صفحة جزء
( قول إمام الصوفية في وقته ) : الإمام العارف أبو عبد الله عمرو بن عثمان المكي قال في كتابه آداب المريدين والتعرف بأحوال العباد . . . في باب ما يجيء به الشيطان " للتائبين " من الوسوسة . وأما الوجه الثالث الذي يأتي به الناس إذا هم امتنعوا عليه واعتصموا بالله فإنه يوسوس لهم في أمر الخالق ليفسد عليهم أصول التوحيد ، وذكر كلاما طويلا إلى أن قال : فهذا من أعظم ما يوسوس به في التوحيد بالتشكيك ، وفي صفات الرب بالتشبيه والتمثيل أو بالجحد لها والتعطيل ، وأن يدخل عليهم مقاييس عظمة الرب بقدر عقولهم فيهلكوا ( إن قبلوا ) أو يضعضع أركانهم إلا أن يلجئوا في ذلك إلى العلم وتحقيق المعرفة بالله عز وجل من حيث أخبر عن نفسه ووصف به نفسه ووصفه به رسوله فهو تعالى القائل : أنا الله ، لا الشجرة الجائي هو لا أمره المستوي على عرشه بعظمة جلاله دون كل مكان ، الذي كلم موسى تكليما وأراه من آياته عظيما فسمع موسى كلام الله الوارث لخلقه السميع لأصواتهم الناظر بعينه إلى أجسامهم يداه ، مبسوطتان وهما غير نعمته وقدرته ، وخلق آدم بيده ثم ساق [ ص: 275 ] كلاما طويلا في السنة وهو رحمه الله من نظراء الجنيد وأعيان مشايخ القوم توفي سنة إحدى وتسعين ومائتين ببغداد .

التالي السابق


الخدمات العلمية