صفحة جزء
( حدثنا سفيان بن وكيع ، حدثنا حميد ) : بالتصغير . ( بن عبد الرحمن الرؤاسي ) : بضم الراء بعده الهمزة ويجوز إبدالها واوا والياء للنسبة إلى رؤاس جده ، وقيل : إلى بايع الرءوس وهو ضعيف رواية ودراية ، قال السمعاني : هذه النسبة إلى بني رؤاس هو أبو عوف كوفي . ( عن زهير ) : بالتصغير ، قال العصام : زهير اثنان أحدهما : أبو خيثمة زهير بن حرب بن شداد النسائي ، ثقة ثبت ، روى عنه مسلم أكثر من ألف حديث ، وأخرج حديثه البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجه ، وثانيهما : زهير بن محمد التميمي أبو المنذر الخراساني ، ضعف لعدم استقامة رواية أهل الشام عنه ، قال أبو حاتم : حدث بالشام من حفظه فكثر غلطه ، وزهير في الحديث هو التميمي ; لأن الأول لم يدرك أبا إسحاق ، عرفت ذلك من الرجوع إلى تاريخ وفاة أبي إسحاق . ( عن أبي إسحاق ) : وقد مر ذكره . ( قال : سأل رجل البراء بن عازب أكان ) : وفي نسخة بدون الهمزة أي كان . ( وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل السيف ) : أي في الحسن واللمعان ، وقيل في التمديد لما وقع في بعض طرق الحديث عند الإسماعيلي " أكان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مديدا مثل السيف " ، والمعنى إنه هل كان وجهه طولانيا مثله أو لا . ( قال ) : أي البراء لكون تشبيه السائل ناقصا . ( لا ) : هي نقيضة نعم أي لم يكن مثل السيف . ( بل مثل القمر ) : بالنصب أي بل كان مثل القمر ، فهو عطف على مثل السيف الواقع في كلامه تقديرا ليكون التشبيه جامعا بين صفتي البروق والميل إلى الاستدارة ويؤيده ما وقع في حديث كعب بن مالك : " كان وجهه قطعة قمر " ، وقد يقال معناه : لم يكن مثل السيف بل لم يكن مثل القمر بل كان أحسن منه أيضا ، ويؤيده ما سبق آنفا : "فلهو عندي أحسن من القمر " ولله در القائل :


إذا عبتها شبهتها البدر طالعا وحسبك من عيب لها شبه البدر

.

ويلائمه ما وقع في حديث ربيع بنت معوذ بن عفراء : " لو رأيته رأيت الشمس طالعة " ، ويؤيد الأول ما في نسخة بالرفع ويدل عليه أنه لم يوجد في بعض النسخ كلمة بل أي وجهه أو هو ، وهو أبلغ مثل القمر ; لأنه جامع لكمال النور وغاية العلو والظهور ، وميله إلى الاستدارة مشهور ، ولأنه دليل جامع والسيف دليل قاطع ، والحاصل أن السؤال كان عن نورانيته على وجه الإجمال والجواب بترجيح الحال على وجه الكمال ، وقد ورد في مسلم عن جابر بن سمرة أن رجلا قال له : أكان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل السيف ؟ قال : لا ، مثل الشمس والقمر ، وكان مستديرا ، قال أبو عبيد : لا يريد أنه كان في غاية التدوير بل كان فيه سهولة ما ، وهي أحلى عند العرب والعجم خلافا للترك ، ويؤيده ما روي وصفه أنه أسيل الخدين ، ووجه الاقتصار عليهما انحصار النور الظاهري فيهما فلا يلزم أن يكون المشبه به أقوى كما لا يخفى ، وقيل جمع الكوكبين [ ص: 58 ] لأن الأول يراد به غالبا التشبيه في الإشراق والإضاءة ، والثاني في الحسن والملاحة .

التالي السابق


الخدمات العلمية