صفحة جزء
( أما بعد ؛ فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة : أهل السنة والجماعة ) :


[ ص: 93 ] ش ( أما بعد ) : كلمة يؤتى بها للدلالة على الشروع في المقصود ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعملها كثيرا في خطبه وكتبه ، وتقديرها عند النحويين : مهما يكن من شيء بعد .

والإشارة بقوله : ( هذا ) إلى ما تضمنه هذا المؤلف من العقائد الإيمانية التي أجملها في قوله : ( وهو الإيمان بالله . . ) .

والاعتقاد : مصدر اعتقد كذا ؛ إذا اتخذه عقيدة له ؛ بمعنى عقد عليه الضمير والقلب ، ودان لله به ، وأصله من ( عقد الحبل ) ، ثم استعمل في التصميم والاعتقاد الجازم .

( الفرقة ) بكسر الفاء الطائفة من الناس .

ووصفها بأنها ( الناجية المنصورة ) أخذا من قوله - عليه السلام - : لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة ، لا يضرهم من خذلهم ، حتى يأتي أمر الله ، ومن قوله في الحديث الآخر : ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة : كلهم في النار إلا واحدة ، وهي من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي .

[ ص: 94 ] وقوله : ( أهل السنة والجماعة ) بدل من الفرقة .

والمراد بالسنة : الطريقة التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قبل ظهور البدع والمقالات .

والجماعة في الأصل : القوم المجتمعون ، والمراد بهم هنا سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين ، الذين اجتمعوا على الحق الصريح من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية