صفحة جزء
[ ص: 205 ] ( وقوله صلى الله عليه وسلم : لا تزال جهنم يلقى فيها وهي تقول : هل من مزيد ؟ حتى يضع رب العزة فيها رجله وفي رواية : عليها قدمه فينزوي بعضها إلى بعض ، فتقول : قط قط ، متفق عليه ) .


ش قوله : ( لا تزال جهنم . . ) إلخ ؛ في هذا الحديث إثبات الرجل والقدم لله عز وجل ، وهذه الصفة تجرى مجرى بقية الصفات ، فتثبت لله على الوجه اللائق بعظمته سبحانه .

والحكمة من وضع رجله سبحانه في النار أنه قد وعد أن يملأها ؛ كما في قوله تعالى : لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين .

ولما كان مقتضى رحمته وعدله ألا يعذب أحدا بغير ذنب ، وكانت النار في غاية العمق والسعة ؛ حقق وعده تعالى ، فوضع فيها قدمه ، فحينئذ يتلاقى طرفاها ، ولا يبقى فيها فضل عن أهلها .

وأما الجنة ؛ فإنه يبقى فيها فضل عن أهلها مع كثرة ما أعطاهم وأوسع لهم ، فينشئ الله لها خلقا آخرين ؛ كما ثبت بذلك الحديث .

التالي السابق


الخدمات العلمية