صفحة جزء
قول الإمام محيي السنة الحسين بن مسعود البغوي قدس الله روحه

قال في تفسيره الذي هو شجى في حلوق الجهمية والمعطلة في سورة الأعراف في قوله تعالى : ( ثم استوى على العرش ) قال الكلبي ومقاتل : استقر ، وقال أبو عبيدة : صعد ، قال : وأولت المعتزلة الاستواء بالاستيلاء ، قال : وأما أهل السنة فيقولون : الاستواء على العرش صفة الله بلا كيف يجب على الرجل أن يؤمن بذلك ويكل العلم فيه إلى الله تعالى ثم حكى قول مالك : الاستواء غير مجهول .

ومراد السلف بقولهم بلا كيف هو نفي التأويل ، فإنه التكييف الذي يزعمه أهل التأويل ، فإنهم هم الذين يثبتون كيفية تخالف الحقيقة فيقعون في ثلاثة محاذير : نفي الحقيقة ، وإثبات التكييف بالتأويل ، وتعطيل الرب تعالى عن صفته التي أثبتها لنفسه ، وأما أهل الإثبات فليس أحد منهم يكيف ما أثبته الله تعالى لنفسه ويقول : كيفية كذا وكذا حتى يكون قول السلف بلا كيف ردا عليه ، وإنما ردوا على أهل التأويل الذي يتضمن التحريف والتعطيل ، تحريف اللفظ وتعطيل معناه .

التالي السابق


الخدمات العلمية