاعة والمعصية ، والهدى والضلالة .

* قوله : ( صم بكم عمي )

1008 - وبإسناده عن ابن عباس : ( صم بكم عمي )

قال : لا يسمعون الهدى ولا يبصرونه ولا يعقلونه :

* قوله : ( واجعلنا للمتقين إماما ) أئمة يهتدى بنا ولا تجعلنا أئمة ضالين ؛ لأنه قال لأهل الشقاء : [ ص: 627 ] ( وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ) .

* ( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم )

1009 - أخبرنا محمد بن عمر بن محمد بن حميد قال : ثنا محمد بن مخلد قال : ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحجاج المروزي صاحب أحمد بن حنبل قال : سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل في قوله عز وجل : ( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ) هو حجة على القدرية قال : ( ومنك ومن نوح ) قدمه على نوح هذه حجة عليهم .

* في قوله : ( أو تقول لو أن الله هداني )

1010 - أخبرنا محمد ، أخبرنا عبيد الله ، ثنا أحمد ، ثنا عبد الله ، ثنا معاوية ، عن علي :

عن ابن عباس : ( أن تقول نفس ياحسرتا على ما فرطت في جنب الله ) ، ( أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين ) أو تقول ( لو أن لي كرة فأكون من المحسنين ) من المهتدين :

فأخبر الله سبحانه أنهم لو ردوا لم يقدروا على الهدى ( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون ) قال : ( ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ) [ ص: 628 ] قال : لو ردوا إلى الدنيا لحيل بينهم وبين الهدى ، كما حلنا بينهم وبينه أول مرة .

* قوله : ( ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ) 1011 - يقول معاينة :

( ما كانوا ليؤمنوا ) وهم أهل الشقاء :

ثم قال : ( إلا أن يشاء الله ) وهم أهل السعادة الذين سبق لهم في علمه أن يدخلوا في الإيمان .

* قوله : ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله )

1012 - أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم قال : أخبرنا أحمد بن الحسن قال : ثنا جعفر بن محمد قال : ثنا خلف بن محمد الواسطي المعروف بكردوس قال : ثنا يعقوب بن محمد قال : ثنا الربيع بن حبيب : عن زيد بن أسلم قال : والله ما قالت القدرية كما قال الله عز وجل ، ولا كما قال أهل الجنة ، ولا كما قال أهل النار ، ولا كما قال أخوهم إبليس :

[ ص: 629 ] قال الله عز وجل : ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين :

وقالت الملائكة : ( لا علم لنا إلا ما علمتنا )

وقال شعيب : ( وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا :

وقال أهل الجنة : ( الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله )

وقال أهل النار : ( غلبت علينا شقوتنا ) ، وقال أخوهم إبليس ( رب بما أغويتني ) .

1013 - وأخبرنا الحسن بن الطبري ، قال : ثنا علي بن زيدك الفقيه قال : أخبرنا زكريا بن يحيى الساجي قال : سمعت الربيع يقول : سمعت الشافعي يقول : لأن يلقى الله العبد بكل ذنب ما خلا الشرك بالله خير له من أن يلقاه بشيء من هذه الأهواء ، وذلك أنه رأى قوما يتجادلون في القدر بين يديه :

فقال الشافعي : أخبر الله في كتابه أن المشيئة له دون خلقه ، والمشيئة إرادة الله . يقول الله عز وجل : ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله ) فأعلم خلقه أن المشيئة له وكان يثبت القدر .

[ ص: 630 ] * قوله : ( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه )

1014 - أخبرنا عبد الله بن مسلم قال : أخبرني الحسين بن إسماعيل ، ثنا سعيد بن يحيى ، ثنا مروان بن معاوية ، ثنا الحسن بن عمرو ، عن الحكم ، عن مجاهد في قوله : ( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه )

قال : مكتوب في ورقة في عنقه شقي أو سعيد .

* قوله : ( ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا )

1015 - ( أنبأ محمد بن جعفر ، أنبأ عبيد الله بن ثابت قال : ثنا أحمد بن منصور قال : ثنا عبد الله بن صالح قال : ثنا معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة :

عن ابن عباس في قوله : ( ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا )

يقول الله : من يرد الله ضلالته لم تغن عنه شيئا .

* قوله : ( إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير )

1016 - أخبرنا عبد الواحد بن عبد العزيز قال : ثنا محمد بن الحسن الشرقي قال : ثنا بشر بن موسى قال : ثنا خلاد بن يحيى : قال ثنا [ ص: 631 ] هشام بن سعد قال :

ثنا سليمان بن جعفر قال : بلغنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول : ( يفتح في آخر الزمان باب من القدر لا يسده شيء ، يكفيكم منه أن تقولوا : ( ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير " ) .

* في قوله تعالى : ( أكفاركم خير من أولئكم )

1017 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن ، أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي قال : ثنا سويد يعني ابن سعيد قال : ثنا سوار بن مصعب ، عن أبي حمزة ، عن مقسم :

عن ابن عباس قال : جاء العاقب والسيد وكانا رأسي النصارى بنجران فتكلما بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - بكلام شديد في القدر ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - ساكت لا يجيبهما بشيء حتى انصرفا ، فأنزل الله تعالى : ( أكفاركم خير من أولئكم ) الذين كفروا وكذبوا بآياته من قبلكم ( أم لكم براءة في الزبر ) الأول في أول الكتاب ( أم يقولون نحن جميع منتصر ) إلى قوله : ( ولقد أهلكنا أشياعكم ) الذين كفروا وكذبوا بالقدر قبلكم :

( فهل من مدكر ) يعني : متذكر :

[ ص: 632 ] ( وكل شيء فعلوه في الزبر ) الأول أم الكتاب ( وكل صغير وكبير مستطر ) يعني : مكتوب إلى آخر السورة :

قال : فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم بسط يده اليمنى ، فقال : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، كتاب من الله الرحمن الرحيم لأهل الجنة بأسمائهم ، وأسماء آبائهم ، وقبائلهم ، وعشائرهم ، مجمل أولهم على آخرهم لا ينتقص منهم ولا يزاد فيهم ، فرغ ربكم

وقد يسلك بأهل السعادة طريق الشقاء حتى يقال : كأنهم هم ، بل هم هم ما أشبههم بهم ، بل هم هم ، فيردهم ما سبق لهم من الله من السعادة فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها قبل موته بفواق ناقة :

وقد يسلك بأهل الشقاء طريق أهل السعادة حتى يقال : كأنهم هم ، بل هم هم ما أشبههم بهم ، بل هم هم ، فيردهم ما سبق لهم من الله ، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، ولو قبل موته بفواق ناقة :

فصاحب الجنة مختوم له بعمل أهل الجنة وإن عمل عمل أهل النار ، وصاحب النار مختوم له بعمل أهل النار وإن عمل بعمل أهل الجنة " ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( الأعمال بخواتيمها ) .

[ ص: 633 ] * قوله تبارك وتعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )

1018 - أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن يعقوب قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن أبي سعدان البغدادي قال : ثنا بكر بن سهل قال : ثنا عبد الله بن يوسف قال : ثنا عبد الله بن سالم ، عن ابن جريج ، عن عطاء :

عن ابن عباس في قوله : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) قال : ما خلقتهم عليه من طاعتي ، ومعصيتي ، ومن شقوتي ، وسعادتي .

1019 - ثنا مهدي بن محمد بن مهدي العطار النيسابوري من لفظه قال : ثنا محمد بن يعقوب بن يوسف قال : ثنا محمد بن علي بن ميمون قال : ثنا أبو محمد الغلابي قال : ثنا أبو وهب عبد العزيز بن عبد الله قال : ثنا أبو هلال الراسبي ، عن قتادة ، عن أبي حسان الأعرج :

عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( خلق الله يحيى بن زكريا في بطن أمه مؤمنا ، وخلق فرعون في بطن أمه كافرا )

1020 - قال أبو وهب : وحدثني به شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن ناجية ، عن عبد الله ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، " بمثله " . .

التالي السابق


الخدمات العلمية