صفحة جزء
[ ص: 108 ] ( ولهذا قال : سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ، فسبح نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل ، وسلم على المرسلين ؛ لسلامة ما قالوه من النقص والعيب ) .


ش قوله : ( ولهذا قال . . إلخ ) تعليل لما تقدم من كون كلام الله وكلام رسوله أكمل صدقا ، وأتم بيانا ونصحا ، وأبعد عن العيوب والآفات من كلام كل أحد .

و ( سبحان ) اسم مصدر من التسبيح ، الذي هو التنزيه والإبعاد عن السوء ، وأصله من السبح ، الذي هو السرعة والانطلاق والإبعاد ، ومنه فرس سبوح ؛ إذا كانت شديدة العدو .

وإضافة الرب إلى العزة من إضافة الموصوف إلى صفته ، وهو بدل من الرب قبله .

فهو سبحانه ينزه نفسه عما ينسبه إليه المشركون من اتخاذ الصاحبة والولد ، وعن كل نقص وعيب ، ثم يسلم على رسله عليهم الصلاة والسلام بعد ذلك ؛ للإشارة إلى أنه كما يجب تنزيه الله عز وجل وإبعاده عن كل شائبة نقص وعيب ، فيجب اعتقاد سلامة الرسل في أقوالهم وأفعالهم من كل عيب كذلك ، فلا يكذبون على الله ، ولا يشركون به ، ولا يغشون أممهم ، ولا يقولون على الله إلا الحق .

[ ص: 109 ] قوله : ( والحمد لله رب العالمين ) ثناء منه سبحانه على نفسه بما له من نعوت الكمال ، وأوصاف الجلال ، وحميد الفعال ، وقد تقدم الكلام على معنى الحمد ، فأغنى عن إعادته .

التالي السابق


الخدمات العلمية