صفحة جزء
( فلا عدول لأهل السنة والجماعة عما جاء به المرسلون ؛ فإنه الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ) .


ش قوله : ( فلا عدول . . إلخ ) ؛ هذا مترتب على ما تقدم من بيان أن ما جاء به الرسل عليهم الصلاة والسلام هو الحق الذي يجب اتباعه ، ولا يصح العدول عنه ، وقد علل بأنه الصراط المستقيم ، يعني الطريق السوي القاصد الذي لا عوج فيه ولا انحراف .

والصراط المستقيم لا يكون إلا واحدا ؛ من زاغ عنه أو انحرف وقع في طريق من طرق الضلال والجور ؛ كما قال تعالى : وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله .

[ ص: 112 ] والصراط المستقيم هو طريق الأمة الوسط ، الواقع بين طرفي الإفراط والتفريط ، ولهذا أمرنا الله عز وجل وعلمنا أن نسأله أن يهدينا هذا الصراط المستقيم في كل ركعة من الصلاة ؛ أي : يلهمنا ويوفقنا لسلوكه واتباعه ، فإنه صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .

التالي السابق


الخدمات العلمية