معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول

الحكمي - حافظ بن أحمد الحكمي

صفحة جزء
( ورغبة ورهبة خشوع ) ; أي ومن أنواع العبادة الرغبة فيما عند الله عز وجل من الثواب ، وهي راجعة إلى الرجاء والرهبة مما عند الله من العقاب ، وهي راجعة إلى معنى الخوف . والخشوع هو التذلل لله عز وجل ، [ ص: 449 ] قال تعالى في آل زكريا عليهم السلام : ( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ) ( الأنبياء : 90 ) وقال تعالى : ( ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ) ( الإسراء : 109 ) وقال تعالى : ( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون ) ( البقرة : 45 - 46 ) وقال تعالى : ( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون ) ( المؤمنون : 2 ) وقال تعالى : ( وإياي فارهبون ) ( البقرة : 40 ) وقال تعالى : ( فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب ) ( الشرح : 8 ) وغير ذلك من الآيات .

وفي حديث الدعاء عند النوم : " اللهم إني أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وألجأت ظهري إليك وفوضت أمري إليك رغبة ورهبة إليك " الحديث في الصحيحين . ولابن أبي حاتم في خطبة أبي بكر رضي الله عنه : أما بعد ، فإني أوصيكم بتقوى الله عز وجل ، وتثنوا عليه بما هو أهله ، وتخلطوا الرغبة بالرهبة ، وتجمعوا الإلحاف بالمسألة ، فإن الله عز وجل أثنى على زكريا وأهل بيته فقال تعالى : ( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ) ( الأنبياء : 90 ) . وفي الصحيح من حديث دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في الركوع والسجود : " خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي " وغير ذلك من الأحاديث .

التالي السابق


الخدمات العلمية