معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول

الحكمي - حافظ بن أحمد الحكمي

صفحة جزء
ومن ذلك النصوص الواردة في ذكر العرش وصفته ، وإضافته غالبا إلى خالقه - تبارك وتعالى - وأنه - تعالى - فوقه ، قال الله تعالى : ( الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم ) [ ص: 171 ] ( النمل : 26 ) ، وقال تعالى : ( فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم ) ، ( المؤمنون : 116 ) ، وقال تعالى : ( وكان عرشه على الماء ) ، ( هود : 7 ) ، وقال تعالى : ( رفيع الدرجات ذو العرش ) ، ( غافر : 15 ) ، وقال تعالى : ( وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد ) ، ( البروج : 14 - 15 ) ، إلى غير ذلك .

وفي الصحيح عن ابن عباس - رضي الله عنهما - كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول عند الكرب : لا إله إلا الله العليم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ، رب العرش الكريم . وفيه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله ، كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض ، فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس ، فإنه أوسط الجنة ، وأعلى الجنة ، وفوقه عرش الرحمن ، ومنه تفجر أنهار الجنة . وفيه عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : فإن الناس يصعقون يوم القيامة ، فأكون أول من يفيق ، فإذا أنا بموسى آخذا بقائمة من قوائم العرش . الحديث .

وفيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : يد الله ملأى ، لا يغيضها نفقة ، سحاء الليل والنهار ، وقال : أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض ، فإنه لم يغض ما في يمينه ، وعرشه على الماء ، وبيده الأخرى الفيض ، أو القبض ، يرفع ويخفض . وفي رواية : وبيده الأخرى الميزان ، يخفض ويرفع . وفيه عنه - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : سبعة يظلهم الله - تعالى - في [ ص: 172 ] ظله يوم لا ظل إلا ظله . قال الذهبي : إسناده صالح .

وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله - تعالى - من حملة العرش ، أن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام . رواه أبو داود ، وابن أبي حاتم ، ولفظه : أذن لي أن أحدثكم عن ملك من حملة العرش ، بعد ما بين شحمة أذنه وعنقه مخفق الطير سبعمائة عام . وإسناده جيد ، رجاله كلهم ثقات ، وفيه جملة أحاديث غير ما ذكرنا ، وقد تقدم منها جملة وافية .

التالي السابق


الخدمات العلمية