معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول

الحكمي - حافظ بن أحمد الحكمي

صفحة جزء
( إنابة ) أي ومن أنواع العبادة الإنابة وهي التوبة النصوح ، والرجوع إلى الله تعالى ، قال الله عز وجل : ( وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له ) ( الزمر : 54 ) وقال تعالى في ذكر شعيب : ( وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ) ( هود : 88 ) وقال تعالى : ( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب ) ( الشورى : 10 ) وقال تعالى عن إبراهيم والذين معه : ( ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير ) ( الممتحنة : 4 ) وقال تعالى في شأن عباده المؤمنين : ( والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عبادي ) ( الزمر : 17 ) وقال عن عبده داود عليه السلام : ( فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب ) ( ص : 24 ) وفي ذلك آيات كثيرة سنذكر إن شاء الله ما تيسر منها في بابه .

( خضوع ) أي ومن أنواع العبادة الخضوع ، وهو والخشوع والتذلل بمعنى وتقدمت الآيات والأحاديث فيه . ( والاستعاذة ) ; أي ومن أنواع العبادة الاستعاذة وهي الامتناع بالله عز وجل والالتجاء إليه . قال عز وجل : ( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ) ( النحل : 98 ) وقال تعالى : ( وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون ) ( المؤمنون : 97 - 98 ) وقال تعالى : ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ) ( الأعراف : 200 ) وقال تعالى : ( قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ) ( الفلق : 1 - 2 ) السورة . وقال تعالى : ( قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس ) ( الناس : 1 - 4 ) السورة . وقال عن كليمه موسى عليه السلام : ( وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب ) ( غافر : 27 ) وقال تعالى عنه عليه السلام : ( وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون ) ( الدخان : 20 ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه " . [ ص: 452 ] وقال : " أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق " وقال : " اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك " . وقال : " تعوذوا بالله من الفتن " . واستعاذ صلى الله عليه وسلم من الهم والحزن ، والعجز والكسل ، والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ، ومن الرد إلى أرذل العمر ، ومن المأثم والمغرم ، ومن فتنة القبر وعذاب القبر ، ومن فتنة النار وعذاب النار ، ومن شر فتنة الغنى ومن شر فتنة الفقر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال ، وغير ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية