صفحة جزء
حدثنا أحمد بن منيع ، قال : حدثنا أبو أحمد ) تقدم ( قال أخبرنا سفيان ) أي : الثوري لأنه الراوي عن السدي لا ابن عيينة كما في الشرح ( عن السدي ) بضم المهملة وتشديد ما بعده وهو محمد إسماعيل بن عبد الرحمن الكوفي صدوق رمي بالتشيع ، كذا في التقريب ، وفي الصحاح السدة باب الدار ، قال أبو الدرداء من يغش سدد السلطان ، يقم ويقعد وسمي إسماعيل السدي ; لأنه كان يبيع المقانع الحمر في سدة مسجد الكوفة ، وهي ما يبقى من الطاق المسدود ، وقد أخرج حديثه مسلم والأربعة ، وقال ميرك : منسوب إلى السدة ، وهي صفة في باب المسجد الجامع في الكوفة كان السدي يسكنها وهو السدي الكبير المفسر المشهور مختلف فيه ، وثقه بعضهم وضعفه آخرون ، وأما السدي الصغير فهو محمد بن مروان حفيده ، وهو متفق على ضعفه واتهمه بعضهم بالكذب ، وليس المراد هنا انتهى ، وهو ابن ابنة السدي الكبير ، أو ابن أخته رمي بالرفض ( قال حدثني من سمع عمرو بن حريث ) بالتصغير وهو قرشي مخزومي ، صحابي أخرج حديثه الستة ، قال الواقدي : مات النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن عشرة ، روى عنه ابنه جعفر وخليفة وأصبغ وهارون مواليه وعطاء بن السائب ، والوليد بن سويع وسراقة بن محمد ، وإسماعيل بن أبي خالد ولم أر في شيء من الروايات التصريح باسم من حدث السدي ، فيحتمل أن من حدث عنه واحد من هؤلاء وأظنه عطاء بن السائب ، فإنه [ ص: 163 ] اختلط في آخر عمره ، والسدي ممن سمع منه بعد الاختلاط ; فلذا أبهمه ولم يصرح باسمه ; لئلا يفطن له لكن للحديث شاهد ، وهو ما أخرجه ابن حبان من طريق شعبة عن حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في نعلين مخصوفتين من جلود البقر ، وأخرج النسائي من طريق عبيد الله بن عمر القواريري عن سفيان عن أبي إسحاق عمن سمع عمرو بن حريث ( يقول ) أي عمرو بن حريث ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في نعلين مخصوفتين ) يحتمل أنه كان في صلاة جنازة أو غيرها ، والخصف الخرز ، ونعل مخصوفة أي ذات الطراق ، وكل طراق منها خصفة والظاهر أنه يخصف نعليه بنفسه ; لما ورد في رواية عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخيط ثوبه ، ويخصف نعله ، ويرقع دلوه ، أخرجه ابن حبان والحاكم ، وفي شرح أن المراد به المرقعة

التالي السابق


الخدمات العلمية