صفحة جزء
1424 - أخبرنا عبيد الله بن أحمد ، أخبرنا الحسين بن إسماعيل قال : ثنا ابن كرامة ، فقال : ثنا أبو أسامة ، حدثني مالك بن مغول ، عن الزبير بن عدي ، عن طلحة بن مصرف ، عن مرة : عن عبد الله قال : " لما أسري بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فانتهى إلى سدرة المنتهى ، وهي في السماء السادسة ، إليها ينتهي ما يخرج من الأرض فيقبض منها ، وإليها ينتهي ما هبط به من فوقها فيقبض منها . إذ يغشى السدرة ما يغشى قال : فراش من ذهب . قال : فأعطي الصلوات ، وأعطي خواتيم سورة البقرة ، وغفر لمن لا [ ص: 850 ] يشرك بالله شيئا من أمته وبين المقمحات . أخرجه البخاري ومسلم .

1425 - أخبرنا عبد الله بن مسلم بن يحيى ، أخبرنا الحسين بن إسماعيل قال : ثنا العباس بن يزيد البحراني قال : ثنا يزيد بن زريع قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، عن أبي العالية ، قال : حدثني ابن عم نبيكم - صلى الله عليه وسلم - يعني ابن عباس - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " رأيت ليلة أسري بي موسى بن عمران ، رجل آدم طوال كأنه من رجال شنوءة ، ورأيت عيسى بن مريم رجل مربوع إلى الحمرة والبياض سبط ، ورأيت مالكا خازن النار في آيات أراهن الله إياه " .

1426 - أخبرنا عبيد الله بن أحمد قال : أخبرنا محمد بن مخلد قال : ثنا جعفر بن مكرم قال : ثنا روح بن عبادة قال : ثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أبي العالية ، قال : حدثني ابن عم نبيكم - صلى الله عليه وسلم - يعني ابن عباس - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " رأيت ليلة أسري بي موسى بن عمران ، رجل آدم طوال كأنه من رجال شنوءة ورأيت عيسى بن مريم ، رجل مربوع إلى الحمرة والبياض سبط . [ ص: 851 ] ورأيت مالكا خازن النار " في آيات أراهن الله إياه .

1427 - أخبرنا عبيد الله بن أحمد قال : أخبرنا محمد بن مخلد قال : ثنا جعفر بن مكرم قال : ثنا روح بن عبادة قال : ثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أبي العالية ، قال : حدثني ابن عم نبيكم - صلى الله عليه وسلم - يعني ابن عباس - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " رأيت ليلة أسري بي موسى آدم طوال جعد كأنه من رجال شنوءة ، ورأيت عيسى بن مريم رجلا مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس ، ورأيت مالكا خازن النار ، والدجال في آيات أراهن الله - عز وجل - إياه فلا تكن في مرية من لقائه - أي أنه لقي موسى ليلة أسري به - وجعلناه هدى لبني إسرائيل . قال : جعله الله هدى لبني إسرائيل " . أخرجه البخاري من حديث يزيد بن زريع ، ومسلم من حديث شعبة ، وشيبان عن قتادة .

1428 - أخبرنا أحمد بن عبيد ، أخبرنا علي بن عبد الله ، حدثنا أحمد بن سنان قال : ثنا أبو أحمد الزبيري قال : ثنا إسرائيل \ح\ :

1429 - وأخبرنا الحسن بن عثمان قال : أخبرنا أحمد بن الحسن قال : ثنا جعفر بن محمد الصايغ قال : حدثنا محمد بن سابق قال : حدثنا إسرائيل ، عن عثمان بن المغيرة ، عن مجاهد : عن ابن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " إني رأيت موسى [ ص: 852 ] وعيسى وإبراهيم ، فأما عيسى فأحمر جعد عريض البدن ، وأما موسى فآدم جسيم سبط كأنه من رجال الترك . وأما إبراهيم فانظروا إلى صاحبكم - يعني نفسه - صلى الله عليه وسلم - " .أخرجه البخاري .

1430 - أخبرنا محمد بن الحسين الفارسي قال أخبرنا أحمد بن سعيد الثقفي قال ثنا محمد بن يحيى الذهلي قال ثنا محمد بن كثير عن معمر عن الزهري عن عروة : عن عائشة قالت لما أسري بالنبي - صلى الله عليه وسلم - من المسجد الأقصى أصبح يحدث الناس بذلك فارتد ناس ممن كان آمن به وصدقه وفتنوا بذلك عن دينهم وسعى رجال من المشركين إلى أبي بكر فقالوا هل لك إلى صاحبك يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس ؟ فقال : أوقال ذلك ؟ قالوا : نعم . قال : لئن كان قد قال ذلك لقد صدق . قالوا : وتصدقه أنه ذهب إلى بيت المقدس في ليلة رجاء قبل أن يصبح ؟ قال : نعم إني لأصدقه بما هو أبعد من ذلك ، أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة ، فلذلك سمي أبو بكر الصديق . قالت عائشة ثم دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرا وهجر الأوثان فاستجاب له من شاء الله من أحداث الرجال من ضعفى الناس حتى كثر [ ص: 853 ] من آمن به وصدقه. وكفار قريش غير منكرين لما يقول يقولون إذا مر عليهم في مجالسهم : إن غلام ابن عبد المطلب هذا ويشيرون إليه ليكلم زعماء من السماء .

فكانوا على ذلك حتى عاب آلهتهم التي كانوا يعبدون وذكر هلاك آبائهم الذين ماتوا كفارا فنابذوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - وعادوه .

فلما ظهر الايمان وتحدث به ثار ناس من المشركين بمن آمن من قبائلهم يسحبونهم ويعذبونهم وأرادوا فتنتهم عن دينهم فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( تفرقوا في الأرضين ) . قال : ( هاهنا ) وأشار بيده قبل الحبشة وكانت أحب الأرض إلى رسول الله أن يهاجر إليها . فهاجر ناس ذو عدد ، منهم من هاجر بنفسه ومنهم من هاجر بأهله
.

1431 - أخبرنا محمد بن الحسين الفارسي قال ثنا أحمد بن سعيد الثقفي قال ثنا محمد بن يحيى الذهلي قال ثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير : أن عائشة قالت قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( قد أريت دار [ ص: 853 ] هجرتكم أريت سبخة ذات نخل بين لابتين وبهما حرتان ) . فهاجر من هاجر قبل المدينة حين ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورجع إلى المدينة بعض من هاجر إلى أرض الحبشة وتجهز أبو بكر مهاجرا إلى المدينة . فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي ) . فقال أبو بكر : أوترجو ذلك بأبي أنت ؟ قال : نعم . فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لصحبته ، وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السمر أربعة أشهر. قال معمر قال الزهري قال عروة : قالت عائشة : فبينا نحن جلوس في بيتنا في نحر الظهيرة قال قائل لأبي بكر هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقبلا متقنعا في ساعة لم يكن يأتينا فيها. قال أبو بكر : فداه أبي وأمي إن جاء به هذه الساعة إلا لأمر. قالت : فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستأذن فأذن له فدخل. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين دخل لأبي بكر : أخرج من عندك . فقال أبو بكر : إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ( إنه قد أذن لي في الخروج ) . فقال أبو بكر : فالصحابة يا رسول الله . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : نعم. فقال أبو بكر : فخذ بأبي أنت يا رسول الله أحد راحلتي هاتين. [ ص: 855 ] فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالثمن .

قالت : فجهزناهما أحث الجهاز قالت فصنعنا لهما سفرة في جراب فقطعت أسماء ابنة أبي بكر من نطاقها فأوكت به الجراب فلذلك كانت تسمى ذات النطاق . ثم لحق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بغار في جبل يقال له ثور فمكث فيه ثلاث ليال
. أخرجه البخاري ومسلم .

1432 - أخبرنا محمد بن الحسين الفارسي قال أخبرنا أحمد بن سعيد الثقفي قال ثنا محمد بن يحيى الذهلي قال ثنا محمد بن كثير الصنعاني عن معمر عن الزهري عن عروة : عن عائشة قالت : ثم لحق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بغار في جبل يقال له ثور فمكثا به ثلاث ليال يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر وهو غلام شاب لقن ثقيف فيدلج من عندهما بسحر فيصبح بمكة مع قريش كبائت لا يسمع أمرا يكادان به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك إذا اختلط الظلام. [ ص: 856 ] ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منحة من غنم فيريحها عليهم حتى يذهب ساعة من العشاء فيبيتان في رسلها حتى ينعق بها عامر بن فهيرة بغلس يفعل ذلك عامر تلك الليالي الثلاث . واستأجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر رجلا من بني الديل ثم من بني عدي هاديا خريتا - والخريت الماهر بالهداية - قد غمس يمينا حلف في آل العاص بن وائل وهو على دين كفار قريش ، فأمناه ودفعنا إليه راحلتيهما فواعداه غار ثور بعد ليال ثلاث ، فأتاهما براحلتيهما صبيحة ليال ثلاث فارتحل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعامر بن فهيرة والدليل الديلي فأخذ بهم طريق الساحل .

1433 - أخبرنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب - بالري - قال أخبرنا محمد بن هارون الروياني قال ثنا مكرم بن محرز بن مهدي بن عبد الرحمن بن عمرو بن خويلد بن خليف بن منقذ بن ربيعة بن حزام بن حبيش بن كعب الخزاعي بقديد وكان يسكن قرب خيمتي أم معبد أخبرني أبي عن حزام بن هشام بن حبيش عن أبيه : عن جده صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما خرج مهاجرا من مكة خرج هو وأبو بكر \ح\ :

1434 - وأخبرنا جعفر أخبرنا محمد \ح\ :

[ ص: 857 ] 1435 - وحدثنا بذلك سليمان بن الحكم العلاف بقديد قال حدثني أخي أيوب بن الحكم عن حزام بن هشام عن أبيه هشام بن حبيش بن خالد قال أبو بكر محمد بن هارون \ح\ :

1436 - وحدثنا أبو هشام محمد بن سليمان بن الحكم قال ثنا عمي أيوب عن حزام عن أبيه عن هشام عن جده حبيش \ح\ :

1437 - وأخبرنا محمد بن عبد الله بن الحسين الفقيه قال قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن إسحاق بن حبيب بن يعقوب عن عبد الله بن واقد الحميري سنة تسع عشرة وثلاثمائة قال ثنا محمد بن سليمان بن الحكم بن أيوب بن سليمان بن ثابت بن يسار الكعبي الربعي القديدي أبو هاشم قال ثنا عمي أيوب بن الحكم عن حزام بن هشام عن أبيه : عن جده حبيش صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن النبي حين خرج من مكة خرج منها مهاجرا إلى المدينة هو وأبو بكر - رضي الله عنه - ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة ودليلهم الليثي عبد الله بن الأريقط .

فمروا على خيمتي أم معبد الخزاعية وكانت برزة جلدة تحتبي بفناء الخيمة ، ثم تسقي وتطعم فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى شاة في تلك الخيمة . فقال : ما هذه الشاة يا أم معبد ؟ قالت : شاة خلفها الجهد عن الغنم . فقال هل بها من لبن ؟ قالت : هي أجهد من ذلك . [ ص: 858 ] قال : أتأذنين أن أحلبها ؟ قالت : نعم بأبي أنت وأمي إن رأيت بها حليبا فاحلبها . فدعا بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمسح بيده ضرعها وسمى الله ودعا لها في شاتها فتفاجت عليه وردت واجترت ودعا بإناء يربض الرهط فحلب فيه ثجا حتى علاه البهاء ثم سقاها حتى رويت وسقى أصحابه حتى رووا ثم شرب - صلى الله عليه وسلم - آخرهم .

ثم أراضوا ثم حلب حلبة ثانيا بعد بدء حتى امتلأ الإناء ثم غادره عندها ثم بايعها وارتحلوا عنها . فقلما لبثت حتى جاء زوجها أبو معبد يسوق عنزا عجافا يتساوكن هزلا - ضحى - مخهن قليل فلما رأى أبو معبد اللبن عجب وقال : من أين لك هذا اللبن يا أم معبد والشاء عازب حيال ولا حلوب في البيت ؟ قالت : لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا. قال : صفيه لي يا أم معبد . قالت : رأيت رجلا ظاهر الوضاءة ، أبلج الوجه ، حسن الخلق ، لم تعبه علة - في حديث الروياني ثجلة - ولم يزر به صقله وسيم [ ص: 859 ] قسيم في عينيه دعج ، وفي أشفاره غطف ، وفي صوته صهل ، وفي عنقه سطع ، وفي لحيته كثافة ، أزج أقرن إن صمت فعليه الوقار وإن تكلم سما به وعلاه البهاء ، أكمل الناس وأبهاهم من بعيد ، وأحسنه وأعلاه من قريب ، حلو المنطق فضل لا نزر به ولا هذر ، كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن ، ربعة لا يأسا من طول ، ولا تقتحمه العين من قصر ، غصن بين غصنين فهو أنضر الثلاثة منظرا وأحسنهم قدرا . وله رفقاء يحفون به إن قال أنصتوا لقوله ، وإن أمر بادروا إلى أمره ، محفود محشود لا عابس ولا مفند. قال أبو معبد : هذا والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة ولقد هممت أن أصحبه ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا . فأصبح صوت بمكة عاليا يسمعون الصوت لا يدرون من صاحبه :

جزى الله رب الناس خير جزائه رفيقين قالا خيمتي أم معبد     هما نزلاها بالهدى واهتدت به
فقد فاز من أمسى رفيق محمد [ ص: 860 ]     فيا آل قصي ما زوى الله عنكم
به من فعال لا يجازي وسؤدد     ليهن بني كعب مقام فتاتهم
ومقعدها للمؤمنين بمرصد سلوا     أختكم عن شاتها وإنائها
فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد     دعاها بشاة حائل فتحلبت
عليه بضرع ضرة الشاة مزبد     فغادره رهنا لديها لحالب
يرددها في مصدر ثم مورد     ليهن أبا بكر سعادة جده
بصحبته من يسعد الله يسعد

في رواية الروياني : أملى علينا مكرم أن أم معبد اسمها عاتكة بنت خالد بن خليف . ثم عاد الحديث ثم اتفقا من هنا في الحديث . فلما سمع بذلك حسان بن ثابت الأنصاري شاعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شبب يجاوب الهاتف :

لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم     وقد سر من يسري إليهم ويقتدي
ترحل عن قوم فزالت عقولهم     وحل على قوم بنور مجدد
هداهم به بعد الضلالة ربهم     وأرشدهم من يتبع الحق يرشد
وهل يستوي ضلال قوم تسفهوا     عمايتهم هادية كل مهتد
وقد نزلت منه على أهل يثرب     ركاب هدى حلت عليهم بأسعد نبي
يرى ما لا يرى الناس حوله     ويتلو كتاب الله في كل مشهد
وإن قال في يوم مقالة غائب     فتصديقها في اليوم أو في ضحى الغد
[ ص: 861 ] ليهن أبا بكر سعادة جده     بصحبته من يسعد الله يسعد ليهن
بني كعب مقام فتاتهم     ومقعدها للمؤمنين بمرصد

واللفظ لحديث الإسكاف ولفظ حديث الروياني قريب منه إلا ما بينت.

التالي السابق


الخدمات العلمية