معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول

الحكمي - حافظ بن أحمد الحكمي

صفحة جزء
وفيهم زوار البيت المعمور الذي أقسم الله تعالى به في كتابه ، ثبت ذلك في حديث المعراج ، وهو بيت في السماء السابعة بحيال الكعبة في الأرض ، لو سقط لوقع عليها ، حرمته في السماء كحرمة الكعبة في الأرض ، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه آخر ما عليهم ؛ يعني لا تحول نوبتهم لكثرتهم . والحديث بألفاظه في الصحيحين .

[ ص: 670 ] ومنهم ملائكة صفوف لا يفترون ، وقيام لا يركعون ، وركع وسجد لا يرفعون ، ومنهم غير ذلك ( وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر ) ( المدثر : 31 ) .

روى الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون ، أطت السماء وحق لها أن تئط ، ما فيها موضع أربع أصابع إلا عليه ملك ساجد ، لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ، ولما تلذذتم بالنساء على الفرشات ، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله تعالى " . فقال أبو ذر : والله لوددت أني شجرة تعضد . وقال الترمذي غريب . ويروى عن أبي ذر موقوفا . قلت : وله حكم الرفع ، ومن أين لأبي ذر رضي الله عنه مثل هذا إلا عن توقيف والله أعلم .

وعن حكيم بن حزام قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه إذ قال لهم : " هل تسمعون ما أسمع ؟ قالوا : ما نسمع من شيء . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أسمع أطيط السماء وما تلام أن تئط ، ما فيها موضع شبر إلا وعليه ملك راكع أو ساجد " .

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما في السماء الدنيا موضع إلا عليه ملك ساجد أو قائم ، وذلك قول الملائكة : وما منا إلا له مقام معلوم وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون " .

وعن العلاء بن سعد وقد شهد الفتح وما بعده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما لجلسائه : [ ص: 671 ] " هل تسمعون ما أسمع ؟ قالوا : وما تسمع يا رسول الله ؟ قال : أطت السماء وحق لها أن تئط ، إنه ليس فيها موضع قدم إلا وعليه ملك قائم أو راكع أو ساجد . وقالت الملائكة : وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون " .

وعن رجل صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن لله تعالى ملائكة ترعد فرائصهم من خيفته ، وما منهم ملك تقطر منه دمعة من عينيه إلا وقعت على ملك يصلي وإن منهم ملائكة سجودا منذ خلق الله السماوات والأرض لم يرفعوا رءوسهم ولا يرفعونها إلى يوم القيامة ، وإن منهم ملائكة ركوعا لم يرفعوا رءوسهم منذ خلق الله السماوات والأرض ولا يرفعونها إلى يوم القيامة ، فإذا رفعوا رءوسهم نظروا إلى وجه الله عز وجل فقالوا : سبحانك ما عبدناك حق عبادتك وإسناده لا بأس به ، وهو والذي قبله أخرجهما محمد بن نصر المروزي . وفي الصحيح عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها ؟ فقلنا : يا رسول الله وكيف تصف الملائكة عند ربها ؟ قال : يتمون الصفوف الأول ويتراصون في الصف " . وفيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خلقت الملائكة من نور العرش ، وخلق الجان من مارج من نار ، وخلق آدم مما وصف لكم " .

التالي السابق


الخدمات العلمية