معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول

الحكمي - حافظ بن أحمد الحكمي

صفحة جزء
[ نصوص الكتاب والسنة في لقاء الله ]

وباللقا والبعث والنشور وبقيامنا من القبور


غرلا حفاة كجراد منتشر     يقول ذو الكفران ذا يوم عسر

[ ص: 749 ] أي ويدخل في الإيمان باليوم الآخر الإيمان بلقاء الله عز وجل الحاصل فيه ، قال الله تعالى : ( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون ) ( البقرة : 45 ) وقال تعالى : ( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه ) ( الانشقاق : 6 ) وقال تعالى : ( فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ) ( الكهف : 110 ) وقال تعالى : ( إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون ) ( يونس : 7 - 8 ) وقال تعالى : ( قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها ) ( الأنعام : 31 ) .

وقال تعالى : ( وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله ) ( يونس : 15 ) وقال تعالى : ( من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت وهو السميع العليم ) ( العنكبوت : 5 ) وقال تعالى : ( واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه ) ( البقرة : 223 ) وقال تعالى : ( قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ) ( البقرة : 249 ) وقال تعالى : ( وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة ) ( الفرقان : 32 ) وقال تعالى : ( فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون ) ( التوبة : 77 ) وقال تعالى : ( إنهم كانوا لا يرجون حسابا ) ( النبأ : 27 ) وغيرها من الآيات .

وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه " . فقلت : يا نبي الله ، أكراهية الموت ؟ فكلنا نكره الموت . فقال : " ليس كذلك ، ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه ، وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه - وفي رواية - والموت قبل لقاء الله " .

[ ص: 750 ] وفيه عن شريح بن هانئ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه " . قال فأتيت عائشة فقلت : يا أم المؤمنين ، سمعت أبا هريرة يذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا إن كان كذلك فقد هلكنا . فقالت : إن الهالك من هلك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما ذاك ؟ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه " ، وليس من أحد إلا وهو يكره الموت . فقالت : وقد قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليس بالذي تذهب إليه ولكن إذا شخص البصر وحشرج الصدر واقشعر الجلد وتشنجت الأصابع فعند ذلك من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه . وفيه عن عبادة بن الصامت وأبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم المرفوع منه دون شرحه .

وفيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " قالوا : يا رسول الله ، هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال : هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة ليست في سحابة ؟ قالوا : لا . قال : فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحابة ؟ قالوا : لا . قال : فوالذي نفسي بيده لا تضارون في رؤية ربكم إلا كما تضارون في رؤية أحدهما . قال فيلقى العبد فيقول أي فل ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع ؟ فيقول : بلى . قال فيقول : أفظننت أنك ملاقي ؟ فيقول : فإني أنساك كما نسيتني . ثم يلقى الثاني فيقول : أي فل ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع ؟ فيقول : بلى أي رب . فيقول : أفظننت أنك ملاقي ؟ فيقول : لا . فيقول : فإني أنساك كما نسيتني . ثم يلقى الثالث فيقول له مثل ذلك فيقول : يا رب ، آمنت بك وبكتابك وبرسلك وصليت وصمت وتصدقت ويثني بخير ما استطاع ، فيقول : هاهنا إذا . قال ثم يقال له : [ ص: 751 ] الآن نبعث شاهدنا عليك . ويتفكر في نفسه من الذي يشهد علي ؟ فيختم على فيه ويقال لفخذه ولحمه وعظامه انطقي فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله ، وذلك ليعذر من نفسه ، وذلك المنافق ، وذلك الذي يسخط الله عليه " .

وفي حديث القراء أصحاب بئر معونة : " بلغوا قومنا عنا أن قد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه " .

وروي أنه كان قرآنا فنسخت تلاوته .

والآيات والأحاديث في إثبات لقاء الله عز وجل كثيرة جدا ، ومن كذب بذلك كفر .

التالي السابق


الخدمات العلمية