صفحة جزء
( قول إمام أهل الإسلام محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله ) : قال في كتاب التوحيد من صحيحه باب قول الله عز وجل : ( وكان عرشه على الماء ) ( وهو رب العرش العظيم ) [ ص: 236 ] قال أبو العالية استوى إلى السماء ارتفع فسواهن : خلقهن ، وقال مجاهد : استوى : علا على العرش ثم ساق البخاري حديث زينب بنت جحش رضي الله عنها أنها كانت تفتخر على نساء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتقول : زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات ، وذكر تراجم أبواب هذا الكتاب الذي ترجمه بكتاب التوحيد والرد على الجهمية ردا على أقوال الجهمية التي خالفوا بها الأمة فمن تراجم أبواب هذا الكتاب باب قول الله تعالى : ( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ) . ومن أبوابه أيضا باب قول الله عز وجل : ( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) وذكر أحاديث ، ثم قال : باب قوله تعالى : ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا ) ، ( إن الله عنده علم الساعة ) ، و ( أنزله بعلمه ) ( وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ) ثم ساق أحاديث مستدلا ( بها ) على إثبات صفة العلم ، ثم قال : باب قول الله عز وجل : ( السلام المؤمن ) ثم ساق حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن الله تعالى هو السلام ثم ( ساق ) حديث أبي هريرة رضي الله عنه : يقول الله : أنا الملك . ثم قال : باب قول الله : ( وهو العزيز الحكيم ) ، ( سبحان ربك رب العزة عما يصفون ) [ ص: 237 ] ( ولله العزة ولرسوله ) وذكر أحاديث ( في ذلك ) ، ثم قال : باب قول الله : ( وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق ) ثم ذكر حديث ابن عباس رضي الله عنهما : اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض إلى آخره ، ثم قال : باب قول الله تعالى : ( وكان الله سميعا بصيرا ) ثم ساق أحاديث منها حديث أبي موسى رضي الله عنه : ( . . . فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا - تدعون سميعا بصيرا قريبا . . . ) ثم قال : باب قوله تعالى : ( قل هو القادر ) ثم ساق أحاديث في إثبات القدرة ، ثم قال : باب مقلب القلوب وقول الله عز وجل : ( ونقلب أفئدتهم وأبصارهم ) وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حلفه لا ومقلب القلوب ، ثم قال : باب إن لله مائة اسم إلا واحدا ، ثم قال : باب السؤال بأسماء الله تعالى والاستعاذة بها ومقصوده بذلك أنها غير مخلوقة فإنه لا يستعاذ بمخلوق ولا يسأل به ، ثم قال : باب ما يذكر في الذات والنعوت وأسامي الله تعالى . ثم قال : باب قول الله عز وجل : ( ويحذركم الله نفسه ) ثم ساق أحاديث ، ثم قال : باب قول الله عز وجل : ( كل شيء هالك إلا وجهه ) ثم ذكر حديث جابر رضي الله عنه " أعوذ بوجهك " ، ثم قال : باب قول الله عز وجل : ( ولتصنع على عيني ) وقوله : ( تجري بأعيننا ) ثم ذكر حديث الدجال : إن ربكم ليس بأعور ، ثم قال : باب قول الله عز وجل : ( هو الله الخالق البارئ المصور ) . ثم قال : باب قول الله تعالى : ( لما خلقت بيدي ) ثم ذكر أحاديث في إثبات اليدين ثم قال : باب قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم [ ص: 238 ] لا شخص أغير من الله . ثم قال : باب قول الله تعالى : ( قل أي شيء أكبر شهادة قل الله ) فسمى الله نفسه شيئا ، ثم قال : باب قول الله تعالى : ( وكان عرشه على الماء ) ثم ذكر بعض أحاديث الفوقية ، ثم قررها بترجمة أخرى فقال : باب قول الله تعالى : ( إليه يصعد الكلم الطيب ) وقوله تعالى : ( تعرج الملائكة والروح إليه ) ثم ساق في ذلك أحاديث في إثبات صفة الفوقية ، ثم قال : باب قوله تعالى : ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ) ثم ذكر الأحاديث الدالة على إثبات الرؤية في الآخرة ، ثم قال : باب ما جاء في قوله : ( إن رحمة الله قريب من المحسنين ) ثم ذكر أحاديث في إثبات صفة الرحمة ، ثم قال : باب قول الله تعالى : ( إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ) ثم ساق في هذا الباب حديث الحبر الذي فيه : إن الله يمسك السماوات على إصبع - الحديث . ثم قال : باب ما جاء في تخليق السماوات والأرض وغيرهما من الخلائق وهو فعل الرب عز وجل وأمره فالرب بصفاته وفعله وأمره وكلامه هو الخالق المكون غير مخلوق وما كان يفعله ، وأمره وتخليقه وتكوينه فهو مفعول مخلوق مكون . وهذه الترجمة من أدل شيء على دقة علمه ورسوخه في معرفة الله تعالى وأسمائه وصفاته ، وهذه الترجمة فصل في مسألة الفعل والمفعول وقيام أفعال الرب عز وجل به وأنها غير مخلوقة ، وأن المخلوق هو المنفصل عنه الكائن بفعله وأمره وتكوينه ، ففصل النزاع بهذه الترجمة أحسن فصل وأبينه وأوضحه إذ فرق بين الفعل والمفعول وما يقوم بالرب سبحانه وما [ ص: 239 ] لا يقوم به وبين أن أفعاله تعالى كصفاته داخلة في مسمى اسمه ليست منفصلة خارجة مكونة . بل بها يقع التكوين فجزاه الله سبحانه عن الإسلام والسنة بل جزاهما عنه أفضل الجزاء ، وهذا الذي ذكره في هذه الترجمة هو قول أهل السنة وهو المأثور عن سلف الأمة ، وصرح به في كتاب خلق أفعال العباد وجعله قول العلماء مطلقا ، ولم يذكر فيه نزاعا إلا عن الجهمية وذكره البغوي إجماعا من أهل السنة ، وصرح البخاري في هذه الترجمة بأن كلام الله تعالى غير مخلوق وأن أفعاله وصفاته غير مخلوقة ، ثم قال : باب قول الله عز وجل : ( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين ) ثم ساق أحاديث في القدر وإثباته ، ثم قال : باب قوله تعالى : ( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ) ثم ساق أحاديث في إثبات تكلم الرب جل جلاله ، ثم قال باب قول الله عز وجل : ( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ) وقوله تعالى : ( ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله ) وقوله تعالى : ( ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ) ومقصوده إثبات صفة الكلام والفرق بينها وبين صفة الخلق ثم قال : باب في المشيئة والإرادة ، ثم ساق آيات وأحاديث في إثبات ذلك ، ثم قال باب قوله تعالى : ( ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم ) قال البخاري رحمه الله : ولم يقولوا : ماذا خلق ربكم ؟ ثم ذكر حديث أبي سعيد الخدري رضي الله [ ص: 240 ] عنه فينادي بصوت ، وحديث عبد الله بن أنيس وعلقمة : فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب أنا الملك ، أنا الديان . ومقصوده أن هذا النداء يستحيل أن يكون مخلوقا فإن المخلوق لا يقول : أنا الملك ، أنا الديان . فالمنادي بذلك هو الله عز وجل القائل أنا الملك ، أنا الديان .

ثم قال : باب كلام الرب تعالى مع جبرائيل عليه الصلاة والسلام ونداء الله تعالى الملائكة . ثم ذكر حديث إذا أحب الله عبدا نادى جبرائيل ، ثم قال : باب قوله عز وجل : ( أنزله بعلمه والملائكة يشهدون ) ثم ساق أحاديث في نزول القرآن من السماء مما يدل على أصلين ؛ فوقية الرب تعالى ، وتكلمه بالقرآن ، ثم قال : باب قول الله عز وجل : ( يريدون أن يبدلوا كلام الله ) ثم ذكر أحاديث في تكلم الرب تعالى ، ثم قال : باب كلام الرب يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم ثم ساق حديث الشفاعة ، وحديث ما منكم " من " أحد إلا سيكلمه ربه ، وحديث يدنو المؤمن من ربه ، ثم قال : باب قوله تعالى ( وكلم الله موسى تكليما ) ثم ذكر أحاديث في تكليم الله لموسى ، ثم قال : باب كلام الرب تعالى مع أهل الجنة ثم ذكر حديثين في ذلك ، ثم قال : باب قول الله عز وجل : ( فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون ) وذكر آيات في ذلك ، وذكر حديث ابن مسعود ( في ذلك ) أي الذنب أعظم ؟ قال : أن تجعل [ ص: 241 ] لله ندا وهو خلقك ، وغرضه بهذا التبويب الرد على القدرية والجبرية فأضاف الجعل إليهم فهو كسبهم وفعلهم ، ولهذا قال في هذا الباب نفسه وما ذكر في خلق أفعال العباد ( واكتسابهم لقوله : ( وخلق كل شيء فقدره تقديرا ) فأثبت خلق أفعال العباد ) وأنها أفعالهم وأكسابهم فتضمنت ترجمته مخالفته للقدرية والجبرية ، ثم قال : باب قول الله عز وجل : ( وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون ) وقصده بهذا أن يبين أن الصوت والحركة التي يؤدى بها الكلام كسب العبد وفعله وعمله ، ثم ذكر أبوابا في إثبات خلق أفعال العباد ، ثم ختم الكتاب بإثبات الميزان .

التالي السابق


الخدمات العلمية