صفحة جزء
( لأنه سبحانه لا سمي له ، ولا كفء له ، ولا ند له ) .


ش قوله : ( لأنه سبحانه لا سمي له . . إلخ ) تعليل لقوله فيما تقدم إخبارا عن أهل السنة والجماعة : ( لا يكيفون ولا يمثلون ) .

ومعنى : ( لا سمي له ) أي : لا نظير له يستحق مثل اسمه ، أو لا مسامي له يساميه ، وقد دل على نفيه قوله تعالى في سورة مريم : هل تعلم له سميا فإن الاستفهام هنا إنكاري ، معناه النفي .

وليس المراد من نفي السمي أن غيره لا يسمى بمثل أسمائه ، فإن هناك أسماء مشتركة بينه وبين خلقه ، ولكن المقصود أن هذه الأسماء إذا سمي الله بها كان معناها مختصا به لا يشركه فيه غيره ، فإن الاشتراك إنما [ ص: 105 ] هو في مفهوم الاسم الكلي ، وهذا لا وجود له إلا في الذهن ، وأما في الخارج فلا يكون المعنى إلا جزئيا مختصا ، وذلك بحسب ما يضاف إليه ، فإن أضيف إلى الرب كان مختصا به لا يشاركه فيه العبد ، وإن أضيف إلى العبد كان مختصا به لا يشاركه فيه الرب .

وأما الكفء فهو المكافئ المساوي ، وقد دل على نفيه قوله تعالى : ولم يكن له كفوا أحد .

وأما الند فمعناه المساوي المناوئ ، قال تعالى : فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون .

التالي السابق


الخدمات العلمية