هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى

ابن القيم - أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية

صفحة جزء
قال ابن إسحاق وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة عشرون رجلا أو قريبا من ذلك من النصارى ، حين بلغهم خبره من الحبشة ، فوجدوه في المسجد ، فجلسوا إليه وكلموه ، وقبالته رجال من قريش في أنديتهم حول الكعبة . فلما فرغوا من مسألة رسول الله صلى الله عليه وسلم عما أرادوا دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الله ، وتلا عليهم القرآن ، فلما سمعوه فاضت أعينهم من الدمع ، ثم استجابوا له وآمنوا ، وصدقوه وعرفوا منه ما كان يوصف لهم في كتابهم من أمره ، فلما قاموا عنه اعترضهم أبو جهل - لعنه الله - بن هشام في نفر من قريش ، فقالوا لهم : خيبكم الله من ركب بعثكم من ورائكم من أهل دينكم ترتادون إليهم لتأتوهم بخبر الرجل ، فلم تطمئن مجالسكم عنده حتى فارقتم دينكم وصدقتموه بما قال ؟ ! ما نعلم ركبا أحمق منكم ؟ أو كما قالوا . فقالوا : سلام [ ص: 264 ] عليكم ، لا نجادلكم ، لنا ما نحن عليه ولكم ما أنتم عليه ، لم نأل من أنفسنا خيرا .

ويقال : إن النفر من النصارى من أهل نجران ، ويقال : فيهم نزلت : الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إلى قوله سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين .

وقال الزهري : ما زلت أسمع من علمائنا أنهن نزلت في النجاشي وأصحابه .

التالي السابق


الخدمات العلمية