صفحة جزء
( وأصناف ما تضمنته الدار الآخرة من الحساب والثواب والعقاب والجنة والنار وتفاصيل ذلك مذكورة في الكتب المنزلة من السماء ، والآثار من العلم المأثور عن الأنبياء ، وفي العلم الموروث عن محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك ما يشفي ويكفي ، فمن ابتغاه وجده ) .


[ ص: 251 ] ش وأما قوله : ( وأصناف ما تضمنته الدار الآخرة من الحساب . . ) إلخ ؛ فاعلم أن أصل الجزاء على الأعمال خيرها وشرها ثابت بالعقل كما هو ثابت بالسمع ، وقد نبه الله العقول إلى ذلك في مواضع كثيرة من كتابه ؛ مثل قوله تعالى : أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ، أيحسب الإنسان أن يترك سدى .

فإنه لا يليق في حكمة الحكيم أن يترك الناس سدى مهملين ، ولا يؤمرون ، ولا ينهون ، ولا يثابون ولا يعاقبون ؛ كما لا يليق بعدله وحكمته أن يسوي بين المؤمن والكافر ، والبر والفاجر ؛ كما قال تعالى : أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار .

فإن العقول الصحيحة تأبى ذلك وتنكره أشد الإنكار .

وكذلك نبههم الله على ذلك بما أوقعه من أيامه في الدنيا من إكرام الطائعين ، وخذلان الطاغين .

وأما تفاصيل الأجزية ومقاديرها ؛ فلا يدرك إلا بالسمع والنقول الصحيحة عن المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله .

.

التالي السابق


الخدمات العلمية