صفحة جزء
( وقوله : إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) .


ش قوله : ( إن الله . . ) إلخ ؛ تضمنت إثبات اسمه الرزاق ، وهو مبالغة من الرزق ، ومعناه : الذي يرزق عباده رزقا بعد رزق في إكثار وسعة .

وكل ما وصل منه سبحانه من نفع إلى عباده فهو رزق ؛ مباحا كان أو غير مباح ، على معنى أنه قد جعله لهم قوتا ومعاشا ؛ قال تعالى : والنخل باسقات لها طلع نضيد رزقا للعباد وقال : وفي السماء رزقكم وما توعدون .

[ ص: 128 ] إلا أن الشيء إذا كان مأذونا في تناوله ؛ فهو حلال حكما ، وإلا كان حراما ، وجميع ذلك رزق .

وتعريف الجملة الاسمية والإتيان فيها بضمير الفصل ؛ لإفادة اختصاصه سبحانه بإيصال الرزق إلى عباده .

وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : ( أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني أنا الرزاق ذو القوة المتين ) .

وأما قوله : ( ذو القوة ) ؛ أي : صاحب القوة ؛ فهو بمعنى اسمه القوي ؛ إلا أنه أبلغ في المعنى ، فهو يدل على أن قوته سبحانه لا تتناقص فيهن أو يفتر .

وأما ( المتين ) ؛ فهو اسم له من المتانة ، وقد فسره ابن عباس بـ : ( الشديد ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية