صفحة جزء
( وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا ) .


ش ( الشهادة ) : الإخبار بالشيء عن علم به ، واعتقاد لصحته وثبوته ، ولا تعتبر الشهادة إلا إذا كانت مصحوبة بالإقرار والإذعان ، وواطأ القلب عليها اللسان ؛ فإن الله قد كذب المنافقين في قولهم : نشهد إنك لرسول الله ، مع أنهم قالوا بألسنتهم .

و ( لا إله إلا الله ) : هي كلمة التوحيد ، التي اتفقت عليها كلمة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ؛ بل هي خلاصة دعواتهم وزبدة [ ص: 88 ] رسالاتهم ، وما من رسول منهم إلا جعلها مفتتح أمره ، وقطب رحاه ، كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم :أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله ، فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله عز وجل .

ودلالة هذه الكلمة على التوحيد باعتبار اشتمالها على النفي والإثبات المقتضي للحصر ، وهو أبلغ من الإثبات المجرد كقولنا : الله واحد ، مثلا فهي تدل بصدرها على نفي الإلهية عما سوى الله تعالى ، وتدل بعجزها على إثبات الإلهية له وحده .

ولا بد فيها من إضمار خبر تقديره : لا معبود بحق - موجود - إلا الله .

وأما قوله : ( وحده لا شريك له ) فهو تأكيد لما دلت عليه كلمة التوحيد .

وقوله : ( إقرارا به ) مصدر مؤكد لمعنى الفعل : ( أشهد ) ، والمراد : إقرار القلب واللسان .

وقوله : ( توحيدا ) ؛ أي : إخلاصا لله عز وجل في العبادة ، فالمراد به [ ص: 89 ] التوحيد الإرادي الطلبي المبني على توحيد المعرفة والإثبات .

التالي السابق


الخدمات العلمية