صفحة جزء
( وقوله : إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفوا قديرا ، وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم ) .


ش قوله : إن تبدوا خيرا . . إلخ ؛ هذه الآيات تضمنت إثبات صفات العفو والقدرة والمغفرة والرحمة والعزة والتبارك والجلال والإكرام .

فالعفو الذي هو اسمه تعالى ؛ معناه : المتجاوز عن عقوبة عباده إذا هم تابوا إليه وأنابوا ؛ كما قال تعالى : وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات .

ولما كان أكمل العفو هو ما كان عن قدرة تامة على الانتقام والمؤاخذة ؛ جاء هذان الاسمان الكريمان : العفو والقدير مقترنين في هذه الآية وفي غيرها .

وأما القدرة ؛ فهي الصفة التي تتعلق بالممكنات إيجادا وإعداما ، فكل ما كان ووقع من الكائنات واقع بمشيئته وقدرته ؛ كما في الحديث : [ ص: 159 ] ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن .

وأما قوله تعالى : وليعفوا وليصفحوا . . الآية ؛ فقد نزلت في شأن أبي بكر رضي الله عنه حين حلف لا ينفق على مسطح بن أثاثة ، وكان ممن خاضوا في الإفك ، وكانت أم مسطح بنت خالة أبي بكر ، فلما نزلت هذه الآية قال أبو بكر : ( والله إني لأحب أن يغفر الله لي ) ، ووصل مسطحا .

التالي السابق


الخدمات العلمية