صفحة جزء
( فصل : ثم هم مع هذه الأصول يأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر على ما توجبه الشريعة .

ويرون إقامة الحج والجهاد والجمع والأعياد مع الأمراء أبرارا كانوا أو فجارا ، ويحافظون على الجماعات .

ويدينون بالنصيحة للأمة ، ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم : المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص ؛ يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه ، وقوله صلى الله عليه وسلم : مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد ؛ إذا اشتكى منه عضو ؛ تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر .

ويأمرون بالصبر عند البلاء ، والشكر عند الرخاء والرضا بمر القضاء .

[ ص: 292 ] ويدعون إلى مكارم الأخلاق ، ومحاسن الأعمال ، ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم : أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا .

ويندبون إلى أن تصل من قطعك ، وتعطي من حرمك ، وتعفو عمن ظلمك .

ويأمرون ببر الوالدين ، وصلة الأرحام ، وحسن الجوار ، والإحسان إلى اليتامى والمساكين وابن السبيل ، والرفق بالمملوك .

وينهون عن الفخر ، والخيلاء ، والبغي ، والاستطالة على الخلق بحق أو بغير حق .

ويأمرون بمعالي الأخلاق ، وينهون عن سفسافها .

وكل ما يقولونه ويفعلونه من هذا وغيره ؛ فإنما هم فيه متبعون للكتاب والسنة ، وطريقتهم هي دين الإسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم ) .


ش قوله : ( ثم هم مع هذه الأصول . . ) إلخ ؛ جمع المؤلف في هذا الفصل جماع مكارم الأخلاق التي يتخلق بها أهل السنة والجماعة ؛ من [ ص: 293 ] الأمر بالمعروف ؛ وهو ما عرف حسنه بالشرع والعقل ، والنهي عن المنكر ؛ وهو كل قبيح عقلا وشرعا ؛ على حسب ما توجبه الشريعة من تلك الفريضة ؛ كما يفهم من قوله عليه السلام : من رأى منكم منكرا ؛ فليغيره بيده ، فإن لم يستطع ؛ فبلسانه ، فإن لم يستطع ؛ فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان .

ومن شهود الجمع والجماعات والحج والجهاد مع الأمراء أيا كانوا ؛ لقوله عليه السلام : صلوا خلف كل بر وفاجر .

ومن النصح لكل مسلم ؛ لقوله عليه السلام : الدين النصيحة .

[ ص: 294 ] ومن فهم صحيح لما توجبه الأخوة الإيمانية من تعاطف وتواد وتناصر ؛ كما في هذه الأحاديث التي يشبه فيها الرسول المؤمنين بالبنيان المرصوص المتماسك اللبنات ، أو بالجسد المترابط الأعضاء من دعوة إلى الخير ، وإلى مكارم الأخلاق ، فهم يدعون إلى الصبر على المصائب ، والشكر على النعماء ، والرضا بقضاء الله وقدره . . إلى غير ذلك مما ذكره .

التالي السابق


الخدمات العلمية